أزمات عنيفة تهدد السوبر السوداني
متابعة / الجمهورية نيوز

تتجه أنظار الشارع الرياضي السوداني مجددًا إلى مصير دوري السوبر السوداني، بعد أن بات من شبه المؤكد صدور قرار جديد بتأجيل المسابقة، في ظل أزمات حادة ومتواصلة تهدد بإجهاضها نهائيًا، وسط حالة من التخبط في إدارة الملف من قِبل اتحاد الكرة المحلي، وسلسلة من العراقيل اللوجستية والمالية التي عصفت بخطة إقامة البطولة.
سوء الملاعب وأزمة السكن يدفعان لإقامة البطولة بالخارج
وكانت البداية مع الصعوبات التي واجهت اتحاد الكرة في إقامة دوري السوبر السوداني داخل البلاد، وعلى رأسها سوء أرضيات الملاعب وغياب البنى التحتية المناسبة، إلى جانب أزمة السكن التي حالت دون توفير مقار ملائمة للفرق المشاركة.
وفي ظل تصاعد تلك التحديات، اضطر الاتحاد إلى الاعتراف بعدم إمكانية إقامة البطولة محليًا، وقرر الاتجاه نحو تنظيمها في دولة خارجية، مفوضًا لجنة المسابقاتلاتخاذ الترتيبات اللازمة والتواصل مع الدول المحتملة لاستضافة الحدث.
حذر من المصير الحالي
وكشفت مواقع رياضية عن استحالة إقامة البطولة داخل السودان، نتيجة العقبات الكبرى التي ستواجه المسابقة، وهي نفس النقاط التي فشلت جهود اتحاد الكرة في تجاوزها، لتتحقق المخاوف وتتحول إلى واقع يصعب تجاوزه.
قرار مفاجئ من اتحاد الكرة يفاقم التعقيدات
وفي خطوة أربكت حسابات الجميع، أعلن اتحاد كرة القدم السوداني تقديم موعد الجمعية العمومية لاختيار مجلس جديد مطلع يوليو المقبل، وهو ما اعتُبر عاملاً إضافيًا لتأزيم المشهد، خاصة وأن تركيز مسؤولي الاتحاد بات منصبًا على التحضير للانتخابات المقبلة، تاركين ملف دوري السوبر السوداني في ذيل قائمة الأولويات.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن رئيس الاتحاد معتصم جعفر فوّض لجنة المسابقات لاختيار الدولة المضيفة أو إيجاد حلول محلية، ما يعكس تراجعًا ملحوظًا في حماس الاتحاد لإقامة البطولة في ظل تلك التوترات.
لجنة المسابقات تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه
وفي المقابل، تكثف لجنة المسابقات تحركاتها لتحديد مقر بديل لاستضافة الدوري، إلا أن الوقت يداهمها، خصوصًا مع اقتراب موعد انطلاقة البطولة وفقًا لجدول اتحاد الكرة، الذي حدد أحد أيام 10، 11 أو 12 يونيو لانطلاق المنافسات.
ومع تبقي 9 أيام فقط على ضربة البداية المفترضة، تبدو اللجنة غير قادرة على إتمام ترتيبات سفر الفرق، ما يعزز فرضية التأجيل الحتمي للمسابقة مرة أخرى، وهو تأجيل قد ينسف ما تبقى من ثقة في قدرة الاتحاد على إدارة البطولة باحترافية.
أندية السوبر تعاني مالياً باستثناء 3 فقط
واحدة من أعنف الأزمات التي تضرب دوري السوبر تتمثل في الوضع المالي الكارثي لمعظم الأندية المشاركة، حيث تفتقر إلى التمويل الكافي لتغطية تكاليف السفر والإعاشة والتنقلات وحتى التدريبات، مما يرغم اتحاد الكرة على تحمل كامل التكاليف في حال أصر على إقامة البطولة بالخارج.
باستثناء أندية الهلال والمريخ والأهلي مدني، فإن بقية الفرق تعاني من أزمات مالية طاحنة، ولم تبدأ حتى الآن إعدادها الفني والبدني، الأمر الذي يعكس هشاشة الوضع العام للمسابقة.
فشل في التنظيم المحلي وغياب الدعم الخارجي
وفشلت محاولات اتحاد الكرة في تأمين متطلبات إقامة البطولة داخل السودان، لا من ناحية الملاعب ولا من حيث مقرات الإقامة، ما دفعه للبحث عن دولة تستضيف البطولة وتقدم دعمًا ماليًا، وهو أمر لم يُحسم حتى الآن، ويزيد من حجم الضغوط الواقعة على الاتحاد، الذي لم يُبدِ أي وضوح في رؤيته ولا شفافية في إدارته للأزمة.
المرحلة الأولى أُنجزت جزئيًا ولكن..
وكان اتحاد الكرة قد أتم بالفعل المرحلة الأولى من دوري السوبر السوداني في عدد من المدن الآمنة، وتمكنت أندية الأهلي مدني، المريخ الأبيض، حي الوادي نيالا، الزمالة أم روابة، الأمل عطبرة، والميرغني كسلا من حجز مقاعدها في المرحلة الثانية.
كما انضم ناديا المريخ والهلال بعد استثنائهما من المرحلة الأولى بسبب مشاركتهما في الدوري الموريتاني، ليصبح العدد الكامل للأندية في المرحلة الثانية 8 فرق، تحتاج الآن إلى ترتيبات عاجلة لسفرها ومشاركتها.
كاف يراقب والموسم في خطر
وتزداد أهمية إقامة البطولة في هذا التوقيت، لأن فشل الاتحاد في استكمال دوري السوبر سيعني حرمان الأندية السودانية من الظهور في النسخة المقبلة لبطولات “كاف”، خاصة بعد أن حصل الاتحاد على استثناء سابق لتمثيل أنديته.
وفي ظل هذه التهديدات، بات على اتحاد الكرة تقديم حل عاجل وفعال لإنقاذ المسابقة، لأن أي تأجيل إضافي قد يُفسر على أنه عجز تنظيمي سيؤثر على مكانة السودان الكروية في المحافل القارية.