السر القصاص .. أيام في بحر ابيض .. كنس المليشيا والأولويات العاجلة

متابعة / الجمهورية نيوز

السر القصاص .. أيام في بحر ابيض .. كنس المليشيا والأولويات العاجلة

نفضت بحر ابيض صرة الوسط غبار زيف المليشيا وتوشحت بالانتصار وتحررت محليات الشمال من دنس التمرد الغاشم الذى اذاق الناس المرائر ، في القطينة وام رمتة والهلبة الصامدة ، هجروا ونزحوا عن الديار ، صيادون ورعاة وتربالة لايعرفون لغة السلاح ولا يعرف لديمقراطية ال دقلو غير العجز وقصر اليد .

الديمقراطية التى تسرق وتنهب باسمها المليشيا المتمردة القرى الوادعة الرصينة ، وتحول ليالي الصامتة المواتر إلى ضجيج بفعل صرخات استغاثة الحرائر من بطش سواعي الليل ، يوقظون النائم ويضربون الحامل ويقتلون المؤذن ويسرقون حتى مايكروفون الجامع ، التلفون وبقايا الدقيق والشرموط ، ينهبون حلل العدس وسرامس الشاي واباريق الوضوء ، أصحاب الديمقراطية.

انتهت هذه المرحلة الحرجة من تاريخ النيل الابيض التى من بؤسها أن شفشافي يطارد سخلة في فناء منازل المواطنين حتى يسقط وهو خلفها يركض في مشهد سريالي مر وعلق باذهان فتيات صادفتهن في مورد ماء ، يضحكن ملء الشفاة حتى في الأيام الكالحة والصورة عندهن ابلغ و الحكي الممزوج بالحزن أوضح .

ودعت بحر ابيض هذه الفتنة ، فشمر الرجال السواعد لإعادة النازحين والمهجرين إلى قراهم التى فقدت حتى مدق الويكة !

خلال زيارتنا مع مجموعة من أهل الصحافة إلى النيل الابيض ، سعدنا بالمجهودات الحكومية التى اطلعنا عليها والي الولاية الفريق قمر محمد فضل المولى المعين حديثاً ، وبعض طاقم حكومته كوزيرة المالية والاقتصاد والقوى العاملة فاطمة الحاج والدكتور الزين سعد وزير الصحة والتنمية الاجتماعية وفي معية التأمين الصحي والزكاة وإدارة الصحة والمقصود العافية .

حدد الوالي بوضوح الأولويات في هذه الفترة وهي الاستمرار في دعم القوات المسلحة وهي نخوض حرب الكرامة بحسبان أن الولاية محط تجهيز وخط إمداد خلفي رئيس وفاعل في تحرير غرب السودان بدأ كردفان والولاية هي التى ولد فيها الصياد متحرك الفتح الذى ملاء الآفاق وشغل الناس ، أو كما قال رئيس المقاومة الشعبية بولاية النيل الابيض.

وأشار الوالي خلال لقاء جمعنا به بمكتبه الى أن معاش الناس واستعادة الخدمات الطبية والصحية والاجتماعية للمواطنين بالمحليات المحررة من أولويات عمل الحكومة خلال الفترة المقبلة ، مع الاستمرار في إعادة بناء ما دمرته الحرب وضبط ايقاع العمل الحكومي واستعادة وجود الدولة بالمحليات المتأثرة بالحرب إلى جانب دفع تعويضات العاملين من مرتبات ومتاخرات وفتح المدارس والاستعداد للخريف بالصورة التى تمكن الولاية من تجاوز تحديات الخريف.

وقال الوالي أن فلسفته لإدارة الولاية تتمثل في تحقيق التنمية المتوازنة وفق إمكانات الحكومة في ظل الظروف الراهنة والتى تتطلب استنباط موارد جديدة لتغذية العجز ، إلى جانب العمل لاستنهاض أبناء الولاية ، والاستفادة من راس المال المحلي والتجار في زيادة المشاريع الاستثمارية .
وأشار إلى أن فلسفته لإدارة الولاية تقوم على العدل والشفافية وحماية مصالح مواطني الولاية وتقديم الخدمات الضرورية بكل المحليات حتى تعبر الولاية هذه المرحلة .
والايام التى قضياناها في بحر ابيض كانت كفيلة بالوقوف على حجم الجهود لتجاوز التحديات خاصة أن الولاية كانت مغلقة بفعل التمرد ، غير أن محلية ربك تحتاج لإعادة النظر في تنظيم وترتيب الأسواق وفتح طريق الخرطوم الذى أصبح شبه مغلق مع تواجد الباعة المتجولين وتحويل المساحات العامة إلى مواقف ركن للسيارات الخاصة ، وانتشار كواروا المياه وستات الشاي الأمر الذى يتطلب تدخلات حكومية خاصة بسلطات محلية ربك التى واضح انها تغط في نوم عميق ولم تستفيق حتى الآن .
أن انتشار ظاهرة ستات الشاي والفريشة على الطرقات العامة وفي مداخل السوق أمر مقلق ومثير للدهشة ويطرح سؤالاً واضحا ، اين المدير التنفيذي ؟ وأين الضباط الإداريين ، نتمنى أن نرى تحركاً سريعا لتجاوز هذه التحديات بصورة نهائية وتنظيم الأسواق والمواقف وضبط المظهر العام ، خاصة وأن ربك هي حاضرة الولاية ولكنها في هذا الظرف ما هي إلا قرية صغيرة بفعل الفوضى .

السر قصاص
أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا