المعابر الحدودية بكسلا تتصدر المشهد
كسلا : انتصار تقلاوي

المعابر الحدودية بكسلا تتصدر المشهد
الموقع الجغرافي لولاية كسلا ومحاداتها لدولتي اريتريا واثيوبيا جعل منها ولاية ذات خصوصية امنية واقتصادية واجتماعية وسياسية ، اذ ان هذا الجوار يمكن ان يمتد الي دول اخري علي مستوي منطقة القرن الافريقي ومنها الي دول الخليج وغيرها.
هذه الوضعية اتاحت لولاية كسلا ان يكون لها عددا من المعابر الحدودية مع دولة اريريا تتمثل في معابر اللفة وعواض وكراييت كمعابر اساسية اضافة الي معبر حمداييت مع الجارة اثيوبيا بمحلية ريفي ود الحليو .
ولا شك ان هذه المعابر تتاثر بالعلاقات السياسية وغيرها بين الدول رغم ان هذه المعابر تكون حلقة للتواصل الاقتصادي والوصل المجتمعي الذي يربط بين سكان المناطق الحدودية المتجاورة. ونجد ان غالبية هذه المعابر مع دولة اريتريا توجد بمحلية ريفي كسلا المتاخمة الي الجوار الاريتري .
مرت العلاقات بين السودان واريتريا خلال السنوات الماضية بشي من التوتر ادي الي اصدار قرار بقفل المعابر بين السودان واريتريا وذلك منذ العام 2018 اي مايقاربة الـ7 سنوات.
ولكن العلاقات بين السودان واريتريا في الوقت الحاضر تشهد استقرارا كبيرا وتعاونا اكبر خاصة والسودان يمر بازمة امنية وكان لموقف اريتريا الواضح فيها سهم كبير عزز من هذه العلاقة الازلية والممتدة بين الشعوب ،
ادت الي فتح المعبر امام حركة المواطنين الذين غادروا السودان بسبب الحرب الي دولة اريتريا ومنها الي الدول الاخري فيما فضل البعض منهم البقاء باريتريا.
زيارة وفد الادارة العامة للمعابر الي ولاية كسلا تاتي ضمن سلسلة زيارات سابقة من الادارة واللجنة المعنية بالمعابر للوقوف علي طبية عمل المعابر خاصة وان هنالك نوعا من المهددات علي المطارات.
الوفد الذي زار الولاية برئاسة الفريق ركن ياسر محمد عثمان رئيس الادارة ومرافقيه استجلي في اجتماعه مع والي كسلا ولجنة امن الولاية والجهات المعنية بعمل المعابر اهمية استئناف عمل معبر اللفة الحدودي الذي يعتبر الاساس في حركة المواطنين من والي السودان.
وكان من الضروري والمهم ان يقوم الوفد بزيارة الي معبر اللفة للوقوف ميدانيا علي احوال المعبر ومايحتاجه لاستئناف حركة التجارة مستقبلا في وقت بداء المعبر في استقبال حركة العودة الطوعية للمواطنين الي السودان بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة خاصة اعلان ولاية الخرطوم خالية من التمرد.
ورغم الزيارات المتكررة لهذا المعبر من الاتحادية الي ان العمل والانتقال به الي الصورة المطلوبة مازال بطئيا الي حد ما خاصة وان هذا المعبر يشكل الواجهة للسودان نحو الخارج.
اهتمام حكومة ولاية كسلا كان واضحا من خلال ماقامت به تجاه تهيئة المعبر الذي يضم حاليا كافة الجهات المعنية بالعمل لاكتمال المنظومة الادارية والفنية فيه فهي سلسلة متصلة بعضها البعض.
وبالعودة الي حال معبر اللفة خلال العاميين الماضيين فقد كان يستقبل بصورة بوميا من 900 الي 1000 شخص مغادرا للاراضي السودانية الي اريتريا وقد يكون منها الي دول اخري بعد ان تتم كافة الاجراءات المطلوبة لهم فالمعبر ظل مفتوحا امام حركة المواطنين ومتوقفا عن الحركة التجارية منذ العام 2018 مما افقد الجانبان العوائد الاقتصادية المترتبة من الحركة التجارية التي يستفيد منها مواطن المنطقة المجاورة لهذا المعبر في وقت تم فيه سابقا التوقيع علي برتكول استئناف الحركة التجارية بين اريتريا وولاية كسلا
الا انها مازالت في طور بحث التنفيذ .
وسبق ان تم التوقيع علي عدد من البرتكولات التجارية مع اريتريا في جانب السلع والمنافع المتبادلة حيث تعتبر زيارة وفد الادارة الي هذا المعبر بمثابة وضع اللمسات الاخيرة لاستئناف العمل به ونقل العمل الي الموقع القديم وتهيئة بصورة عاجلة لاستئناف العمل وكان هذا الامر بمثابة تاكيدات من وفد الادارة التي ثمنت جهود العاملين بالمعابر بالولاية وجهات الاختصاص علي ماتم من عمل في السابق.
اما فيما يلي حكومة الولاية فهي تعتبر ان استئناف عمل المعابر ليشمل الحركة التجارية من الاهمية بمكان لما يحققه من عوائد مادية تخدم الولاية وترفد خزينة الدولة وتفعيل التجارة الحدودية والبينية بضورة كبيرة.
وفي المقابل اكدت الادارت المعنية بعمل الجمارك جاهزيتها وتتريب اوضاعها لمباشرة العمل حالة الاعلان عن استئناف الحركة التجارية لتعود المعابر الحدودية بولاية كسلا مرة اخري الي الواجهة.
ويبقي الدور المنتظر من الادارة العليا للمعابر ان تترجم ماتم تلمسه الي اعمال واقعية تحقق الاهداف العامة والخاصة من عمل المعابر الحدودية.
الزيارة الي معبر اللفة مع وفد الادارة العامة للمعابر برفقة والي كسلا ولجنة امن الولاية والمدير التنفيذي لمحلية ريفي كسلا والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ينتظر الجميع نتائجها وتاكيد الاهتمام الجهات العليا بعمل المعابر خاصة معبر اللفة الحدودي لما له من ابعاد متعددة مع الجارة ارتريا.