المقاومة الشعبية ترياق حرب الكرامة ـ جرد الحساب
كسلا / انتصار تقلاوي

بعد نداء القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان واعلان حالة التعبئة العامة والاستنفار لموجهة العدون من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة التي انتهكت الحرمات وتعدت علي الاعراف والتقاليد في حرب تخوضها بالوكالة ومدعومة من قبل دويلة الشهر الامارات العربية المتحدة وداعمين اخرين اتضح امرهم شيئا فشيئا ـ كانت الاستجابة حاضرة لهذا النداء من جموع الشعب السوداني الذي انخرط في ميادين القتال والتدريب والاعداد لتلبية نداء الوطن. هذا العمل والاستنفار الذي اصبح مشهودا ومسار حديث للعالم اجمع بان الشعب السوداني هب هبة قوية لاسناد قواته المسلحة في واحدة من الملاحم الوطنية التي كانت الي جانب تلبية النداء فرصة للتنافس والتسابق من اجل الوطن.
فكان الاهتداء لتكوين جسم تنظيمي يعمل علي التنسيق والترتيب لاستيعاب المستنفرين في صفوف المقاومة الشعبية في عهدها الاول. وكانت ولاية كسلا كماهو معتاد ان تكون سباقة وحاضرة في كل نداء ودعوة خاصة فيما يخص شان الوطن ، فتكونت المقاومة الشعبية وكان شرطة القيادة العليا للبلاد بان تكون هذه المقاومة الشعبية ساحة تجمع السودانيين الوطنيين الحادبين علي مصلحة وطنهم والدفاع عنه بعيدا عن اي انتماءات واجندة سياسية او قبلية او جهوية حتي لاتؤثر هذه المسميات في الواجهة العامة لل مقاومة الشعبية. فانبري نفر كريم بولاية كسلا لقيادة زمان المبادرة رغم التحديات والعقبات التي كانت حاضرة والحرب في اوجها الي ان صدر قرار من والي كسلا المكلف اللواء ركن معاش الصادق محمد الازرق باعادة هيكلة وتكوين المقاومة الشعبية في شكلها الحالي علي ان تكون هنالك اجسام لها في محليات الولاية الاخري.
عامان من عمرها قدمت فيها المقاومة الشعبية ماقدمت من اجل القضية والوطن تقديما للارواح واسناد للقوات المسلحة ومسانديها من الاجهزة الامنية الاخري والقوات المشتركة والرافد الاكبر المستنفرين من النساء والرجال. فالمقاومة الشعبية الي جانب دورها الاول في اسناد القوات المسلحة الا انه ينتظرها دور اخر مابعد الحرب وهو الاعمار لمادمرته دمرته الحرب. ودللت الشواهد علي مكانة المقاومة الشعبية بولاية كسلا مما جعلها متقدمة علي ولايات عدة تنظيما وعملا عسكريا واسنادا مجتمعيا .. وخير دليل علي ذلك قوافل الاسناد التي تم تسييرها الي ولايات الخرطوم ـ الجزيرة ـ سنار ومناطق متعددة كانت قد تاثرت بالحرب فضلا عن الاسناد المجتمعي الداخلي ممثلا في مراكز الايواء اضافة الي الاعمال المدنية الاخري التي ارتبطت بالظروف الصحية خلال فترة الخريف العام الماضي.
تقييم وتقوية تجربة الاداء
عقدت اللجنة العليا للاستنفار والمقاومة الشعبية بولاية كسلا المنتدي العلمي الاولي حول تقييم وتقويم تجربة المقاومة الشعبية تحت شعار( الله ـ الوطن ـ الشعب) والذي شرفه حضورا والي كسلا المكلف ورئيس واعضاء اللجنة القومية للمقاومة الشعبية برئاسة اللواء ركن معاش بشير الباهي ومختلف قيادات العمل التنفيذي بالولاية وقيادات المجتمع الاهلي بالولاية.
وابرز ماميز هذا المنتدي الاول من نوعه الحضور اللافت من مختلف المسميات خاصة وان تجربة المقاومة الشعبية بكسلا مرت بمنعطفات تحتاج فيها فعليا لاقامة هذه التجربة التي قال عنها رئيس المقاومة الشعبية بولاية كسلا اللواء ركن معاش يحيي النور محمد احمد المشرف علي المنتدي ـ انها الاولي وتهدف الي الوقفة علي ماتم خلال الفترة الماضية في عمل المقاومة الشعبية في محاورها السبعة التي تشمل المحور القانوني المالي الدعم والاسناد المدني ـ العسكري ـ الاعلامي ـ الهيكل التنظيمي.
اما رئيس المقاومة الشعبية القومية عبر عن سعادته بالتواجد في كسلا في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعيشها البلاد وهي تتعرض لعدوان من الداخل والجوار الاقليمي والعالمي بهدف هزيمة ارادة الشعب الذي لن يقهر. وقال ان المقاومة الشعبية كانت السبيل لتحقيق الانتصارات في كل محاور القتال مسشتهدا بالانتصارات التي تتم في ولايات كردفان مؤكدا مرة اخري بان مدينة النهود ستعود قريبا الي حضن الوطن. وكشف الباهي عن المتغيرات التي شهدتها الحرب باستخدام المليشيا المتمردة المسيرات التي تستهدف المرافق الخدمية والاستراتيجية التي هدفها الرئيس تحجيم القوات المسلحة في حركتها علي الارض بضرب المرافق الاستراتيجية خاصة مستودعات .
ونوه الباهي الي ان هذا المسلك لجات اليه المليشيا بدعم من اعوان الشر عندما عجزو علي المواجهة الميدانية. وطالب الباهي المؤتمرين الي مدراسة محاور المقاومة السبعة لتقييم التجربة والخروج بتوصيات تعزز من مسيرة المقاومة الشعبية التي قال عنها انها كانت الترياق لحرب الكرامة.
والي كسلا المكلف اللواء ركن معاش الصادق محمد الازرق رحب بالمشاركين في المنتدي واهميته . وحيا شهداء معركة الكرامة وتضحيات القوات المسلحة والقوات الاخري المسندة لها في الدفاعع عن مكتسبات الوطن. ونوه الوالي الي بدايات تشكيل المقاومة الشعبية التي جات استجابة لنداء القائد العام والتي كانت من الفترات العصيبة التي مرت بها البلاد شاكرا الذين وقع علي عاتقهم بدايات عمل المقاومة بولاية كسلا الي حين تكوينها بالشكل الحاضر. وعدد الوالي المكاسب التي تحقق عبر المقاومة الشعبية مايعول عليها من قبل قيادة الدولة. وطالب الوالي التجرد من اي انتماء حزبي او سياسي او قبلي حين الاقدام للعمل في المقاومة فقط ان تكون الوطنية هي الدافع.
وشدد الوالي بعدم السماح باي نوع من هذه الاعمال داخل المقاومة التي هي ملك للشعب السوداني وليس جهة بعينها. ونادي الوالي بالتوافق ونبذ التفرقة والاقصاء لمنع عودة الفتنة من جديد بالولاية التي شهدت اقتتال وحربا مابين مكوناتها.
وقال اننا نريد ان تكون المقاومة الشعبية وعاء جامعا لكل اهل كسلا .
واوصي المؤتمرين بالخروج بتوصيات تعزز من دور المقاومة الشعبية في السلم والحرب وان تكون كسلا هي الرائدة في عمل المقاومة الشعبية بالسودان. خطاب الوالي في الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدي حمل العديد من الرسائل الهامة التي ستؤدي للحفاظ علي تماسك ووحدة الولاية والمضي قدم بالمقاومة الشعبية نحو غاياتها الوطنية المشهودة.