انتصار تقلاوي تكتب….العقيد نميري لماذا التكريم؟
ربما يقول قائل لماذا يكرم الصحافيين ببورتسودان نائب المدير التنفيذي لمكتب وزير الداخلية العقيد الدكتور نميري عبدالله؟ وهل مهمة الصحافة توزيع الأوسمة والانواط؟ لهؤلاء واوالئك نقول إن ماقام به نميري تجاه قبيلة الإعلاميين والصحافيين من خلال موقعه في مكتب الوزير لم يفعله سوي نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار الذي وفر المأوي والسكن للصحفيين والصحفيات ببورتسودان قناعة منه بأنهم لعبوا دوراً كبيراً في معركة الكرامة ولم ينساقوا أو يبيعوا أقلامهم للمليشيا المتمردة التي تدفع كثيراً.
جاء تكريم العقيد نميري رداً للجميل له وللسيد وزير الداخلية الفريق خليل باشا سايرين الذي كان سباقا كنميري في توفير مايحتاجه الصحافيين .
منهج جديد اختطه الصحافيين بتكريم العقيد نميري لأنه بصريح العبارة منهج مختلف في التعامل مع الصحافيين ولايشبهه أي من نظرائه في مكاتب الدولة المختلفة حيث كان قريباً جداً منهم،زائرا لهم ومشاركتهم الالامهم واوجاعهم وظل علي الدوام حلقة الوصل بينهم وبين السيد الوزير دون قيود.
خرج العقيد نميري عن المألوف بتعامله كابن بلد أصيل سعي للوقوف مع الصحافيين والإعلاميين وظل أيقونة الوزارة حيث فتح أبواب قلبه وعقله قبل مكتبه لهم يسمع هذا ويعالج مشكلة ذاك ويوفر المعلومة لكليهما الأمر الذي كان له كبير الأثر في نفوس الصحافيين والإعلاميين.
تكريم العقيد نميري تكريم لوزارة الداخلية ولوزيرها الباشا سايرين الذين يقدرون دور الإعلام في معركة الكرامة ووقوفهم خلف جيشهم الوطني ضد العدو رغم الأضرار الكبيرة التي وقعت عليهم وحولتهم لنازحين يفترشون الأرض ويعانون ومع ذلك ظلوا متماسكين واضعين الوطن في حدقات عيونهم.
نعم من الممكن أن لايعجب الكثيرين تكريم النميري وربما يفسره الآخرين علي هواهم ولكن نقول ولانريد أن نقصم ظهر الرجل بأن تكريمه منهج جديد يسعي الصحافيين لانتهاجه في سودان مابعد الحرب الذي من الضرورة بمكان أن يتغير في كل شيء، وان نتعامل كلنا كدعاة محبة وسلام ووئام ونسعي لتقديم وطننا بالصورة التي يجب أن تكون عليه.
لا نريد أن نقول ماذا فعل العقيد نميري،ويكفي الود والتقدير الذي وجده من جميع المتحدثين في ليلة تكريمه حيث من الصعب جدا أن يجمع الصحافيين علي رجل لكن نميري اجبرهم علي ذلك فهو وضع منهج مختلف نأمل أن نجده في جميع مؤسسات الدولة في سودان مابعد معركة الكرامة.
