كلمة ونص _ وعد الحق امين قسم الخالق :الوطنية تتجسد في ابهي الصور 

كثيرون يظنون أنني أكتب عن الأستاذ قسم الخالق بابكر لأن بيننا صداقة ممتدة أو علاقة شخصية طيبة، وقد قيل لي اكثر من مرة : “يا زول، أكيد عندك مصلحة مع الزول دا”، والحق أقول: نعم، لدئ مصلحة مع الرجل وشركته العملاقة … ولكنها ليست مصلحة ذاتية ولا صفقة تحت الطاولة، بل مصلحة وطنية بحتة، أن يُقال الحق في زمن التزوير، وأن تُروى الحقيقة كما هي، لا كما يريدها البعض أن تُقال.

 

ولن أبدأ حديثي اليوم بعبارات المجاملة ولا كلمات الدعاية المجانية، فالرجل لا يحب الأضواء ، بل ويهرب منها كما يهرب العاقل من الحريق. ولكن دعوني أقولها، رغم أنني أعلم مسبقاً أن هذه السطور لن تسره، لأنه ببساطة رجل يعمل في صمت، ويتقن فن الإنجاز بعيداً عن الضجيج.

 

قسم الخالق بابكر… اسم يعرفه كثيرون، لا فقط كرجل أعمال ناجح أو كمالك ورئيس تنفيذي لمجموعة شركات تاركو الرائدة في النقل الجوي والبري والبحري، بل كقيمة إنسانية في زمن الشح والأنانية. رجل بدأ من الصفر، لم يرث إمبراطورية، ولم يأتِ عبر بوابات السياسة والسلطة، بل شق طريقه في الصخر، خطوة بخطوة، حتى صنع لنفسه مكاناً في سماء رجال الأعمال، واحتراماً حقيقياً في قلوب الناس.

 

حين قابلته لأول مرة في مكتب القنصل العام بأبو ظبي، تخيلته متعجرفاً، كغيره ممن جمعوا المال والنفوذ. لكن دهشت حين وجدته بسيطاً، عفوياً، لا يتكلف ولا يتصنع. ظننته يمثل دور “الرجل اللطيف” أمامي، لكنني عرفت لاحقاً أن ما رأيته هو حقيقته لا قناعه.

 

أنا لا أكتب اليوم لأنني مأجور، ولا لأنني مدفوع بحبر المجاملة، بل أكتب لأنني مؤمن أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأكتب لأن تاركو لم تعد مجرد شركة نقل، بل أصبحت جسراً إنسانياً بين المعاناة والرجاء. من ينقل الجثامين مجاناً، ومن يسهل حركة المرضى بلا مقابل، ومن يتكفل بإيصال الجوازات والوثائق مجاناً، لا يمكن أن يكون مجرد تاجر. إنه رجل أدرك أن للنجاح وجهاً إنسانياً يجب أن يُرى ويُحتذى.

 

قسم الخالق لم يظهر فقط حين تصدرت شركته عناوين الريادة، بل ظهر في أحلك لحظات الوطن: حين عزّ الدواء، وغلا الغذاء، وانهارت القيم، فكان هو من ثبت، وسند، وفتح أبواب الطائرات قبل أن تفتح أبواب الأسواق. لم ينتظر شكراً، ولم يطلب مديحاً، فقط كان هناك… حيث يكون الشرفاء.

 

في زمن باع فيه البعض وطنهم لمن يدفع أكثر، وكانوا عبئاً على الملهوف والمريض، ظهر قسم الخالق واحداً من أولئك الرجال الذين لا يصنعهم الإعلام، بل تكتبهم المواقف. هو ليس مثالياً ولا قديساً، لكنه حتماً من المعادن النادرة التي تظهر قيمتها في وقت الأزمة، لا على منصات الاستعراض.

 

نعم، قد نختلف معه في قرارات إدارية، أو توجهات رأسمالية، أو حتى في سياسات العمل، ولكننا نتفق – وبلا مواربة – على أنه إنسان نقي، يعطي ولا يطلب، يزرع الخير ويبتعد عن التصفيق. لهذا أقولها مجدداً: شكراً قسم الخالق… لأنك كنت وفياً لوطنك حين خانه الكثيرون….شكراً تاركو… لأنك صرتي لنا أكثر من شركة، بل شريان حياة. شكراً قسم الخالق… لأنك آمنت أن المجد لا يُشترى، بل يُصنع.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا