أخطر 24 ساعة لاجتماع مجلس نِقابة الصحفيين السودانيين

أخطر 24 ساعة لاجتماع مجلس نِقابة الصحفيين السودانيين

 

متابعه/الجمهوريه نيوز:

ينعقد اجتماع مجلس نِقابة الصحفيين السودانيين يوم غد أسفيريا، في ظروف بالغة التعقيد يعيشها السودانيون جميعا والصحفيون بشكل خاص… فمنهم من بلغ به اليأس منتهاه فأدمن التفكير بين طيات الحروف باحثا عن مخرج مهمل في سكون الحرف الأخير، ومنهم من لم يصب من اللجوء مبلغًا فظل حبيس بين خوفه والحاجة… ومنهم، ومنهم، ومنهم.

 

ظروف هي الأكثر حرجا في عمر النِّقابة التي ما تزال تحبو، تصارع الظروف والتعنت والعسف في أن تبقى على قيد الحياة في زمن عز فيه الأكسجين إلا بمقابل تسدده إما بالـ المواقف أو بالـ المبادئ، فتعثرت هنية لكنها لم تسقط وهيهات أن تسقط ولو حاصرها الساقطون

 

ينعقد المجلس وبين طياته كأي تجرِبة ديمقراطية فريدة، تتلاطم أمواج الآراء
وتتعارض التقديرات وتتباين المواقف، لكن الجميع ربما في اتجاه أن يكونوا على قلب رجل واحد أو ربما امرأة واحدة حتى لا يغضب الفمنستيون.

 

ينعقد المجلس وكثير من الأطراف مترعة بالحيلة، تحمل في حقائبها أوراق الحساب وبعض معاول لحفر يظنون أنها قادرة على تعبيد الطريق وتسويته، لكنهم بين “تقدم” و”لا للحرب” يضيعون وفي رواية أخرى يتوهون.

 

ينعقد المجلس وجرد حساب البقاء في “تقدم” يلون فضاءات الورش المصغرة.. وهموم إجلاء الزملاء حاضرة، وإيجاد فرص عمل متعثرة، والمساهمات لسد النقص منتشرة ومتكاثرة.. وبين هذه وتلك لا يبل الريق سوى صمود النقيب في أتون المخاطر وبين جروح الخاطر والقلب دامي على أهل تتلقفهم الدروب..

 

ينعقد لمجلس وفي طياته تتفاعل تقييمات الأداء بحثًا عن تجويد تارَة، ونستعيذ من تصفية الحسابات تارَة أخرى… لكن المؤكد أن أداء النِّقابة في ظل ولادتها الجديدة وظروف الولادة وتعلم المشي وبقائها حتى الأن إنجاز يفوق المتوقع لزملاء وزميلات لم يتدرجوا في ضروب العمل النقابي إلا عامين كان لمنهج التجريب فيها القدح المعلى..

 

ينعقد المجلس وفي الذاكرة حملة الصحفيين لوقف الحرب التي تأخرت بفعل بيروقراطية الأداء تارَة وتهويل التجربة تارَة أخرى والاستناد على من ليسوا من جسم الصحفيين وجنسهم أقعد الحملة، لتبؤ بخاطف لونين يؤول للفشل حينًا وضعف الإعلام حينًا آخر وفي الحالتين، الحساب ولد فمن يدفع الثمن مؤسسة وليس أفراد.

 

ينعقد المجلس وزملاء فاقوا المائة الواحد إلى سبعة نالوا حظهم من الدعم والسند في ظروف يعز فيها المال والاستقطاع من اللحم الحي ليكون التكافل والتشاركية هي العنوان الأبرز لجسم بلا موارد.

 

ينعقد المجلس ومثل كل السودانيين، ثمة كيمياء الحساسيات تتفاعل لتأكل من صفو النفس وبهارات التركيز، لمصلحة تصفية حسابات أو إضعاف مراكز قوى.. فتكون المحصلة أنا ربكم الأعلى أرى فترون وأقول فتقولون، وهو ما لن يكون.

 

ينعقد مجلس النِّقابة وملفات كثيرة عالقة ومعلقة تنتظر البت والحسم والقول الفصل، لتلحق بنجاح الرصد والحصر ودقة الحريات… ولتلحق بالتدريب الذي سعى للزملاء والزميلات فكان من نال وهناك من ينتظر لكنه قطار دائر وما يزال يدور… لتلحق بالعضوية التي ما تزال تواكب وتواكب وتواكب في إصرار محسود يزيد الكشوفات ولا ينتقص من صاحب الحق حقه. لتلحق بالسكرتارية العامة المتسللة سندا في كل الـ”واتسابات” والمجموعات، ليتوازن ويستمر العمل، ويكون الثمن ضعف النظر ودموع العيون…

 

يظل المعبر الوحيد والحقيقي عن عمل النِّقابة والعامل الحاسم و المباشر للتعبير عن حيوية النِّقابة والتأكيد على بقائها وتأثيرها في الإعلام.. الإعلام الذي كان سببا في انتصار ديسمبر الموقرة وكان الحلقة الأضعف في فترة الحكومتين الانتقاليتين… وحاليًا لكم التقدير في كيف تحكمون؟!!!

 

ينعقد المجلس والعضوية بين قطاع عريض يرى في “تقدم” ما صورته الآلة الإعلامية للبلابسة، وتيار آخر يدرك أن حقيقة الأشياء تكمن في التجمع ولم الشمل والتخندق معًا في جبهة واحدة تتنفس “لا للحرب” فيكون الزفير “نعم الوطن”. وبين هذا وذاك تمر الأجندات والمخاوف والظنون.

 

ينعقد المجلس ولم يعد في العمر بقية لهزائم أخرى تقضي على آخر الأحلام، وتطفئ شمعة نِقابة المغفرة في حصار العَتَمَة.
إن الحاجة الآن بأكثر مما مضى لصوت الحكمة في إدارة التناقضات وحسم التباينات وتصفية النفوس.

 

إن الحاجة الآن تبرز بأكثر من أي وقت مضى، لإبعاد مشتتي التركيز، مدعي الاحترام المغشوش والزائف، الباحثين دوما عن الاسترخاء بدواعي وتبريرات مخجلة لا يشفع معها عبارة “السهر وعدم النوم” أو “تأسيس بيت الزوجية” أو.. أو.. أو، المهمومون بالضحك والموضة والسخرية من الناس في العام والخاص، المفتونون بذواتهم بلا أي مضمون ومع ذلك يستمر الخداع.. لتكون حقيقتهم المجردة فقط، أن الأولويات عندهم تذهب لبرامج ومشاريع أخرى لم يكن للصحفيين فيها نصيب أو مصلحة أو لنقابتهم فيها عزوة أو سند.

 

ينعقد المجلس ومشروعات المساومة الخبيثة قائمة على معادلة (أما الخروج من تقدم أو تغيير السكرتاريات). فيكون الحل هو الإمساك باستماته بنظامنا الأساسي ولوائحنا التي تتسق قسرا وليس اختيارًا مع نظمنا الأساسي لضمان العبور إلى الضفة الأخرى.
ينعقد المجلس وعلى أصحاب التسويات أن يستوعبوا أنه لا عبث مع منتوج سهر الليالي وتعب الشهور والسنين وأن المولود تعمد بعرق رجال قدموا ولم يستبقوا شيئاًً..

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا