أطفال السودان … عندما تنتهك البراءة بدم بارد
متابعة / الجمهورية نيوز :
أطفال السودان … عندما تنتهك البراءة بدم بارد
لم تدري (مواهب عوض الكريم) إنه سيمر عليها يوم ويعتصرها الألم بسبب فقدان أحد فلذات أكبادها
مواهب عوض الكريم التي تبلغ من العمر 29 عاما كانت تقطن مع أسرتها بمنطقة جزيرة (توتي) بوسط العاصمة الخرطوم، وهي تكاد المنطقة الأشهر التي حاصرتها الحرب على يد قوات الدعم السريع لنحو عام كامل.
قصة الخروج:
مواهب سردت قصتها المأساوية ل(أصداء سودانية), وقالت إنها برفقه زوجها اضطرتهما الظروف وتطورات الأوضاع في الميدان للبقاء داخل منزلهما لفترة عام كامل وسط أوضاع قاسية عاشوا خلالها نقص الغذاء، ونقص مياه الشرب، وانقطاع التيار الكهربائي.
وحول خروجها من مدينة توتي تقول مواهب إنهم أضطروا للخروج بعد تأزم الموقف في الجزيرة وذلك عن طريق (المراكب) وكان ذلك في شهر يوليو, حيث خرجوا برفقه مجموعة كبيرة من الأسر وكانت وجهتهم إلى مدينة أمدرمان
وتمضي مواهب في الحديث قائلة عندما قررنا الخروج كنت قبلها بفترة قليلة قد وضعت طفلين (توام) ولد وبنت أطلقت عليهم اسم (سامر وسمر)، وتقول مواهب بحسة شديدة (سامر وسمر) هم من ادخلا الفرح في نفوسنا بميلادهما وهما أيضا من الفرح أدخلا الحزن في قلبي.
أخذوا إبني:
وأشارت إلى أنهم لحظة خروجهم من توتي مروا بأحد ارتكازات مليشيا الدعم السريع داخل جزيرة توتي من ناحية (المعديه) وهناك تم ايقافهم من قبل قوات المليشيا بحجه التفتيش وعدم دفع (اتاوه) المرور، ومضت في القول عند الارتكاز وقف أحد جنود المليشيا بجانبي وهو يحمل السلاح وانا َوسط مجموعة من النسوه وسألني (ماشه وين، وديل عيالك) فاجبت بنعم, وسألني مرة أخرى
(عندك لينا شنو) فقلت ليس لدي أي شي، فسارع وقال خلاص جيبي واحد من (عيالك) هنا أنا صمت ولم استوعب مايقول حيث بدأ في انتزاع طفلي (سامر) من بين أحضاني وهو يقول( كفايه عليك البنيه), بدأت حينها اصرخ بأعلى صوتي (ولدي مابديكم ليهو), وهو يقول (ياوليه أمشي خلاص) وفجاءه تم نزع طفلي من صدري واختفى الرجل دون أي مقدمات, حينها سقطت على الأرض لينهال علينا هؤلاء الرجال بضرب في محاوله لمغادرتنا للمكان وهو ماحدث حيث قمنا باستغلال (المركب) للضفة الأخرى وأنا حتى تلك اللحظة لم استوعب ما يجري ودموعي لم تجف حتى الآن.
وتختم حديثها بالقول أنا الآن موجودة في مركز ايوا (ابو ذو الغفاري) بأمدرمان على أمل أن يمن الله علي واجد ولدي الذي تم أختطافه عنوة من يدي دون أن استطيع حمايته.
من جانبه كشف الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة عبد القادر إدريس، عن إرتفاع نسبة البلاغات والإعتداء ضد الأطفال في الآونة الأخيرة،و أكد وجودأكثر من 15 مليون طفل وطفلة خارج التعليم المدرسي بسبب الحرب ، كذلك فقد تم اختطاف أكثر من 2500 طفل بجانب وجود 2500 طفل تائه، وأن مليشيا الدعم السريع قامت بتجنيد أكثر من 8000 ألف طفل للقتال في صفوفها
وأشار عبدالقادر في حديثه ل (أصداء سودانية) إلى أن الأطفال يشكلون حوالي 60٪ من سكان السودان حسب الإحصائيات,
وطالب الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة المجتمع الدولي بإجراء تحقيقات حول مايتعرض له الأطفال من انتهاكات بشكل يومي من قبل مليشياالدعم السريع, وأعلن عن دخول المجلس في مشاورات بغرض إعادة النظر في قانون حماية الطفل وإضافة بعض التعديلات والمواد القانونية لتعزيز حماية الأطفال.