إستقالة مسؤول رفيع بحركة الهادي إدريس وإنحيازه للقوات المسلحة
إستقالة الفاضل كايا مستشار د. الهادي إدريس لشؤون إقليم دارفور من موقعه وإنحيازه لجانب القوات المسلحة
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للناس كافة ، الموضوع : إستقالة
بعد مسيرة نضالية حافلة حطيت رحالي في حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي، برئاسة الدكتور الهادي إدريس، وكان يحدوني الأمل في أن نتمكن من تقديم شئ لأبناء وطني خاصة الذين عانوا من ويلات الحروب في دارفور. وقد
كلفت بمنصب مستشار لرئيس الحركة لإقليم دارفور، في ظل وضع متردي وانقسامات حادة وسط الساسة في بلادنا التي عانت من ويلات الحروب حتى قبل أن يخرج اول جندي إنجليزي. وكنت حريصاً كل الحرص على أداء عملي على أكمل وجه، وبذلت قصارى جهدي من أجل الوصول بمنصبي إلى أفضل مستوى، لكن مع تغير إتجاه رئيس الحركة وسياساته، جعلني أشعر بعدم الارتياح في ممارسة مهماتي ونشاطي كالسابق، فقد حملنا السلاح بقناعة وسالمنا عن قناعة بذلك، ووضعنا الماضي وراء ظهورنا لأن من يتجه للسلام يجب أن يمسح الضغائن وافرازات الحرب .
وكنا ننشد تحقيق سلام حقيقي لكن اليوم لم تعد الأمور تجري كما كانت، حيث تحولت الحركة من مناصرة الوطن والشعب إلى تحقيق أغراض شخصية ومصلحية وأنانية بشكل خاص، ولم يعد تفكير الحركة متجهاً نحو الشعب في المقام الأول أو الدافع كما كان.
ووضح ذلك جلياً بعدما تفاجأت بدعوة الدكتور الهادي إدريس لي كي اذهب معه لمقابلة المتمرد عبد الرحيم دقلو، الأمر الذي رفضته لأن من يجمع الأجانب لمقاتلة مواطني بلاده لا أستطيع إلا أن اصفه بالخيانة، والذي يقود مرتزقة لمحاربة جيش وطنه عميل بلا شك. وأشدّ ما ازعجني بأن يكون رئيس الحركة التي انتمي إليها، وهو رجل دولة يتمتع بمنصب كبير في الدولة السودانية، بأن يكون محايدا في وقت يتجمع فيه المرتزقه من عدة دول لاحتلال بلاده، ورغم ما يراه من عمليات نهب للمواطنين واغتصاب للحرائر بل كافة الانتهاكات، يصر بأن يجعل منسوبي الحركة في صف المتفرج. مما دفعني لإعلان موقفي من البداية لأن الحياد هنا خيانة للوطن وخيانة لقناعاتي وخيانة لتاريخي النضالي.
لذلك صرت مع رئيس الحركة في خط متوازي مع خطه فلا يمكن أن نلتقي ابدا لتأتي قاصمة الظهر، تلك الدعوة المشؤومة التي قصد منها أن يدفع بي لسوق النخاسة حيث بيع الضمائر والذمم. فرفضت مقابلة عبد الرحيم دقلو لأنه شخص يداه ملطخة بدم شعبي، وهو اصلاً كان وسيظل سبب نزوح اهلي بعد حرق قراهم.
كما لا يشرفني ان اكون مستشاراُ لمن لا يستطيع ادانة قتلة الرفيق القائد خميس أبكر وكذلك لمن احتلوا دوقي وحولوها لام القري، والكثير من التغييرات الديمغرافية التي نفذوها في دارفور بقوة السلاح.
لذلك أتقدم باستقالتي من منصب المستشار، وأنهى اي صلة تربطني بالسيد الهادي إدريس، ومع ذلك لن اتخلى عن الحركة، وسأعمل مع رفاقي لعزله وطرده منها. وكمقاتل سابق في صفوف حركة تحرير السودان، أضع نفسي تحت تصرف قواتنا المسلحة الباسلة، التي لم تتوانى يوما في الدفاع عن بلادنا، وكذلك أؤكد بأنني سأعمل مع الشرفاء بالحركة، للزود عن تراب السودان، لننتصر أو نستشهد تحت راية الدفاع عن بلادنا. وأنتهز هذه السانحة لأشيد بقوات شعبنا الباسلة التي لم تتوانى في الدفاع عن ترابنا. ونؤكد وقوفنا معهم في خندق واحد ضمن معركة الكرامة، قناعة في أن الحق معهم. وكما اشيد بموقف القادة الفريق أول البرهان والفريق أول الكباشي والفريق أول ياسر العطا والفريق أول إبراهيم جابر. واشيد بموقف رفاقنا بحركات الكفاح المسلح، والموقف الشجاع للرفيق عبد الله بشر جالي (جنا) الذي رفض موقف رئيس حركته المتخاذل، وهو ذات موقف الهادي إدريس. واشيد كذلك بالقائد الصادق الفوكا وأيضاً بالفل مارشال مني اركو مناوي ورفاقه، الذين أظهروا معدنهم ووطنيتهم في الوقت المناسب، وهذا هو مناوي الذي نعرفه. كذلك تمتد الإشادة الي الدكتور جبريل إبراهيم محمد الذي انحاز لصوت الوطن هو رفاقنا بحركة العدل والمساواة، وارحب بالرفيق العزيز يوسف أحمد يوسف (كرجكولا)، الذي لبي نداء الوطن ووضع نفسه وقواته تحت تصرف القوة المشتركة.
ختاماً قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)
وشكراً جزيلاً
المقدم شرطة (م) الفاضل آدم محمد نورين كايا المستشار المستقيل لرئيس الحركة لإقليم دارفور