احتجاجات لليوم الثاني .. محاصرة السفارة السودانية في جوبا واستدعاء للسفير

رصد : الجمهورية نيوز

نظم العشرات من المواطنين السودانيين وجنوب السودانيين، يوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام السفارة السودانية في جوبا، حيث عبروا عن استنكارهم الشديد للانتهاكات التي تعرض لها مواطنون جنوبيون في ولاية الجزيرة على يد قوات الجيش السوداني. وقد تجمع المحتجون في مشهد يعكس وحدة الصف بين الشعبين، مطالبين بوقف هذه الانتهاكات التي تسببت في فقدان الأرواح وتهجير العديد من الأسر.

 

وفي حديثه ″، أشار أحمد محمد إبراهيم، أحد اللاجئين السودانيين في جوبا، إلى أن الاحتجاجات جاءت نتيجة لعمليات القتل التي تمت بشكل غير قانوني، والتي استهدفت عرقيات معينة دون أي اعتبار لحقوق الإنسان. وأكد أن هذه الأحداث أثارت مشاعر الغضب والاستياء بين المواطنين، مما دفعهم للخروج في مظاهرات سلمية للتعبير عن رفضهم لهذه الأفعال.

 

كما لفت الانتباه إلى تعزيزات الشرطة التي تم نشرها حول جامعة جوبا والطرق المؤدية إلى السفارة السودانية، حيث قامت الشرطة باعتقال عدد من المتظاهرين، بينهم سودانيون. هذه الإجراءات الأمنية أثارت قلق المحتجين، الذين اعتبروا أن قمع حرية التعبير لن يثنيهم عن المطالبة بحقوقهم وحقوق الآخرين المتضررين من هذه الانتهاكات.

 

 

من جانبه، أفاد أيوب ” أن تجمعات السودانيين في جوبا شهدت هدوءً حذرًا،صباحا مع إغلاق بعض المحلات التجارية التابعة لهم خوفًا من اندلاع أعمال عنف في المدينة.

 

 

وقال إن بعض السودانيين بقوا في منازلهم بعد الإعلان عن تظاهرات كبيرة في جوبا ردًا على الأحداث التي شهدتها ولاية الجزيرة ضد مواطني دولة جنوب السودان.

 

وكانت الانتهاكات التي حدثت بعد دخول الجيش السوداني إلى مدينة ودمدني قد طالت عددًا من المواطنين الجنوب سودانيين، وفقًا لمقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ووجهت وزارة خارجية جنوب السودان، الأربعاء، دعوة للسفير السوداني، عصام محمد حسن كرار، وعبرت له عن احتجاجها على الانتهاكات التي طالت بعض رعاياها في ولاية الجزيرة على يد قوات الجيش السوداني.

 

 

وأفادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان في بيان لها بأنها استدعت السفير السوداني للتعبير عن قلقها العميق بشأن الأحداث الأخيرة التي تلت السيطرة على ود مدني من قبل القوات المسلحة السودانية.

 

 

وطالبت جوبا السودان بضرورة ضمان الوقف الفوري للأعمال التي تعرض الأرواح للخطر، وتوفير الوصول غير المقيد إلى الخدمات القنصلية لمواطنيها.

 

كما دعت إلى إجراء تحقيق شامل في الحوادث المبلغ عنها، ومحاسبة المخالفين، وإبلاغها بنتائج التحقيق والإجراءات المتخذة حيالها.

 

وشهدت العاصمة جوبا، يوم الأربعاء، احتجاجات غاضبة أمام السفارة السودانية، حيث احتشد مئات المواطنين الجنوبيين أمام السفارة للتعبير عن استيائهم من الانتهاكات التي تعرض لها رعايا جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية، وفقاً لما أوضحه المستشار في قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم.

 

وأوضح إبراهيم أن الغضب وصل إلى حد مطالبة بعض المحتجين بإحراق السفارة، بينما دعا آخرون للاعتداء على العاملين بها. وقد تدخلت قوات الشرطة في جوبا لتفريق المتظاهرين ومنع تصعيد الأمور، كما فرضت طوقاً أمنياً حول السفارة مما أدى إلى إغلاقها بشكل كامل.

 

وفي وقت سابق من يوم أمس، استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان السفير السوداني لدى جوبا، عصام كرار، للتعبير عن القلق العميق حيال الانتهاكات التي تعرض لها مواطنو جنوب السودان في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.

 

وقال وكيل الوزارة جون صمويل بوغو، خلال لقائه بالسفير، إن جنوب السودان يطالب باتخاذ إجراءات فورية وفعالة لحماية حقوق وكرامة جميع الرعايا الأجانب، وخصوصاً الجنوبيين المتضررين في ود مدني.

 

 

تأتي هذه الأحداث في ظل تقارير تفيد بتفاقم الأوضاع الإنسانية في ولاية الجزيرة، حيث ارتكبت القوات السودانية والميليشيات المتحالفة معها جرائم مروعة تشمل الذبح والحرق ورمي الجثث في مياه النيل، وفقًا لشهادات محلية وتقارير حقوقية.

 

كما أشارت مصادر إلى أن الجيش السوداني قطع جميع وسائل الاتصال في الولاية، مما أثار مخاوف من ارتكاب مجازر إضافية بحق المدنيين.

 

نددت الولايات المتحدة بالجرائم المرتكبة في ود مدني، حيث صرح المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، بأن “التقارير عن عمليات انتقامية ضد المدنيين مروعة”، وطالب القوات المسلحة السودانية وميليشياتها باتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في هذه الأفعال ومحاسبة المسؤولين عنها.

 

 

في خضم هذه التطورات، يترقب السودانيون مواقف إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، معربين عن أملهم في أن تكون أكثر قوة من إدارة سلفه جو بايدن، التي وصفها الكاتب والمحلل السياسي أبو عبيدة برغوث بأنها “مخيبة للآمال”.

 

وأوضح برغوث، في تصريح : “الإدارة الأمريكية السابقة قدمت حوافز للبرهان والحركة الإسلامية، ما ساهم في تماديهما في ارتكاب المجازر”. وتوقع أن يؤدي نهج عدم الحزم إلى تفاقم المجازر، خصوصاً في ولاية الجزيرة التي تشهد تصاعداً في الانتهاكات.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا