اقوى خطاب تاريخي أمام العالم.. كامل إدريس يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته
متابعة - الجمهورية نيوز

اقوى خطاب تاريخي أمام العالم.. كامل إدريس يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته
متابعة – الجمهورية نيوز- ألقى رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس خطاباً أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبره مراقبون الأقوى لمسؤول سوداني على المنصة الأممية منذ عقود.
وتناول إدريس في كلمته التحديات الوجودية التي يواجهها السودان بفعل جرائم المليشيات المتمردة، مؤكداً تمسك حكومته بالانتقال المدني والسلام الشامل وداعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته.
وقد أكد رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس أن الشعب السوداني تعرض خلال السنوات الثلاث الماضية إلى تهديدات وجودية بسبب جرائم ممنهجة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة، مشيراً إلى أن تلك الجرائم شملت القتل الممنهج والنهب والاغتصاب والتعذيب والتدمير المتعمد لمقومات الحياة، في محاولة لتغيير ديمغرافية البلاد والسيطرة على ثرواتها.
وأوضح إدريس أن هذه الاعتداءات أجبرت مئات الآلاف من السودانيين على النزوح القسري من ديارهم، مؤكدًا أن الحفاظ على سيادة الدولة ومؤسساتها الوطنية الراسخة يمثل قضية وجودية لا بديل عنها. وأكد أن الانتقال المدني والتحول الديمقراطي والسلام المستدام لن يتحققوا دون دعم وتقوية هذه المؤسسات.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف تدفق الأسلحة المتطورة والفتاكة إلى المليشيات المتمردة، والعمل على إدراجها كمنظمة إرهابية وتجريم أنشطتها ووقف تدفقات المرتزقة. كما حذر من أن استمرار انتهاك القرار الأممي (1591) يهدد بإطالة أمد الحرب وتعقيد الأزمة الإنسانية، ويقوض فرص التوصل إلى سلام دائم ويهدد استقرار السودان والمنطقة بأكملها.
وشدد إدريس على ضرورة فك الحصار المفروض على مدينة الفاشر فوراً، مؤكداً في الوقت نفسه رفض السودان لخطاب الكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا التي وصفها بأنها تهديد مباشر للبشرية جمعاء.
كما استعرض رئيس الوزراء أولويات حكومة الأمل المدنية، مشيرا إلى أن تحقيق السلام يمثل أولوية قصوى إلى جانب بناء دولة القانون ومحاربة الفقر والفساد وتعزيز العدالة الانتقالية، فضلًا عن تبني سياسة خارجية متوازنة ترتكز على الانفتاح الإيجابي مع المنظمات الدولية والإقليمية. وأكد أن الحكومة تعمل على تحسين الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة وأمن ومعاش، وتنشيط التنمية الريفية والإعداد لانتخابات قومية شاملة تحت مراقبة إقليمية ودولية.
وفي السياق، جدد إدريس التزام الحكومة السودانية بالقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى تقديم خطة وطنية شاملة لحماية المدنيين لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة. هذه الخطة شملت تشكيل آلية وطنية للحماية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم جهود الأمم المتحدة، إضافة إلى العمل على وقف انتشار السلاح، ومكافحة العنف ضد النساء والأطفال، ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين.
وانتقد إدريس الصمت الدولي تجاه جرائم المليشيا المتمردة، معتبرا أن استمرار استهداف معسكرات النازحين ودور العبادة والمؤسسات التعليمية ونهب الممتلكات وتدمير المرافق الصحية يشكل ضوءا أخضر لمزيد من الانتهاكات. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم خيارات الشعب السوداني وحكومته المدنية، والاعتماد على الحلول الأفريقية للنزاعات القائمة عبر الإرادة الوطنية بعيدا عن الوصاية الخارجية.
وختم إدريس خطابه بالتأكيد على أن أبواب السودان ستظل مفتوحة أمام التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، مشددا على أن المرحلة القادمة ستتطلب جهوداً مكثفة لإزالة آثار الحرب، وإعادة البناء والإعمار، والعودة إلى الخرطوم، مع رفع مستوى مشاركة الشباب والنساء في مسار الحوار الوطني من أجل السلام.

