(الإتفاق مع روسيا) … السعودية وإثيوبيا السر والجهر ..!

بقلم : إبراهيم عربي

في الواقع أن توجه السودان شرقا قد أزعج الدول الغربية لاسيما أمريكا وبريطانيا ودولة

الكيان الصهيوني (إسرائيل) ، وأكثر من ذلك لخبطت حساباتها وحسابات وكلاءها، فالإتفاقات مع روسيا متوقع أن يوقع عليها الرئيس البرهان مع الرئيس الروسى بوتن حال وصول سيادته بورتسودان قريبا لأول مرة ..!.

 

ولذلك كشفت المصادر عن تحركت أمريكية لإصدار قرارا تعتبر بموجبه قوات الدعم السريع المسلحة التي تمردت علي سلطان الدولة وتقاتل وتنتهك حرمات المواطنين في السودان (حركة ومنظمة إرهابية ..!) .

 

فيما حركت أمريكا ذاتها وكلاءها وأصدقاءها علها تنجح في إثناء السودان عن قراره (الإتفاق مع روسيا لإنشاء قاعدة روسية علي سواحل البحر الأحمر) مما يعني توجه السودان شرقا وبالتالي يقود ذلك لسيطرة روسيا علي دول إفريقيا، ولذلك اعتقد جاءت هذه التحركات السعودية والأثيوبية سريعا نحو السودان بقوة دفع أمريكية ..!.

 

بالتالي حل نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي بورتسودان فجأة حاملا رسالة من الملك سلمان للبرهان جاءت محمولة جوا علي طائرة وتحرسها طائرة عسكرية أخرى ، ولذلك تقرأ هذه الزيارة في شقين (فيها السر وفيها الجهر) ، ظاهريا تتعلق بمنبر جدة وخفيا تتعلق بالتخوفات السعودية نفسها من الإتفاقيات السودانية الروسية لا سيما القاعدة الروسية في البحر الأحمر ..!.

 

بكل تأكيد فإن المملكة العربية السعودية لها أفضالها الكثيرة علي أهل السودان وقد فتحت أبوابها لكثير من الأسر التي تاثرت بالحرب وسهلت لهم السبل للحاق بأسرهم هناك وقننت تواجدهم كما إعتمدت جسورا للإغاثة داخل البلاد لا زالت متواصلة دون من ولا أذى كما تبنت منبر جدة لحل أزمة الحرب في البلاد ولايزال منبر جدة المعتمد رسميا من قبل الجميع وقد أمنت عليه مخرجات لقاء القاهرة بين الفرقاء في السودان ،رغم أن البرهان أعاب عليه شراكة أمريكا التي لها أجندتها ، وبالطبع هذا يشكك في نواياها بإنهاء تتحمل مع عملاءها ما آلت إليه البلاد بسبب الحظر الإقتصادي الذي فرضته علينا (20) عاما9٠ ..!.

 

اما رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد فقد حل الرجل بورتسودان عقب توتر العلاقة ين البلدين حتي وصلت مرحلة التشكيك فى شرعية القيادة في السودان إنحيازا للفرقاء في (تقدم) التي ظلت تستضيفها أثيوبيا وتدعمها وتهيئ لها المنابر ..! ، وبالطبع لم تأت الزيارة المكوكية هذه لأبي احمد وليد صدفة بل مخطط لها ..!.

 

في تقديري أن زيارة

أبي أحمد للسودان جاءت بقوة دفع (إماراتية ، أمريكية إسرائيلية) لبذل المستحيل لتراجع البرهان عن خطوة توقيع الإتفاق مع روسيا

، ولذلك أفرد أبي أحمد ذراعية لعناق البرهان وكأنما أراد أن يقول له نحن صديقين حميمين وقد نزغ الشيطان بيننا ..!، فالرجل أعتقد حركته أيضا تطورات الأوضاع الهشة في بلاده وتأثيراتها بتوغل قوات الدعم السريع لداخل أراضيها في المناطق التي تسيطر عليها قوات (التقراي والأمهرا) وبالتالي تشكل خطرا داهما علي حكومة أبي أحمد ..!.

 

ولذلك جاء الرجل منكسرا هذه المرة ولم تكن أمامه غير بذور أشجار المحبة والسلام مع البرهان والتي تعمل لتوازن العلاقات بين البلدين التي جسدتها غرس الأشجار حتي لا تتأثر الأجواء ب(التغير المناخي والإحتباس الحراري) وقال أن الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته، وأضاف أن هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة ..!) .

 

وبالطبع لم تكن زيارة أبي أحمد بعيدة عن ملف سد النهضة وتطوراته مع خطورة إتجاه مصر لإنشاء قاعدة عسكرية على بعد أميال قليلة من الحدود الإثيوبية ، قاعدة للقوات البحرية والجوية المصرية مما يدخل ‎إثيوبيا في دوامة جديدة مع الملئ الخامس لسد النهضة الذي يعتبر بمثابة الشريان لأثيوبيا ..!.

 

وبلاشك نجاح الحكومة المصرية ومقدرتها جمع الفرقاء السودانيين لحل قضاياهم بأنفسهم بعيدا من أي تدخلات خارجية واعترافها بسيادة الجيش ذاتها حركت ساكن الجميع لاسيما الذين كانوا يراهنون علي (تقدم) والذين يدعمون المليشيا بالسلاح والتشوين ويغلقون الأبواب والمنافذ أمام الجيش ، وبالطبع في حالة حصول السودان علي السلاح سيقمع مليشيات الدعم السريع المتمردة الإرهابية مثلما قمع أبي أحمد تمرد الأمهرا في بلاده ولم يستطع احد ان يقول أف ..!، لاسيما وأنها أصبحت عصابات نهب وشفشفة وزعزعة إنسانية للمواطنينة ..!.

 

وفي تقديري أن ذات العلاقات (السودانية الروسية) دفعت حكومة مصر لتبني هذا القاء الخاص لجمع الفرقاء السودانيين لتسوية خلافاتهم لأجل الوطن ، لا سيما وأن الشقيقة مصر تعلم أن السودان ماض للتطبيع العسكرى مع روسيا وتوقيع إتفاقيات دفاع مشترك

والإتجاه شرقا لبناء علاقات متميزة مع إيران وتركيا والصين وقطر وغيرها وإنشاء قاعدة بحرية روسبة وبالطبع التوقيع علي تكتل (البركس) والتي دخلتها مصر والإمارات ..!.

 

وبالتالي علي البرهان أن يعلم أن هذه التوجس والزيارات هي التي جعلت البشير يتردد حتي حدث ماحدث فسقط وإنت شاهد ..!، وبالطبع نتوقع تتتابع الزيارات من كل ثوب وحدب يحجون بورتسودان فعليك أن تسرع للتوقيع علي الاتفاق الذي جاء به نائبك عقار وقتل بحثا وتنقيبا وتتنقيحا وأصبح جاهزا للتوقيع ..!.

الرادار .. الأربعاء العاشر من يوليو 2024 .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا