الإهمال الطبي يفاقم المعاناة النفسية لمصابي الثورة في السودان

 

الإهمال الطبي يفاقم المعاناة النفسية لمصابي الثورة في السودان

25 مارس، 20230

 

كشف المكتب الطبي لمصابي الثورة في السودان عن وجود حالات لأمراض نفسية لدى المصابين خلال الثورة السودانية.

 

ويواجه آلاف الشبان السودانيين معاناة مضاعفة بعد إصابتهم بالرصاص الحي وعبوات الغاز المسيل للدموع.

 

حالات نفسية معقدة

ونتيجة للإهمال الطبي وسوء إدارة حالاتهم، دخل كثير منهم في حالات نفسية معقدة جعلت معاناتهم أشد صعوبة.

 

ويرقد الشاب سعيد محمد، ويبلغ 18 عامًا، في المستشفى، وظل راقدًا لفترة طويلة بعد إصابته. وغاب عن الوعي لخمسة أيام قبل أن يصحو ليجد نفسه محطّم الأطراف ومهشّم الرأس.

 

 

ومثل سعيد هناك أيضًا سعيد يوسف، الذي أصيب خلال فض اعتصام القيادة العامة. ومدّثر سعيد هو أيضًا شاب لم يتجاوز العشرين ربيعًا، أصيب برصاصة في أسفل ظهره أصابته بشلل نصفي وظلّ في حالة نفسية سيئة.

 

هم شباب في مقتبل العمر، خرجوا باحثين عن مستقبل أفضل لبلادهم، فأقعدتهم يد البطش على كرسي متحرك.

 

إصابات جسدية وآثار نفسية

ويعاني العديد من المصابين في الثورة السودانية من حالات نفسية سيئة نتيجة لإصابات عديدة وبسبب بروتوكول العلاج الذي أفسد على البعض حياته بدلًا من أن يصلحها.

 

 

ويلفت منسق علاج مصابي الحراك الثوري في السودان مصطفى حسين إلى وجود نحو 88 إصابة مباشرة في العين و34 شخصًا مقعدًا تمامًا، إضافة إلى حالات فقدان لأطراف.

 

 

كما ظهرت حالات لأمراض نفسية بين المصابين جراء فقدانهم للبصر أو الإصابات الأخرى البالغة التي غيّرت حياتهم.

 

صدمات عصبية واكتئاب

ويشرح الطبيب النفسي نيازي أبو خليف أن الشباب الذين خرجوا في مظاهرات وتعرضوا لإصابات يشعرون بالصدمة في بادئ الأمر. ويقول في حديث إلى “العربي” من الخرطوم: “هم يعانون من صدمة عصبية ثم تتطور مع الزمن إلى اكتئاب حاد ومزمن”. وتكون الصدمة من جراء الإصابة الجسدية.

 

 

ويشير أبو خليف إلى الحالة الذهنية الصعبة للشاب عندما يخرج من بيته بحثًا عن حياة أفضل وهو حق مشروع له، فيفاجأ بأنه يفقد أقرب الناس إليه بإصابة بالغة فيحفر المنظر في ذهنه.

 

ويؤكد أبو خليف أن الآثار السلبية خطيرة وتمتد إلى أفراد أسر المصابين، لافتًا إلى أن علاج المرضى يجري بسريّة تامة ويعتمد منهجية العلاج السلوكي.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا