البرهان يسبح في بحر عاصف! رشان اوشي 

الجمهورية نيوز

مَن يتابع اتجاهات الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعي يرى بوضوح أن بلادنا تتوجه إلى أزمة مستحكمة، توصل إلى طريق مسدود في الحكم والإدارة العامة، السبب أن الدولة وقادتها أصبحوا هدفاً للآلة الإعلامية المعادية، التي تحاول تجريد الدولة من شرعيتها، لينصرفوا عن إدارة الأزمة إلى سكة الاسترضاء الشعبوي المؤدي إلى الأزمة.

 

مَن يتابع وسائل التواصل، و بعضاً من الإعلام المحلي ، يلحظ ارتفاعاً في “الصراخ” ، و”حفلات الشتائم” والتخوين، و انحداراً غير مسبوق في لغة الحوار، فلماذا كل هذا؟.

 

القصة واضحة، لكن تحتاج إلى تركيز، وقراءة باردة للأحداث.

 

هناك مناخ على الواقع يجعل الابواب مشرعة للتخوين وتمرير الأجندة الهدامة ، ومنه الانسحابات والهزائم المتكررة على مسرح العمليات العسكرية، وهذه أسبابها غير التي تظهر في وسائل الإعلام ، ما يظهر هو ربع الحقيقة والتتمة من وحي خيال أصحاب الأجندة، وللاسف منهم إسلاميون لم يتجاوزوا للبرهان و جنرالاته محطة ١٣/ابريل/٢٠١٩.

 

كل الأحداث التي تجري الآن هي مرحلة مخاض حقيقية، و سيترتب عليها الكثير، من ناحية التبعات.

 

حسناً، نبدأ من الحصار الدولي المفروض على الجيش وقيادته، وبالتالي لم يجد السودان عوناً من صديق ، بينما إمداد المليشيا بالمال والذخيرة مفتوح وبلا حدود .

 

نفاذ الذخيرة كان سبباً مباشراً في كثير من الهزائم وسقوط المدن ، من يقاتلون في الميدان يعلمون الأوضاع الصعبة والامتحان العسير ؛ اضطر الجيش للانسحاب من عدة مواقع استعاد سيطرته عليها بسبب نقص الإمداد.

 

كل باب تطرقه الدولة للحصول على إمداد السلاح ، تواجه بكروت الابتزاز التي تدفعها المطامع في موارد البلاد ، حتى أصبحت إمكانية الحصول على السلاح يجب أن تسدد فاتورتها من سيادة السودان .

 

لتفسير ما سبق، لنأخذ موقفين واقعيين ، هما ان الحرب الحالية دمرت البنية التحتية للانتاج ، وأخرجت مناطق من دائرة الإيرادات، كانت تشكل مورداً مالياً للدولة واهمها العاصمة الخرطوم التي كانت تساهم بحوالي (٨٥٪) من الإيرادات ، السودان مفلس حالياً.

 

أغرقت الامارات خلال الفترة الماضية البلاد بكتلة نقدية خارج النظام المصرفي ، وهي عبارة عن مبلغ (٩٠٠) ترليون جنيه سوداني، كانت قد طبعتها إبان حكومة “حمدوك” للبنك المركزي السوداني ، ورفضت تسليمها لحكومة السودان بعد قرارات ٢٥/ اكتوبر ، مما تسبب في انهيار الجنيه السوداني .

 

يتجول القائد العام للجيش هذه الأيام في ولايات السودان ، لتنوير قادة المجتمع المحلي بحقيقة الموقف ليساهموا في إنقاذ بلادهم ، وبالفعل استجاب المئات من التجار ورجال الأعمال الوطنيين وقدموا تبرعات سخية لبلادهم وقائدهم البرهان .

 

الجيش وشعب السودان يقاتلون دفاعاً عن بلادهم في ظروف بالغة التعقيد ، الجنود والضباط يقاتلون وذويهم نازحين في دور الايواء بلا طعام ولا دواء ، قيادة البلاد تعمل على إدارة الأزمة ، وخطواتها تمضي وسط حقل ألغام .

 

وفي ذات السياق .. جرت محاولة لاخراج أن ما يحدث في “جنيف” هو تفاوض بين الجيش والدعم السريع ، وهو في حقيقة الأمر تفاوض غير مباشر بين مفوضية العون الإنساني بحكومة السودان المسؤولة عن إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين والعالقين بمناطق العمليات النشطة ، ومليشيات الدعم السريع ، ولا يوجد ممثل للجيش في الوفد الحكومي .

 

هناك ” حفلة جنون” على الميديا ، تنتج عن توظيف مخابراتي معادي للأحداث ، عبر آلة إعلامية قوية ومؤثرة لا تتوانا عن الأكاذيب والتزوير والإرجاف، والسبب خساراتهم المتوالية لمشروع احتلال السودان وآخرها وأهمها مليشيا الدعم السريع التي شكّلت لهم مرتعاً بكافة الأشكال .

 

يكثر الصراخ، وتزداد حفلة الشتائم، هذه الأيام ، وذلك سعياً لإيجاد سردية تخوّل للتمرد وداعميه زعم انتصارات غير موجودة وواهمة ؛ للتضليل على مشهد الخراب الكبير الذي خلّفته المؤامرة .

“ساعة النصر آتية لا محال”

محبتي واحترام. ي

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا