الحرب في السودان من منظور علم الإجتماع العسكري :                                                    عوض الله حسن جمعة                                                          باحث إجتماعي

مدخل :

المنظر لطبيعة الحرب الدائرة بين المكون العسكري في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع هذه الحرب يرى انها تلغي بظلالها العديد من الافتراضات والتساؤلات التي من خلالها تمكننا في تفسير ماهو كائن من منطلق الحياد القيمي ذو الطابع العلمي الذي يبعدنا عن الانتماء للذات والوصول لرؤية علمية تخدم الواقع بما ينبغي أن يكون وليس المعرفي ذو الطابع الأحادي ففي علم الإجتماع العسكري نفسر الأحداث بناءا على الموضوع محل النقاش فمن هنا نرى أن الحرب تقوم على عناصر منها عنصر القوة والغلبه العسكرية الميدانية او حتمية ضرورة الرجوع والوصول إلى المنبع واعني الحوار بشتى أشكاله وصوره الممكنه للحد او الوصول لوفاق يرضى ( الأطراف المتصارعة عسكريا) في الساحه وليس الشعب السوداني ، فمن وجة نظرية القوة والغلبه في علم الإجتماع السياسي فنقول : من يمتلك القوة والغلبه العسكرية ميدانيا حتماً سينتصر وهنا ترجع معايير القوة والغلبة بين الأطراف مابين المراوقه والسيطرة في امتلاك العتاد من السلاح والمال والرجال او الحلفاء من الداعمين لكل طرف من الأطراف او استعمال الذكاء المخابراتي لكل طرف مع الدول المؤثرة في إضعاف او وقف المد جزريا.

 

فمن التساؤلات مسبقا كانت ولا تزال عن ماهية الحوجه لتأسيس قوات الدعم السريع بشكل يوازي المؤسسة العسكرية الأولى بالدولة بل بشكل يفوق القدرة العسكرية تنظيما في الساحه مع العلم والأخذ في اعتبار أن المؤسسة العسكرية الاولى لديها أجهزة تفكير ومراكز دراسات مختصه في المجال الأمني والعسكري لم تتنبأ لمستقبل م كان وماينبغي حالياً ان يكون من تلك المؤسسة بل كان القادة بالقوات المسلحة على قناعة تامة، فظهور الدعم السريع في مراحل تكوينه الأولى وبروزه في الساحه أضعف نسبة الإقبال والتجنيد بصفوف كل القوات النظامية بالدولة مما أثر فنيا على تلك المنظومة التي لاحظنا أدائها في تلك الحرب الدائرة حالياً بالساحه فأصبح المنتهي صلاحيته بالخدمة من الجيش او الأمن والشرطه يتم استيعابه بالدعم السريع مما كسب المنظومه الأخيرة خبرة إدارية وفنية عالية جدأ وسياسية وغير ذلك ،،،

 

فالحرب بين المكون العسكري الآن اخذت شكل ومضمون الحمية والانتماء أو الولاء بالدم والعصبه مع العلم ، وهنا نرجع لمقدمة ابن خلدون ان ولاء الدم أقوى من رباط العقيده وهذه المقوله تتجسد واقعا في طبيعه الحرب عندما كانت في إقليم دارفور دون الأقاليم الأخرى وهذه الحميه الملاحظ نجدها في الدعم السريع والقوات المشتركة بشقيها المساند للقوات المسلحة والأخرى المسانده للدعم السريع ، فمن المتوقع حتى وان وقفت الحرب بأي شكل كان هنالك تشوهات ستصاحب المجتمعات المحلية خاصتا والتي طآلتها الحرب ميدانيا على كل مستويات التنظيم بالولايات والمحليات ( الغبن الإجتماعي) يظل موجود لعشرات السنين القادمة بين مكونات أقاليم السودان المختلفه لن ينتهي بإنتهاء الحرب بل سيطول امده حتى على أدنى مستوى مجتمعي بين الجيران في الشعبه الواحده أو الحي ، فإذا كان الحوار حل سياسيا فلم يطفيئ الوجدان الاجتماعي لعامة الشعب المغلوب على أمره وهو الخاسر الأول والأخير في تلك المعركة.

 

فالمساعي الدولية للحد من الصراع في الداخل السوداني لم تثمر اي عملية ايجابيه على أرض الواقع فكل قيادة الجيش تسعى للنيل واستعاده م تم بالقوة والغلبه العسكرية ميدانيا مع بطء وتأخير تلك الموقف العملياتي اما قيادة الدعم السريع والتي فقدت السيطرة على الكثير من قواتها ميدانيا تسعى لطرق باب الحوار من اضيق أبوابه منبر جده والذي تأخر كثيرا .

 

فغياب القوى السياسية من قادة الأحزاب والحركات وانخراط الكثير من قادة العمل المجتمعي واعني عموديات ونظارات القبائل في الحرب خاصتا في دارفور أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل وغياب الكبير في البيت السوداني وأعني الدولة وهنا فقدت الدولة هيبتها.

 

استعادة دولة القانون تكمن في فرض هيبة المنظومة العسكرية الأولى من خلال عملية دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة وجمع السلاح من كل القوى المجتمعية على كل المستويات وتاتي تلك الخطوة اذا توفرت فرصة الحوار وهكذا وهذا لايعني العودة لاتفاق جوبا فحسب ولكن إذا لم تكن تلك الخطوة واقعا فستستمر الحرب لأمد غير معروف وهكذا، اللهم أعن الشعب السوداني في مصيبته وارفع عنه هذا البلاء ….

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا