الرادار .. إبراهيم عربي .. ( السودان وروسيا ) … فرصة في طبق من ذهب ..!

الجمهورية نيوز

تفاجأ العالم كما تفاجأت الاوساط السياسية خاصة بتطور العلاقات بين السودان وروسيا سريعا وتوجتها روسيا بزيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا الي بورتسودان عاصمة السودان الإدارية فالتقي قيادات البلاد السياسية والعسكرية والتنفيذية في الملفات ذات الصلة ، وأعلن الزائر الروسي نهارا جهارا دعم بلاده لسيادة السودان لا سيما الشرعية القائمة مؤكدا أن بلاده ترفض التدخلات الأجنبية في شؤون السودان ومخططات تمزيق وحدة البلاد .

بلا شك أن هذه الزيارة جاءت فرصة في طبق من ذهب ومثلت دفعا قويا للحكومة السودانية المخنوقة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا ، ولروسيا المتحفزة للانفتاح علي أفريقيا ، ولكنها بلاشك جاءت صفعة قوية لأعداء السودان وبالتالي مثلت ايضا هاجسا لدي أمريكا والتي لازالت تحاول الوصايا علي السودان ، هذا التطور في المواقف والعلاقات الروسية لم تأت فجاة بل جاءت تتويجا لعمل دبلوماسي كبير لعبت فيه جهات عديدة لتصل لهذه المرحلة وبالطبع لسفير السودان بروسيا محمد الغزالي التجاني سراج دور كبير فيه وفي جعبته الكثير من النجاحات السابقة في ذات القطاع وقد ظل هذا الشباب منذ تكليفه يعمل بصمت حتي توجت هذه العلاقات الي إتفاقيات مصالح مشتركة بالباب وليست بالشباك كما ظلت تفعل أمريكا عبر محاولات لي الذراع ..!

وأعلن في بورتسودان أن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار ستوجه إلى روسيا اليوم الإثنين الثالث من يونيو2024 وفي معيته وفد كبير من الحكومة السودانية في فرصة تاريخية ويسلم عقار خلالها رسالة خطية من الرئيس البرهان إلى الرئيس فلاديمير بوتين وبالطبع فيها الكثير الذي سيقلب الموازين ويسجل التاريخ لك فيها ياعقار ..!.

وفي إطار ذا صلة قطع سفير السودان لدي روسيا محمد الغزالي أن بلاده لن تتخلى عن التزاماتها ببناء قاعدة بحرية روسية في البحر الأحمر، وسيتم تنفيذ المشروع ..!، وتابع السفير سراج أن التوقيع عليها تم بين البلدين، والسودان يدرس كيفية تطويرها لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر ..!

والجدير بالذكر أن السودان وروسيا وقعا 2018 في عهد النظام السابق ، على عدة اتفاقيات من بينها إنشاء مركز للدعم اللوجستي لقوات روسيا البحرية في بورتسودان وإنتاج الغاز بالبحر الأحمر ومصفاة للبترول في بورتسودان بكامل ملحقاتها وبطاقة إنتاجية تصل إلى ضعف الطاقة الإنتاجية لمصفاة الجيلي وربط بورتسودان بخط سكة حديد وقاطرات وعربات ومركز صيانة وتأهيل وغيرها وكان الروس جاهزون لتنفيذ البرتكولات فورا ..!.

إلا أن أمريكا وحلفاءها (حملة الاقلام) قد جن جنونهم فكانت الخطة إسقاط حكومة البشير والمجيئ بحكومة موالية لتنفيذ أجندتها وبالتالي دعمت الثورة من وراء عملاء وخيانة حتي تم إسقاط حكومة البشير وجاءت بالعملاء القحاتة ولكنها عجزت في المضي قدما في خطتها إنهاء دور الجيش السوداني لصالح حليفيها الإستراتيجي (حميدتي – حمدوك) وحتما تستجد ذات الضغوط وذات المحاولات بين الترغيب والترهيب والعصا والجزرة ولكن هيهات فقد فات الأوان ..!.

بلاشك فإن نجاح هذه العلاقات مع روسيا رهينة بتحركات ونشاط الدبلوماسية السودانية ، فكثير من أهل السودان يتساءلون لماذا لا تصبح لنا شراكة إستراتيجية مع روسيا علي نظام (win to win) ، أصحاب هذا الإتجاه قالوا أن العالم اصبح (كويمات وكتل ..!) تراعي من خلالها المصالح المشتركة ، وبالتالي لابد من شراكة قوية معلنة ومعلومة ويباركها الشعب وليست مجرد شراكة علي إستحياء ..!.

وليس ذلك بعيدا عن مشاركة وفد أمني رفيع بقيادة الجنرال أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة السودانية في الملتقى الثاني عشر لكبار القادة الأمنيين بالعالم بمشاركة (106) من دول العالم، قد أجرى الوفد عدة لقاءات واتصالات شملت قيادات روسية رفيعة أمنية وسياسية وعسكرية من بينها لقاء مبعوث الرئيسى الروسي ميخائيل بوغدانوف قبل سفره بورتسودان ، فضلا عن لقاءات مع عدد من قادة أجهزة المخابرات الدولية بحثت أوجه التعاون المشترك فيما بينهم ..!.

وبالتالي يأتي ذلك كله في إطار سعي موسكو لتعزيز وجودها في القارة الأفريقية ودولة السودان خاصة بما لها من ميزات تفصيلية وفي إطار خطة البلاد الإتجاه شرقا (روسيا ، الصين ، إيران ، تركيا) وليست خطوة من خلف الستار بل بالواضح وقد جاءت للطرفين في طبق من ذهب ..!.

الرادار .. الإثنين الثالث من يونيو 2024 .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا