السر القصاص .. الجبهة الشعبية والحكومة الإقليمية .. هو في ايه !!!

بدأ لابد من الإشادة الواضحة لانعقاد مؤتمر عام الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة بولاية كسلا وبحضور كافة المكاتب وعضوية المؤتمر ، وبقيام المؤتمر تكون الجبهة قد فاتت الكبار والقدرها.

 

ولكت لدي بعض الملاحظات والنقاشات حول البيان الختامي والتى يستوجب التعليق .

 

فمن بين ما خرجت ديباجة البيان الختامي لمؤتمر العام للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة المتحدة الذى انعقد بكسلا وجدد الثقة في الأمين داؤود رئيسا ، خرج بعدد من التوصيات أبرزها المطالبة بتشكيل حكومة إقليمية في شرق السودان، هكذا دون توصيف دقيق لطبيعة تلك الحكومة وعلاقتها بمركز مؤسسات الحكم في الدولة الاتحادية !

 

والواقع أن شرق السودان يحكمه ابناؤه فعليا ، ويستضيف كل الحكومة الاتحادية ومؤسسات الدولة جميعها ، فإذا أخذنا ولايات كسلا والبحر الأحمر و القضارف وهي من تكون إقليم شرق السودان ، تجدها يحكمها أبناء تلك الولايات وحتى الوزراء والمسؤولين هم ابناء هذه الولايات ، والشرق يشارك في مستويات السلطة السيادية والتنفيذية مشاركة معتبرة فهل الحديث خطوة تكتيكة ؟ أم مناورة سياسية ونرجو أن لا يكون تراجع عن أطروحات الحركة .

 

اذا لماذا الحكومة الإقليمية في هذا التوقيت ؟ وهل هي دعوة انفصالية ؟ ثم من يعطي المشروعية لهكذا طرح ؟ وهل مسألة الحكومة الإقليمية تنبع من قناعة لمجتمع شرق السودان ام أنها مناورة سياسية وحلقة من حلقات ترويج المؤتمر كحدث له منتجات ؟

 

الغريب في الأمر أن نفس البيان الختامي حمل إشارات أخرى قد لا تتفق مع مخرج الحكومة الإقليمية !

 

اذا قال البيان الختامي في الفقرة الرابعة : أمن المؤتمرون علي سيادة السودان، وان يكون شرق السودان هو المنصة لقاعدة بناء السودان الجديد .

 

هناك عبارات قد تتسرب إلى البيانات الختامية والائتلافية تأتي هكذا دون مقدمات وبلا ارجل ولا سيقان .

 

الغريب أن أطروحات رئيس الجبهة الأمين داؤود كانت تنادي بحلحلة الخلافات بشرق السودان وتمثيله تمثيلا عادل في مستويات الحكم ، فما الذي جد ؟

وكيف تطورت هذه الأطروحات لتصدر هذه المرة عن الجبهة الشعبية ككل !

 

المؤتمر الذى قال بيانه الختامي أنه جاء بمشاركة واسعة من كل الأطياف والأرياف وأهل الشرق والوسط وسنار وبلغ الحضور نسبة ١٠٠٪ وفق القوانين واللوائح في الولايات والمدن والأرياف والمكاتب الفرعية والخارجية يغالط طرحه ،

 

الغريب أيضا والذى ربما فات على سكرتارية صياغة البيان الختامي أن سنار نفسها جزء من الوسط ، فعل سنار هي وسط جديد أن ماذا ؟ وهل أطروحات أهل الوسط تتماشى مع طرح الحكومة الإقليمية بشرق !!

عموما الأطروحات السياسية مقبولة كماً كما وكيفاً ولكنها في في الوقت بحساب المعقولية وحكم المنطق والتاريخ الشعارات قد تتحول الى مشروعات وحينها سنفاوض الجبهة الشعبية على حكومة إقليمية .

 

الغريب أيضا أن البيان الختامي نوه الى أهمية تنفيذ مسار الشرق في اتفاقية سلام جوبا لما يحمله من مكاسب لإنسان الإقليم واتفاقية جوبا للسلام حددت شكل العلاقة بين الشرق والمؤسسات الاتحادية ونسبها وطريقة تنفيذها وهذا يقود إلى السؤال المباشر من اعد البيان الختامي لمؤتمر الجبهة الشعبية وقد فاتت عليه هذه النقاط الجهورية والتى تناقض بعض فقرات الاعلان .

 

وبالعودة لاتفاق جوبا نصّ الاتفاق بين الحكومة السودانية وكل من مؤتمر البجا المعارض، والجبهة الشعبية المتحدة والتحرير والعدالة، على تخصيص 30 في المئة لكل من مؤتمر البجا المعارض والجبهة الشعبية لتتمثلا على المستويين التشريعي والتنفيذي في ولايات الشرق الثلاث، من دون الإفصاح عن طبيعة نسب أخرى محتملة لقوى من شرق السودان (من خارج نسبة الـ67 في المئة من عضوية الجهاز التشريعي المخصصة لقوى إعلان الحرية والتغيير(وقتها )) وفق ما نصّت عليه الوثيقة الدستورية (المعدلة عدت مرات) فحتى جوبا لم تشير إلى موضوع الحكومة الإقليمية !!

 

عموما هذه الاسئلة والاطروحات هي نتاج لهذا الفعل السياسي الفريد الذى قامت الجبهة الشعبية كأول تنظيم بعيد بناء صفوفه ويعقد جمعيته العامة لاختيار قيادته في ظل ظروف الحرب ، إذا أخذنا في الاعتبار أن حزب الأمة أحد أكبر أحزاب الديمقراطية عقد اخر مؤتمر عام في العام 2008 على أما اعتقد أو قبل نحو عقدين من الزمان .

 

وكل هذه الاسئلة والبحث فيها تذكرني بمقولة الشيوعيون الذي جاؤوا بالنميري فإلتف عليهم عليهم وتحالف مع منن تحالف (تعرفونه جيدا) ، ففي أحد الاجتماعات ولما أعلنت قوانين سبتمر سمع كبير الشيوعية الخبر من المذياع فصاح في مجلسه ( سريعة ) هو في ايه ؟ ليحبه أحد الحاضرين : نميري تاب !!!

 

بعيدا عن فقرة الحكومة الإقليمية ، نجحت الجبهة الشعبية في تحريك ساكن المشهد السياسي وابتدعت لنفسها خط ونهج معتبر في بوابة الديمقراطية ، فشكراً الأمين داؤود الذى تربطنا به علاقات في ازمان الشدة والمصائب ،علابات عابرة للنقد وتتسع لبناء سودان واسع ، فالأمين واسع الحيلة وحاذق.

والشكر أيضا لرجالات الجبهة الشعبية ، الاصدقاء والرفاق محمد ادم الناطق باسم الجبهة الشعبية والعزيز الواعد جعفر الحسن امين الجبهة السياسي واحد أبرز فلتات شباب شرق السودان (وله من اسمه وفي مستقبله السياسي نصيب ) مع الجبهة أو غيرها والايام حُبلى.

والتبريكات والشكر لمستشار الرئيس الوكيل الرقم محمد نور دويد أحد مهندسي شرق السودان ولكثيرون يعطون بلا اضواء وضجيج (عبد الله وعثمان وأحمد) .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا