السر القصاص يكتب .. “المخابرات” .. الليلة البشائر جات
الخرطوم :الجمهورية نيوز
في هذه الحرب التى عزت فيها الكلمة ! لابد من قول يشاع ليقشع الظلمة عن من به رمد ، قول يثبت الحق ويدفع عنه اللمم ويبرئ الذمم ، فالنسور لا تأكل من الرمم .
وهاهم رجال البلاد اسود الحارة من فرسان الجيش وابطال الشرطة ونسور المخابرات يقفون بالنفس والدم يدافعون عن حياض وبيضة الدولة والكيان ، الآلاف مضوا والملايين في عتباتها صامدون ، لذا لا بد من قول يزيح عن العقول غبار الزيف ويحق الحق به ولو كره المتمردون .
ليس معلوما فحسب ، أن حرب الدعم السريع المتمردة ضد الكل قد فشلت منذ اليوم الأول منذ ذياك السبت المشؤوم ، هذه الحرب قامت بعد أن تبنت الدعم السريع المتمردة وحلفائها مشروعا يقود لتصفية الدولة وتجريدها من كل إرث وتاريخ ومؤسسات ، نلحظ ذلك مثلا في المسار الذى تبناه قائد المليشيا ، لتصفية جهاز المخابرات العامة وتشليح أجنحته وقصها مستعينة في ذلك بالزخم الذى وفرته قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في الهجوم الإعلامي المنظم على جهاز المخابرات العامة.
صحيح أنها نجحت تلك الجهود في تقليل حضور جهاز المخابرات في مرحلة ما ، وهو ما فتح شهيتها لزيادة حدة تصعيدها بمحاولة دق اسفين بين الشعب وجهاز مخابراته الذى نجح في التفوق على نفسه وكسر كل مخالب القطط حتى بعد حل هيئة العمليات
فعادت شوكة الجهاز أمينة على أمن شعبنا وساهرة على تقليل المخاطر ودرئها .
وإذا تتبعنا الخط العودة والتالق الذى وصل قمته نجد أن الجهاز بعد اندلاع الحرب نجح سريعا في إستعادة حيويته واستطاع في أيام قليلة في شق زحام زيف ادعاءات العدو وبسط سيطرته على كافة الأصعدة خاصة الوقائية والمنعية وبفضل الله وجهود أبناء الوطن تمكن من فعل كل مستحيل في تأمين الملفات الحيوية للدولة وعلى رأسها منظمومة الإتصالات السلكية واللاسلكية الفضائية على سبيل المثال ، فلم تتأثر الاتصالات بأضرار كبيرة في البيانات ونظم التشغيل عدا اضرار خفيفة في البنية التحتية وقاومت وصمدت وذلك بفضل الله ورجال الجهاز .
ايضاً في مرحلة لاحقة عمل الجهاز على توفير العمليات اللوجستية الكاملة لعمل الدولة ووفر رفقة ولاة الولايات والوزارات الحكومية نظام عمل واتصالات مؤمنة أدت تلك الخطوات كلها إلى انسيابية عمل الدولة في كافة المحليات وحتى رئاسة الولايات بصورة جبارة تفانت فيها فرق متخصصة أنجزت وعدها وأدت فرضها حاضراً.
في المرحلة الثانية ايام الحرب الأولى عملت فرق الجهاز بمعاونة الفرق العسكرية على إخراج قادة الحكومة من وزراء ومسؤولين إلى المناطق الآمنة وهو ما ثبت ركن الدولة وحافظ على ثباتها وهي تمتص الصدمة الأعنف في تاريخ السودان الحديث حيث دارت حربا لعينة في مركز السلطة والقرار وهي بذلك استحقت العنوان البارز لها : حرب الوجود .
في خضم الحرب الوجودية هذه وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والحكومات الولائية دخلت فرق الجهاز الى المرحلة الثالثة من امتصاص الصدمة بالعمل على رقابة السلع الاستراتيجية والحد من التهريب وقد شكلت الضبطيات بعدد من الولايات دليل وشهادة نجاح كبير تزينت بها جهود جهاز المخابرات العامة في مسيرته التى لا شك أنها تشبه أهل السودان في صبرهم ونجاعة يقينهم وقوة عزيمتهم المشهودة ولا احدثكم عن دهب كيكل! .
في المرحلة الرابعة من عمر الحرب اللعينة انتشرت فرق الجهاز في مهام مختلفة أبرزها خنق إمدادات التمرد من العتاد والسلاح والوقود والجنود ، حيث تشكلت في عموم الولايات الآمنة فرق تخصصية تنشط في منع استخدام التمرد للموارد البشرية وحرمته من التقاط أنفاسه في مدن مثل كسلا ومدني وعطبرة وكوستي وربك وشندي والابيض وحتى في نيالا والفاشر وزالنجي وبالطبع بورتسودان ثغر البلاد الباسم الأمن وقد أدت تلك الجهود مقرونة مع اداور الشرطة والجيش بفرقه المتخصصة إلى لحم العدو واعطت الجيش مساحات واسعة وامنت ظهره وقصمت ظهر التمرد الذى من الواضح والثابت أنه استعد لهذه الحرب منذ مدة كبيرة تتجاوز العامين على أقصر تقدير وقد فشلت استعداداته منذ اليوم الأول.
في المرحلة الخامسة وقفت إدارة الجهاز على كل هذه المجهودات وكثفتها وزادت من نجاعتها ووفرت كل المعينات اللوجستية لفرقها المنتشرة بل وزادت قواتها عبر استعادتها لقوة هيئة العمليات وتقدمت الصفوف في الخطوط الأمامية لمقاتلة عدو ومدعوم بدعم ملحوظ يفوق قدراته الاستيعابية والفكرية والعسكرية ومدفوع ، إلا أنه وجد نفسه في بيئة خلقت لقتله وسحقه وتفتيت مراكز قوته وحتما ليلاقي حتفه وهو مالم يتصوره .
في المرحلة الخامسة وهي الاهم وهي المرحلة التى تكاملت عندها جهود جهاز المخابرات العامة في المستويات العسكرية واللوجستية والأمنية والمعلوماتية والعمليات الوقائية والمنعية وتوفرت فيها مزايا العمل من انسياب للمعلومات وربط كامل لمؤسسات السودان بمركز القيادة ، فأصبح الجهاز موجود في مراكز العدو ويجمع تحركاته ويوفر بذلك الكثير المثير ، فالعمليات العسكرية ضد العدو تطورت وشكلت هاجسا لقيادات المليشيا واصبحوا في حيرة من أمرهم أمام انكشاف ظهرهم وقصم عضمهم .
ومعلوم أيضا أن مليشا التمرد لم تغفل دور الجهاز وهي على معرفة به وتخشاه لذلك قامت المليشيات بمجهود تحسد عليه في سبيل مسح وجود الجهاز بدأً بالتشكيك في قيادته وتارة في قصف وتدمير مقاره وتارة بفبركات ولكن ما لم يكن في حساباتها أن ينهض هذا الأسد بعد كل هذه الصدمات ويحول كذلك إلى قوة ويتواجد داخل معسكرات العدو ويكشر عن أنيابه ويبدأ في هدم صنم التمرد وهاهي الاخبار تجمل وجه الحقيقة وهي تعكس تراجعات المليشيا واندحارها التى وصلت الان إلى مرحلة الضمور والاضمحلال وهي التى عندما شنت الحرب كانت تريد رأس القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وهاهي الان تصل إلى نقطة صبرنا نفد !!!
صحيح أن الشعب وقف وقفته وهي الوقفة التى تكسرت حولها كل خطط التمرد ومعاونيه في الداخل والخارج وماتت في وضح النهار خطوات إيقاد ومبعوثي الشرور وجفت علناً دموع تماسيح لا للحرب وتقطعت مناديل أصحاب الياقات المسمومة في منابر أديس أبابا وانتبه الجميع وهم خلف موسسات الدولة الشرعية ، انتبهوا إلى أن هذه الحرب ، حرب وجود ولا منطقة رمادية فيها ، فلايمكن أن نقول لا للحرب لمن يحتل بيوت المواطنين ويتخذ من المستشفيات والأعيان المدنية مناطق عسكرية ويستخدم المواطنين دروعا بشرية ، لايمكن تقديم الورود لم يحمل السلاح ولا يمكن أن نتساهل ونحن نرى بأم أعيننا افعاعيلهم التى لا تستند إلى دين أو عرف فهؤلاء أعداء بقائنا ووجود كياننا ويعملون لتفتيت البلاد ولكن هيهات !! فقد سبق السيف العزل .
أخيراً الزيارة التى قام قائد الجيش البرهان ورمز السيادة إلى مقر الجهاز في بورتسودان وفي ضيافة الفريق مفضل وله من إسمه نصيب ، نقول إن هذه الزيارة وهو أمر معلوم ، تزيد من مسؤوليات الجهاز وتعظم دوره النبيل في الدفاع عن أرض النيلين مع إخوانه جنود الميدان من المدرعات إلى وداي الرجال ، وهو الذى لن ولم يتأخر وهاهو يفتح باب العودة لمن فاتهم قطار الشرف أن يلتحقوا به لينالوا حظهم من النصر والشهادة ليكتبوا لـ عازة الريادة والبقاء والوجود حتى نعود ، حتما نعودا !