السر القصاص يكتب .. فرز أول

السر القصاص يكتب .. فرز أول

 

متابعة / الجمهورية نيوز :

 

أفرزت الحرب واقعا جديداً وقدمت للساحة وجوه نقية وصامدة ، لها من أبواب الخير ما يزداد الناس به كيل بعير .

في كل السودان كان للحرب اللعينة أثر ، في شرقنا وغربنا وشمال وجنوب الوطن الجريح ، إلا أن ثمة رجال تصدوا لافرازات الحرب في ميدان المجتمع ووقفوا إلى جانب مجتمعاتهم وقفة جبال واصبحوا وفق ترابية هذا العطاء في الماكل والمشرب والمأوى وإسكان الناجين ، أصبحوا فرز أول في صفوف البذل والعطاء والرجالة .

شهدت في كسلا نفرة تجار الذهب وتجار التجزئة لدعم الوافدين ونغران دعم وإسناد كذلك في البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية والنيل الابيض والدمازين، وهي أمثلة حي على ترابط وتشابك وجدان أهل السودان .

في الجزيرة الخضراء الحزينة والمكلومة الآن وبعد دخول المليشيا سوحها الطاهر ، برزت المناقل كدار جامعة لاهل الجزيرة كفتهم مر النزوح واللجوء والتشرد وفتحت الابواب على مشراعيها كأم رؤوم ، وبين وقفة الدولة والمجتمع تجاههم لمع اسم الشيخ عبد المنعم ابو ضريرة الشيخ التجاني العارف بالله والاقتصادي عتيق السيرة ، وهذا معلوم ولكنه أظهر جوهر المعدن واعاد سيرة حاتم الطائي إلى الأذهان ، فالرجل ينفق على ما يزيد عن 200 تكية توزعت في جوف المناقل ، فسير القوافل الطبية والصحية والتمونية للنازحين دون مٌن ولا كّل ولا أذى حتى خشي البعض عليه الإفلاس .

ودونكم قولته الشهيرة ( والله ننفق لامن يقولوا علينا مجانين) وقد كان .

الكلمات العابرات لن تنصف الرجل ، ولن نحصى جهده في تجهيز معسكرات الجيش والمستتفرين في المحور الغربي بالمناقل وهو المحور الذي حقق الصمود للنيل الابيض وحافظ على بيضة مشروع الجزيرة ، ولن نتجاوز باي حال من الأحوال جهد الشيخ في الصحة بدعم المستشفيات ومياه المناقل وإصحاح البيئة ودعم الهلال الأحمر السوداني بالجزيرة وقضاء حوائج الناس .

فوق هذا كله حينما توجهت حكومة الجزيرة نحو المناقل كعاصمة إدارية تصدى الشيخ عبد المنعم ابو ضريرة وزمرة من القيادات بالمناقل ومنهم الحاج جموعة الاقتصادي ورجل البر والإحسان ، تصدوا لمهمة تهيئة الظروف والبيئة الإدارية لحكومة الولاية من تأثيث مكتبي وفتح الدور كنزل ودعم جهودها حتى تطلع بدورها في تسيير وتطبيع حياة الناس بعد فاجعة سقوط مدني الأمر الذى ساهم في الحفاظ على وجود حكومة الجزيرة في الولاية بدلاً عن نزوحها وتشتت قرارها .

ولعلنا شاهدنا ما فعلته المليشيا من تهجير منظم لقرى جنوب الجزيرة وشرق الجزيرة فكانت المناقل هي كلمة السر في افشاله ، ولعلكم تابعتم زيارة الشيخ عبد المنعم ابو ضريرة إلى الفارين من بطش المليشيا بمحلية الفاو بالقضارف ، وهذه الزيارة سيكون لها ما بعدها إذ وعد الشيخ بأنه سيقف شخصيا على تهيئة البيئة والأجواء لهم بشكل يحفظ انسانيتهم ويرد كرامتهم ويجبر كسرهم .

وفوق ذلك نجد اهتمام الشيخ أبو ضريرة بدعم الاستنفار وهو واجب في سلم الأولويات الوطنية والعدو يستهدف مقدرات البلاد وانسانها ، وهويحث الشباب دائما على تلبية نداء القائد العام وردع الظلم والعدوان
اذا جدد ويجد ابو ضريرة على الدوام وفي جل المحافل بجاهزيتهم لتلبية كل ما يطلب منهم وما تتطلبه المرحلة ، وسيفعلون كل الممكن وبعض المستحيل لتحرير الجزيرة وكل السودان.

ليس فرز أول فقط بل مرق من مروق السودان والجزيرة ورجل في الرجال قليل الشيخ عبد المنعم ابو ضريرة ، وصاحب جعل بارز في الكرامة ، وقائد لايشق له غبار ، هذا ما حدثتنا به صحائف الفعل الصالح وسجلته المواقف في كتاب رجال الكرامة بأحرف من عرفان وشكر وتقدير ودعاء بالخير والبركة .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا