السر القصاص يكتب .. والي كسلا في الميزان (1_2) 

النظر إلى نجاح الوالي من فشله يتأتى من خلال الفحص المجهري للمجهود والفلسفة لحكومة الوالي في إدارة ولاية مثلها مثل حلبة الثيران فاللعبة الإسبانية الشهيرة ممتعة لأهلها وياتونها من مسافات بعيدة ومن مدن وأرياف إسبانيا الهادئة ، وهي جزء من ثقافة المجتمع هناك ولكنها في الوقت نفسه لعبة قاتلة تتطلب المهارة والخفة والرشاقة مثلها مثل ولاية كسلا ، تتدخل فيها الحكومات الى سوح العمل فتخرج على نقالة الإصابة والاستقالات والإطاحة والاقالة ، فهل أدارت حكومة كسلا بقيادة الوالي الجنرال الصادق محمد الازرق الولاية بالصورة المطلوبة ام أنها ستخرج على ذات الاحتمالات السابقة !

 

 

يمكن اختزال كل ما يمكن أن يقال في سطر واحد وهو أن (كسلا مستقر) ولكن لابأس من طواف وسعى في حول مايدور بالوريفة .

 

إذ أن ظروف الحرب وتقلبات أوضاع الولاية انت كبيرة إلا أن التعويل الكبير على حنكة وحكمة انسان وحكومة كسلا كان له الأثر البالغ في الاستقرار الكبير بالولاية وفي هذا فإن كسلا عبرت فعليا،

عبر المطبات نحو قيادة أكثر تماسكا حققت من خلاله هذا التماسك جملة من النجاحات لحكومة وشعب الولاية وهي التى يرمي السودان لقطف ثمار هذا النجاح من خلالها وعدا وقمحا وتمني .

الأيام الماضية أثبتت كسلا أنها السودان وأثبتت أنها الوريفة والجميلة ومستحيلة .

وكسلا ليست ولاية عادية من حيث واقع الإدارة والمجتمع فهي ولاية صعبة المراس و متقلبة المزاج في جانبها السياسي وتتعرض بإستمرار لحملات منظمة لضرب نسيجها الاجتماعي ولكن دوما كسلا تقدم وجهها الأجمل والانضر فطوبي لها ولأهلها وحكومتها الرشيقة المتجانسة .

حققت الولاية في مجال الصحة فتوحات جديدة خاصة بافتتاح المستشفيات والمراكز الصحية الجديدة الخاصة والحكومية وتسعى بكل جهد لطي صفحة الكوليرا فاعلنت النفير والجهاد للقضاء عليها ويسعى والي الولاية لجعل مركز علاج امراض القلب واقعا ملموسا وهو أمر قريب جدا .

وفي سلم أولويات العمل الحكومي كانت قضية النزوح تتصدر الأجندة ، فتجاوزت الولاية باقتدار أزمة النازحين من الولايات المتأثرة بالحرب وهي تستقبل اكبر موجات النزوح من سنار والجزيرة والخرطوم وولايات دارفور فكانت الملاذ الآمن والحضن الدافئ الوفي لأهلها من كل السودان ،

وسجل مجتمع كسلا درسا وطنيا بليغاً في التضامن والتكافل والتراحم ، مسنوداً بحكمة وحنكة حكومة الولاية بقيادة الجنرال الصادق محمد الازرق الذي بذل الغالي والنفيس لعبور الولاية لمصاف الاستقرار والامن .

في مجال الأمن وحفظه داخل المدن والقرى وحدود الولاية نلحظ بعين الرضى الدعم الكبير للأجهزة الأمنية والعسكرية لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل ، فبفضل الله وبفضل رجال الجيش والشرطة والامن والمستنفرين وكتائب العمل الخاصة كسلا ترفل في ثوب الأمن القشيب وهي عصية على المليشيا واعوانها ،

وفوق ذلك أصبحت كسلا مركزا عملياتياً للقوات المسلحة والقوات المشتركة وكتائب الإسناد وهي تقوم بدورها في معركة الكرامة ، وكسلا قدمت الشهداء ولا تزال ترمي بثقلها في معركة الكرامة بشهيد خلف شهيد ونحن نحفظ قول الوالي الجنرال محمد الازرق الهمام ( كسلا عصية على الخونة وكسلا تتقدم الصفوف لتحرير كل شبر دنسته أيادي التمرد المدحور وليست حماية حدودها فقط ) وهذا غيض من فيض نعود للحديث عنه في الحلقة القادمة .

 

انتصار كسلا شمل مجالات متعددة ، ففي مجال المياه والكهرباء والخدمات ، نلحظ المجهود الكبير الذي تكلل بالنجاح في إعادة تشغيل محطة كهرباء كسلا القديمة وهي بذلك تطوي ملف الكهرباء وهو ما يعني زيادة خدمات المياه وزيادة إنتاج البساتين الخضراء والسودان أحوج ما يكون لتوفير الغذاء في ظل خروج سنار والجزيرة ومعظم مناطق انتاج الغذاء ولكن قد يكون الحل من كسلا .

 

 

وفي سبيل تلافي آثار فيضان القاش كان الولي في الخطوط الأمامية مع المتضررين يقدم الدعم ويحرك الآليات لتلافي الآثار خاصة بالمحليات الشمالية والدلتا وكل القرى التى تأثرت بالفيضان فشاهدنا قوافل الدعم والإسناد وهنا لابد من تحية خاصة للدفاع المدني الذين سهروا وقاتلوا النهر المتمرد حتى انجلت الموجة الاولى بفضل الله وبعزم الرجال .

 

الجنرال المتزن محمد الازرق قريب من أهل الإعلام وهو أمر مطلوب في ظل حرب تقوم على ساحة الإعلام ، وكذلك هو بعيد عن أصحاب الاغراض وعلى مسافة واحدة من أهل كسلا في وقت تدار فيه الولاية وملفاتها في وضع النهار وعلى المكشوف ، وفي يقيني أن سر ووصفة النجاح لدى الازرق وحكومته .

 

وفي مجال السلع الاستراتيجية والخدمات والسوق الاقتصادية أصبحت كسلا سوقا اقتصادية لعدد من الولايات ومقراً لكبرى الشركات والهيئات والمؤسسات الخاصة والحكومية وتشهد اسواق الولاية وفرة كبيرة في السلع والبضائع الاستهلاكية حتى في الأرياف البعيدة ، والولاية تستقبل الأن بجميع مدنها وقراها أكثر حوالي 3 مليون نازح ووافد إذا علمت أن القادمين من سنار وحدها تجاوزوا حاجز المليون .

 

وكسلا الان مركز لسوق الذهب وتعمل على تهيئة البيئة الاقتصادية لإستيعاب ما جملة حوالي 50 كيلو ذهب خلال اليوم الواحد ، وقد وقع الولاية عقد شراكة مع الموارد المعدنية لتشغيل وإدارة سوق الذهب الذى يتوسط قلب كسلا الوريفة وسيحقق عوائد عظمية لأهل الولاية وسينعش خزائن سليمان (الحكومة) في ظل ظروف اقتصادية خانقة بفعل توقف الدعم المركزي لخزينة الولاية الا في فترات ومناسبات متقطعة .

 

 

الهدوء الذى يميز هذا الجنرال والي كسلا الهمام هو مسمار النص في خضم تقلب أوضاع الولاية التى تعاني من مشكلات متراكمة والتى تتطلب من الحكمة والمرونة ما تتطلب .

 

ولهذا فإن الاهتمام الذى يبذله والي كسلا خاصة في حلحلة مشكلات التخطيط العمراني جدير بالاحترام ، فالولاية تعاني من مشكلات تخطيطية متراكمة من عهود سابقة بدأت تظهر على السطح في عهده فلابد من تصحيح الأمور ووضعها في نصابها الصحيح وخيرا فعل الوالي بتشكيل اللجان الفنية وأصدر الأوامر الناجزة بوضعه في الصورة أول بأول وعدم تخطيط إي مرفق حكومي ولا القطع السكنية محل النزاع والتوجيه بالحفاظ على الميادين والساحات العامة داخل الأحياء والمدن وغير ذلك الكثير غير المعلن وكله في صالح المحافظة على مستقبل الأجيال القادمة وفق رؤية جيدة للإستفادة من الموارد المتاحة .

 

 

ما لا يعرفه الناس عن والي كسلا الكثير والكثير المثير ، فهو بخلاف انه خبير عسكري رفيع إلا أنه عالم بثالوث تأخر المجتمعات فهو يرى أن الاستقرار المجتمعات مرتبط بالتعليم ومن ثم النظرية الاجتماعية لخلق التوافق وبناء اهداف المجتمع نفسه ، فرص العمل وكل ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بالعدالة والشفافية والمشاركة بمعناها الاشمل .

 

وربما لا يعرف الناس عن والي كسلا الجنرال الصادق محمد الازرق أنه وبمجرد وصوله لقيادة الولاية قد راجع مستوى الخدمات في كل المحليات وقد أحصى جملة المشاريع المتوقفة ودرس قيادات الحكومة وراجع الخزينة العامة ومن ثم توكل على الله وبدأ في تنزيل أفكاره على أرض الواقع والتى قد يلاحظها الناس مستقبلا ولعلهم شاهدوا بعض شذراتها .

 

تعرفت خلال الحرب على أفكار عدد 5 ولاة وأعرف أفكار 3 آخرين

نواصل لكني لم التقييم منذ اندلاع الحرب اللعينة ، وبهذا استطيع ان أقول الازرق أفضل منهم في ثلاث أمور :-

أولا لديه مشروع يسعى لتنفيذه ، وثانيا فهو مستمع جيد ومن يسمع أكثر تكون زاوية الرؤية عنده أشمل وختاما يمتاز بالصبر والبعد عن الحاشية ، بذلك بعيد عن العجلة والوشاية التى تفسد الولاية ، ولما لا فهو قائد عسكري رفيع صقلته وجبلته مهنته على التقدير والتقرير و الانتظار وتحيين الفرص و إقتناصها .

ولطبيعة الولاية لوالي الولاية نظرة سليمة لإدارة التنوع وتحقيق التعايش السلمي بين فسيفساء مجتمع كسلا والايام شواهد .

نواصل

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا