الشرطة توقف 135 متهمًا >> ليلتان مروعتان في الخرطوم
رصد الجمهورية نيوز
أكدت الشرطة أنها أوقفت (135) متهمًا بالمشاركة في أحداث العنف التي صاحبت احتفالات رأس السنة مساء الخميس الماضي، حيث أودعتهم الحراسات وطالبت المتضررين من الأحداث التي وقعت ليلة رأس السنة بولاية الخرطوم بفتح بلاغات لمقاضاة المتورطين.
محتفلون أخلوا شارع النيل مبكرًا خوفًا من التفلتات الأمنية
وصاحبت احتفالات المواطنين بليلة رأس السنة مساء الخميس والجمعة على التوالي؛ أحداث عنف في مناطق كبري الحلفايا بالقرب شارع النيل ومنطقة عفراء شرق الخرطوم وشارع النيل جوار برج الإتصالات، حيث رشقت مجموعات مجهولة السيارات والمارة بالحجارة، وألحقوا اضرارًا فادحة بالمركبات والممتلكات العامة، بحسب ما أفاد شهود عيان “الترا سودان”.
وذكر أحد السائقين، أنه تعرض إلى رشق بالحجارة أثناء عبوره جسر الحلفايا الذي يربط بين أم درمان والخرطوم بحري مساء الجمعة، واخترقت كتلة صلبة زجاج السيارة حيث أصيب شقيقه الذي كان يرافقه في الرأس.
وأفاد فيصل صالح (23) عامًا، والذي كان متواجدًًا في منطقة شارع النيل جوار برج الإتصالات شرق الخرطوم ليلة رأس السنة في تصريح لـ”الترا سودان”، أن مجموعة كبيرة اقتحمت الشارع ورشقت السيارات والمارة بالحجارة، مشيرًا إلى أن “المئات من المحتفلين برأس السنة غادروا الشارع تجنبًا لأحداث العنف”.
من جهته ذكر المتحدث باسم الشرطة، عمر عبدالماجد، في تصريح لـ”الترا سودان”، أن الشرطة أوقفت (135) متهمًا بالمشاركة في أحداث العنف التي وقعت في مناطق عفراء وشارع النيل كبري الحلفايا.
وأضاف: “في تقاطع عفراء شرق العاصمة؛ ألقت مجموعة بالحجارة على السيارات من أعلى الجسر إلى أسفل النفق، وهشمت زجاج بعض السيارات وروعوا المواطنين ليلة رأس السنة. وفي كبري الحلفايا بالقرب من شارع النيل أم درمان أيضًا وقعت أحداث مماثلة، وفي شارع النيل جوار برج الإتصالات جرى تهشيم زجاج بعض السيارات ووقعت تفلتات أمنية”.
وأوضح عمر عبدالماجد، أن الشرطة استجابت وتحركت على هذه المواقع فورًا وقامت بنشر قواتها، والدليل على ذلك أنها ألقت القبض على (135) شخصًا بتهمة المشاركة في هذه الأحداث، على حد قوله.
وأردف: “الفيديو المتداول للتلفتات الأمنية في شارع رئيسي بالخرطوم تقوم الرقابة الإلكترونية بالشرطة بفحص المقطع لتحديد موقع الحدث”.
وأشار عبدالماجد إلى أن الانتشار الشرطي جاء مختلفًا هذه المرة عن العام السابق، مبينًا أن الشرطة نشرت العام الماضي قوات كثيفة وحدثت احتكاكات مع المواطنين، ولكن هذا العام تم نشر قوات مرتكزة لسرعة الاستجابة”.
ودعا متحدث الشرطة عمر عبدالماجد؛ المتضررين من أحداث العنف التي وقعت ليلة رأس السنة لفتح بلاغات لمقاضاة المتورطين، مشيرًا إلى أن الشرطة متعاونة مع الجميع لمكافحة الجرائم والأحداث الأمنية.
ونفى عبدالماجد وجود تقاعس وسط الشرطة موضحًا أن كثافة المعلومات المتداولة على المنصات الاجتماعية تصور الأمور بهذا الشكل لأن الوضع اختلف حاليًا، وأصبح المواطنون يتشاركون في نقل الأحداث التي تقع في جميع أنحاء البلاد يوميًا نتيجة توفر وسائل الاتصالات والمنصات الاجتماعية التي تساعدهم على ذلك عكس ما كان يحدث سابقًا.
متحدث الشرطة: الشرطة لديها خطط لمكافحة الجرائم والسطو والتلفتات الأمنية، ولديها خطة انتشار واسع في المرحلة المقبل
وأردف: “هذا لا يعني أن الشرطة لم تقم بدورها، بل لديها خطط لمكافحة الجرائم والسطو والتلفتات الأمنية، ولديها خطة انتشار واسع في المرحلة المقبلة”.
من ناحيته يعتقد الخبير الأمني والضباط السابق في شرطة المباحث، عمر عثمان، في حديث لـ”الترا سودان”، أن الشرطة وفقًا للقانون ينبغي أن تكافح الجريمة قبل وقوعها وملاحقة من يخططون لأحداث العنف قبل تنفيذها، قائلًا أن الشرطة لم تقم بواجبها في أحداث ليلة رأس السنة.
ما حدث في شوارع الخرطوم ليلة راس السنة ينبئ عن حالة سيولة امنية مخيفة، لماذا انسحبت الشرطة من الشوارع،
وتابع عثمان بالقول: “واضح أن هناك قصور في استجابة الشرطة، لأن الشرطة في العالم تحدد فترة زمنية لا تتعدى دقائق للوصول إلى موقع الجريمة والحدث، ونحن مع ظروف السودان يمكن منح الشرطة (30) دقيقة، لكن مع ذلك لم تصل إلى المناطق التي شهدت أحداث عنف ليلة رأس السنة خلال نصف ساعة على الأقل”، ويرى عثمان أن العصابات تمادت واستغرقت طويلًا في ترويع المواطنين وتهشيم زجاج السيارات والسطو على المارة ليلة رأس السنة، لأن الشرطة بمجرد ورود معلومات لديها بشروع مجموعة في العنف ينبغي أن ترسل شاحنتين من الدورية وشاحنة كبيرة “دفار”، لتقوم بنجدة المواطنين في المواقع التي شهدت الأحداث.
وأضاف عمر عثمان: “إما أن هناك خللًا في استجابة الشرطة أو انتشارها أو خطتها الأمنية للتعامل مع حدث مثل ليلة رأس السنة لم تأت فجأة، وكانت هناك فرصة للإعداد الجيد للتعامل مع الأحداث المتوقعة”.
ويعتقد عمر عثمان أن توقيف (135) شخصًا بتهمة الاشتراك في أحداث ليلة رأس السنة بالعاصمة لن يكون كافيًا للوصول إلى الجناة، لأنه من الصعب تحديد الأشخاص الذين نفذوا عملية السطو ورشق السيارات بالحجارة في ظل عدم وجود كاميرات مراقبة في جميع الشوارع.
ونوه عثمان إلى أنه من السهل جدًا حصول المتهمين الموقوفين في حراسة الشرطة على البراءة من المحكمة لعدم وجود أدلة قوية تثبت تورطهم، خاصة في ظل تأخر استجابة الشرطة للأحداث التي وقعت.
خبير أمني: مدير شرطة الخرطوم مطالب بتقديم تفسير للأحداث
وينوه عثمان إلى أن مدير شرطة ولاية الخرطوم مطالب بتقديم تفسيرات لما حدث ليلة رأس السنة في مواقع مختلفة بالعاصمة، لافتًا إلى أن الشرطة تحقق نجاحات باكتشاف الجرائم سريعًا، لكن هذا ليس كافيًا وينبغي منع وقوع الجريمة والعمل على ذلك بالخطط الأمنية.