الصافي سالم .. فرص السلام في منبر جدة … تحديات التفاوض والاجندة الخفية
الكثير من المراقبين كتبو عن آخر جولة في مفاوضات جدة التي لم تفضي إلى أي اتفاق يؤدي إلى سلام مع رفض ممثلى الدعم السريع لكل شروط القوات المسلحة واصرارهم على وجود ضمانات كافية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ومن ثم كان اتفاق الممرات الإنسانية… لكن هناك خفايا وتفاصيل داخل هذه المناقشات ربما لم يذهب إليها الكثيرين في ان الدعم السريع بعد قرار الحل الذي اتخذه رئيس مجلس السيادة كان يبحث عن موطي قدم يقوي التفاوض فكانت خطة مستشاريه في الاتجاه نحو الغرب واحتلال المدن الكبيرة وقد حدث لكن للجيش أيضا له حسابات في كل معاركه التي خاضها… لكن ما تزال فرص السلام قوية اذا ما تجردت المباحثات من اي أهداف سياسية وابتعدت تلك الفصائل التي تتبني رؤية الدعم السريع في التفاوض وفي تأسيس الحكومة الانتقالية القادمة التي سوف تواجه بعدة مشكلات بعد ما حدث في هذه الحرب التي فاقت خسائرها أكثر من 26 مليار دولار بحسب تصريحات وزير المالية .
هناك أهداف من التفاوض لن يتم طرحها للعلن وهي تلك الأرضية التي كان عليها الدعم السريع بشكل واضح للغاية وهو كونه قوة كان أمامها فرصة الاندماج في الجيش لكن تلك الفصائل السياسية التي تتبني مشروع الدعم السريع السياسي كانت تريد وضعا أفضل ومكاسب مطلقة هذا بخلاف مصالح الدعم السريع التي تلاشت والتي كانت واضحة المعالم إبان تولي الدعم منصب النائب الأول وكان صاحب قرار مطلق في الكثير من قضايا البلاد.
السيناريو المتوقع الان عودة التفاوض بشكل مختلف ابعاد الاجندة السياسية الدعم السريع ليس في مصلحته اي كيانات سياسية تتبني فكرته وتقاسمه السلطة.. إذا ما افترضنا ان هناك مشروع تفاوضي يكمل نفس هذه السمات… وهناك الشق الأمني والعسكري والاحلال والابدال في القوات تحتاج إلى وقت طويل وزمن لكن المفاوض الان في جدة لديه الكثير من الملفات تحتاج إلى ترفيع تمثيل التفاوض لكي يكون هناك قرارات ناجزة وفعالة تساهم في وقف الحرب والترتيب لوضع لا يشابه باي حال من الأحوال ما قبل 15 أبريل وربما رأينا الفريق ياسر العطا في طاولة التفاوض ممثلا للقوات المسلحة أو أي عضو اخر من الجيش لتسريع الوصول إلى حل سريع ينهي هذه الحرب التي ارهقت البلاد والعباد.
الدور السعودي والأمريكي مهم وسوف يكون هو الموثر لان الولايات المتحدة الأمريكية وبعض جماعات الضغط الأمريكي أصبحت تضغط الرئيس بايدن في اتخاذ أجراءات فعالة ضد القادة العسكريين خصوصاً الدعم السريع بعد مذابح الجنينة واردمتا وتقارير الأمم المتحدة التي وثقت هذه الجرائم هذا غير ادانات دول الترويكا.
اذا المتوقع مفاوضات تختلف عن جلسات التفاوض السابقة وتمهد بشكل كبير لانهاء الحرب لان المعلومات التي بين يدينا تؤكد اقتراب الحل وعودة منبر جدة بشكل مختلف وهو ما اكدته حتى زيارة السيد رئيس مجلس السيادة وجولاته الأفريقية مؤكدا في حديثه في جيبوتي أمس ( بقوله نحن مع إيقاف الحرب والاقتتال وعودة الحياة الي طبيعتها للشعب السوداني ) وهو حديث له ما بعده وفيه من الإشارات الإيجابية الكثير…