الفاتح داؤد يكتب…متحرك الشهيد عريب…تعظيم سلام

الجمهورية نيوز

بلاشك فأن معركة تطهير ام درمان القديمة من سيطرة المليشيا،لم تكن مجرد معركة عابرة ضمن سلسلة انتصارات الجيش،بل كانت ملحمة بطولية تحكي عن تفاصيلها المرعبة، جدران البيوت وازقة الحارات و ركام الشوارع ودمار الاسواق وحزن المساجد والكنائس والمعالم التاريخية التي طالتها يد الدمار والخراب الممنهج من اوباش المليشيا،ان كل من شاهد ماحدث في امدرمان القديمة، يدرك ان ثمة تاريخ جديد قد كتب هنا لكن بالنار والدم،وان ثمة ملحمة بطولية قد سطرها ابطال القوات المسلحة وهئية العمليات ،حتي تعود ام درمان المنكوبة الي حضن الوطن،و كان مهر هذه الملحمة المئات من الابطال الذين احتسبهم الجيش، مابين شهيد وجريح واسير ومفقود ومعاق ومبتور.قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل الله والوطن، ليس لهم دافع للقتال سوي الثأر للوطن الجريح والانتقام لشرف الحرائر وانين الامهات وانكسار الرجال الذين لاحيلة لهم،بالطبع لم تفصح معركة ام درمان بعد الا عن القليل من اسرارها وتفاصيلها،لان بعض ابطالها اصطفاهم الله شهداء واخرين لازالوا علي العهد قابضون علي الزناد. لكن سيذكر التاريخ ان متحرك الشهيد عريب، بقيادة العميد بشري علي عباس وركن العمليات العقيد زاهر عزالدين الطيب، الذي كان قائدا للكتيبة في تلك المعركة ،قد استمد اسمه البازخ من اسم الشهيد اللواء حسين اسماعيل عريب ابن هداليا، قائد قوة الاستطلاع في هيئة الاستخبارات العامة الذي استشهد في معارك القيادة العامة،بعد ان قاد اشرس المعارك ضد المتمردين، وقدم محترك الشهيد، عربب ارتال من الشهداء والجرحي قربانا للوطن،وقد بدات هذه الملحمة البطولية ب سلسلة من المعارك، التي بلغتها ذروتها، في ملحمة فتح الطريق الرابط بين وادي سيدنا الي سلاح المهندس، بقيادة الشهيد البطل الفدائي الرائد لقمان،الذي استطاع بفدائية وبسالة ،من ادخال اول قافلة امداد الي سلاح المهندس المحاصر عنوة واقتدار، تحت وابل الرصاص ونيران القناصة وطلعات المسيرات، لقن فيها الاوباش دروسا في الشجاعة والرجولة، في مسرح عمليات معقد وبيئة قتالية مرعبة،حشد لها العدو نخبة قواته الخاصة،وسرايا من القناصة الذين تسورو اسطح العمارات وهياكل البنايات العالية، لكن كانت عزيمة الرجال وصمود الابطال فوق التصور،لان شعارهم المعهود دومأ كلما سقط منا شهيد مد المشاعل للشهيد الاخر.ولما فقد احتسب متحرك الشهيد عريب في معركة امدرمان وحدها،زمرة من الشهداء الابرار من الضباط وضابط الصف علي راسهم الشهيد العقيد رضا عبدالماجد قائد ثاني العمليات ، ومع ذلك لم ينكسر الجيش ولم يتراجع عن اداء رسالته الوطنية وواجبه المقدس ،وهذا هو شان الجيوش المحترمة.لقد نزلت انتصارات الجيش علي اوباش المليشيا، في ام درمان اامنكوبة بالامن والامان والسكينة والسلام،فقد تنسموا الحرية في كنف الجيش، بعد ان اذاقتهم المليشيا الوانا من القهر والازلال وصنوفا من العذاب والتنكيل. لدرجة دفن موتاهم في الطرقات وامام البيوت،وها قد بدات العافيه تسري في جسد امدر المثخن بالجراح والتعب من رهق الحرب،

لقد وحدت معركة الكرامة كل السودانيين خلف هذا الجيش العظيم،ودفعت كل القوات النظامية وكتائب الاسناد الي وضع امكانياتها تحت تصرف الجيش،ليعمل الجميع نحو هدف مشترك ينتهي بالقضاء علي المليشيا ،لذلك عندما وصلت معارك ام درمان مرحلة القتال من المسافة صفر، تنافس ابطال المتحرك لاصياد جرذان المليشيا من جحورها في البيوت والبنايات الشاهقة التي احتلها،ولعل هذه الروح القتالية ان دلت على شى، انما تدل علي الروح الوطنيةو التلاحم والفدائية والتضحية بين ابطال متحرك الشهيد عريب،الذي اكمل اعداده القتالي في معسكر معاقيل شندي، وتوكل على الله بصدق النوايا ووضوح الرؤية وتحديد الهدف.لذالك عندما تحرك من شندي نحو امدرمان، كانت قيادته تدرك عظم المهمة،لذالك كانت دراية مسبقة بقدرات العدو، وعلي المام بمسرح العمليات وعلي معرفة دقيقة بكل تفاصيل ام درمان، الامر الذي سهل من المهام القتالية للمتحرك.

كما شكل الدافع المعنوي ممثلا في روح التلاحم والانضباط بين القيادة والجنود ،دفعا معنويا للثأر والقصاص،من اوباش المليشيا الاجرامية.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا