المقاومة الشعبية .. الحضور والدور والمستقبل 

رشان اوشي 

رغم أنَّ الحرب، التي أشعلتها الامارات عبر وكلاءها ضد السودانيين لم تنتهِ بعد، ولكنها أحدثت تحولات جوهرية في الوعي الجمعي السوداني ، وشكلت وجداناً وطنياً جديداً، بالطبع حلفاء المليشيات مستثنى عن هذا؛ ناشطو الدعاية السوداء ، جماعة تنظيم “الجوقة الصاخبة” التي كلما انتصر الجيش تخرج لكي تملي على أبطال الأحداث الجارية ما يجب وما لا يجب عليهم فعله.

 

كشفت لنا الحرب الحالية إلى أي مدى كنا نعشق السودان في جهاته الأربع، وكم نحن مترابطون ، بين السودانيين عروة وثقى، صنعها التاريخ المشترك، والأدوار الوطنية البطولية الخالدة من قبل تأسيس الدولة الحديثة .

 

عندما هاجمت المليشيات بيوت الآمنين في الخرطوم، وطردتهم بقوة السلاح ، وسخرت منهم عندما غادروا بيوتهم التي تحولت إلى أرض المعركة، وكانوا شهوداً على عدو شرَد العائلات عائلةً عائلة، وقتل بعض أفرادها فرداً فرداً. وكل ذلك كان على عجلةٍ من أمره، لم يترك وقتاً للجنازات، ولا للحزن لكي يسري في القلوب مسراه الطبيعي .

 

بعد عام ونصف ، عاد أبناء تلك العائلات السودانية التي نُزّحت عن ممتلكاتها قسراً في لحظات الخيانة الاولى ، ولكنهم يحملون السلاح هذه المرة لتحرير أرضهم ، رغم علمهم الا بيوت يعودون إليها، فقد تفتتت جدرانها مثل الرماد. وطمر ركامها الصور التذكارية عن الطفولة والمناسبات .

 

اولئك الذين عبروا الجسور في يوم الملحمة المشهود تحت قيادة الجيش الوطني ، وتلك البنادق التي تسلقت “جبل موية” لترفرف راية السودان عالية خفاقة، يعلمون إن الحرب التي لا يُسمح لها بإنجاز ما يتعين على الحروب إنجازه؛ بمعنى خلق منتصرين ومهزومين واضحين، تتحول إلى مجرد إهدار للدماء والثروات.

 

أبناء السودان، إسلاميين وعلمانيين، يحملون البنادق ، ويقطعون طريق الحرية المعبد بالدماء ، وفي وعيهم هدف واحد : هو أن تنتهي الحرب بما يفترض أن تنتهي اليه؛ أي تحديد من المنتصر ومن المهزوم. وبالتالي، السماح بظهور وضع قائم جديد قادر على توفير الاستقرار، إن لم يكن السلام الدائم.

 

محبتي واحترامي

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا