المواني البحرية ضوء الشمس لا يغطى بكف اليد .

كتب _ عوض البارئ محمد طه 

عندما تم إعلان الحظر الاقتصادي على السودان قبل قرابة الثلاثين عاما كانت انعكاسه ومردودة السلبي مباشرا على هيئة الموانئ البحرية ، وما زالت تعاني من آثار ذلك الحصار حتى الآن .. لأن آثار ذلك الحصار آثار مركبة وقد تجاوزت هيئة الموانئ البحرية إلى كثير من القطاعات المرتبطة بها من موردين ومصدرين ومخلصين وعاملين في قطاع النقل … وغيرهم من القطاعات ، فمحاور التجارة الخارجية كلها تدور حول الموانئ .

ومن تداعيات الحصار تهالك الاليات وتعثر الحصول على قطع الغيار وانقطعت او _ على الاقل _ ضعفت الصلات الخارجية في عالم صناعة النقل البحري رغم ان عمل الموانئ عمل عالمي يتطلب المواكبة والتحديث والارتباط بالعالم ، وترتب على ذلك انقطاع حلقة التطور الطبيعي ففكر النظام القائم حينها (نظام الإنقاذ ) في أسهل الحلول وهو خصخصة الموانئ السودانية وبيعها والتخلص منها !!!! رغم ان الموانئ السودانية وخلاف كثير من القطاعات الاخرى صمدت في وجه الحصار بجهد منتسبيها الخُلص ولم تنهار وتذهب ادراج الرياح كما حدثت لكثير من القطاعات الاخرى والتي اصبحت اثراً بعد عين ..

وبعد إعلان رفع الحصار عن البلاد عقب الثورة وعودة السودان من جديد للمنظومة الدولية بدأت الموانى تنهض من تحت الركام كأول مؤسسة فى السودان تستفيد من رفع الحصار ووضعت خطة أسمتها ـ فى ذلك الحين ـ مصفوفة تطوير الموانى .. ثم حدث ما حدث من إضطراب سياسى كان له آثاره على الموانى ، وهذا أمر طبيعى بالنسبة للموانى كمؤسسة سيادية تمثل أهم دعامات البلاد الاقتصادية والخدمية العالمية .. والان رغم الحرب والاضطراب الذى تعيشة البلاد والعزلة الدولية والإقليمية التي تمسك بخناق البلاد وحالة التردى الاقتصادى والاستنزاف العسكري والسياسي . ها هي الموانئ تتصدر المشهد وتتقدم في زمن التراجع ويستند السودان عليها كركيزة أساسية وعمود من أعمدة الاسناد الوطنى .. ورغم الكثير الذ تقدمه تتقدم وتقاوم التعقيدات البروقراطية والادارية وسقف الصلاحيات المحدود لتستجلب الاليات وقطع الغيار وتعمل وتعطى فى صبر وجلد .. فهاهي المواني تستجلب الكرينات الجديدة وفق أحدث طراز في عالم المناولة ليشكل ذلك قفزة كبيرة في الميناء الجنوبى ميناء الحاويات ، وفي الطريق عدد من الآليات الاخري التي حتما ستسند عمليات المناولة وتسرع من خطواتها ويتضاعف الانتاج لأن من عملوا وظلوا يعملون وينتجون فى أحلك الظروف القاهرة هم بالطبع قادرون علي العطاء والبذل والتصاعد بالإنتاج إلي أرقام قياسية في ظل ظروف أرحب وآليات جديدة وبيئة عمل مهيئة وظروف وطنية مستقره وجوار آمن .

إن هيئة الموانى البحرية اليوم تبذل جهدا جبارا فى كافة محاور العمل للإرتقاء بادائها وتقاوم الظروف بصمود عظيم للتقدم للأمام ويتمظهر ذلك بجلاء فى الميناء الجنوبى حيث يجري العمل بالميناء الجنوبى لتركيب محطة كهرباء جديدة لحل مشاكل القطوعات المستمرة فى الكهرباء والتي تؤثر سلبا على عمليات الإنتاج ؛ حيث تجرى الاعمال المدنية وتجهيز وإعداد القواعد الحديدية لتركيب مولدين سعة الواحد 3,5 ميغاوات مما يشكل حلا جزريا لمشكلة القصور في الإمداد الكهربائي رغم إن أعطال الكهرباء ظروف تتعلق بالمدينة التى تمثل عاصمة البلاد وبالولاية التى آوت الفارين من جحيم الحرب الان تقاومها الموانى وتعمل على حلها وهى التى ساهمت مرارا وتكرارا فى حل مشكلة الكهرباء بالولاية بأكملها ودفعت عدة مرات مديونيات البارجة التركية التى تذود مدينة بورتسودان بالكهرباء . هذا ويجرى العمل بإشراف مباشر من نائب المدير العام للشؤون الهندسية م. إبراهيم يوسف والمهندس كمال فؤاد مدير الادارة العامة للكهرباء والاتصالات ومتابعة لصيقة من مدير الإدارة العامة للميناء الجنوبي لوضع حد نهائي لمشكلة الكهرباء بالميناء الجنوبى مع التفكير فى الطاقة النظيفة ومشروع الخلايا الشمسية .

وعلاوة على ذلك فقد ذلك فرغت الشركة الصينية المصنعة ZPMC وبمتابعة مباشرة من مدير الإدارة العامة للميناء الجنوبي م. عصام آدم بخيت ، ومدير الإدارة العامة للهندسة الميكانيكية وإدارة ورش الرافعات الجسرية من أعمال الصيانة والتأهيل لكرين 3 فى الاسبوع الاول من يوليو الماضى بعد توقف دام لقرابة الخمس سنوات .

وعلى ذات الصعيد تجرى عمليات صيانة الأعطال بالكرين 8 حتى تتم معالجتها ، و التأهيل سيشمل كريني 5 و6 بعد أن بدأ تصنيع المعدات الخاصة للتأهيل بالصين من اسبيرات وقطع غيار .

إنها خطوات في الاتجاه الصحيح تضمن مستقبلا زاهرا للموانئ السودانية ، ومع مواقعها المحورية تعيد لها حقها السليب في المزايا التنافسية وخدمة البلاد وخدمة دول الجوار المغلقة .

إنها خطا حثيثة نحو مستقبل مشرق وجهود جبارة لا يتجاهلها إلا صاحب مرض أو غرض ، ولكن عفوا ضوء الشمس لا يغطى بكف اليد .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا