انتهاكات مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة : جرائم صارخة
ولاية الجزيرة /انتصار تقلاوي
منذ دخول قوات الدعم السريع المتمردة الي ولاية الجزيرة وحاضرتها مدينة ودمدني بعد منتصف ديسمبر من العام ٢٠٢٣ عاش مواطنوا ولاية الجزيرة والفارين من جحيم الحرب في ولاية الخرطوم وولايات اخري صنوفا من انواع العذاب وفنون الاستهزاء بالمواطنين ترتقي الي ابعد من تصنيفها جرائما ضد الانسانية التي لم ترتكب في كل الحروب التي شهدها العالم بما فيها عهد التتار والمغول وحتي عصور الجاهلية. فالانتهاكات التي مورست في حق الشعب السوداني من قبل هذه المليشيا المتمردة كانت صارخة فان اختلفت رؤايتها وفصول تسلسلها تكفي لان تسطر عنها مجلدات تبرهن وتثبت ان هذه الفئة الباغية ما ارادت من حربها الا ازلال الشعب السوداني باثره علي مرائ ومسمع من العالم اجمع وزاد من هذا سواء واثباب المليشيا لجرائمها بنفسها ماكانت تبثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عاش مواطنو ولاية الجزيرة اياما وليالي عصيبة كانت نهارها مظلما ولياليها تطول سيطر عليها الخوف والهواجس التي تقتل اي طموح للامل والغد المشرق ومع ذلك ظل الشرفاء من ابناء الوطن خاصة القوات المسلحة والقوات المشتركة والاجهزة العسكرية المختلفة والمستنفرين يكابدون الليالي املا في دحر هذه المليشيا من كل الاراضي السودانية وليس ولاية الجزيرة وحدها.
ارتقت في سبيل هذا الامل وتحقيق الانتصار المنتظر المصحوب بدمع المغلوب علي امرهم ارواحا طاهر اثرت ان تقدم نفسها فداء لهذا الوطن دون تردد او خوف. وبات في كل يوم تتجلي امال العودة الي مدينة ودمدني التي ابكي سقوطها في ايدي المليشيا المتمردة جموع الشعب السوداني ـ تتجلي ريدا رويدا الي ان جاء يوم الفرح الاكبر الذي اجتاح قلب كل سوداني دخل البلاد وخارجها باعلان استرداد مدني الحبيبة وعودتها الي حضن الوطن مرة اخري. ومنذ اعادة تحرير مدني تشابت الانفس والارواح شوقا الي العودة الي الديار تلقائيا دون الانتظار لاعلان العودة الطوعية للمواطنين من مختلف الولايات. عادت مدني وعاد الاهل وكان حريا كاجهزة اعلام عبر بواباتها المختلفة ان تنقل شعور المواطنين بما كان وماسيكون وان كانت الالام تعتصر القولب الا ان الفرح كفيل بطردها. الادارة العامة للتوجه المعنوي بالتنسيق مع قيادة الفرقة 11 مشاه ممثلة في اللواء ركن حسن ابوزيد قائد الفرقة تفضلت بتسهيل مهمة وفد اعلامي الي ولاية الجزيرة للوقوف علي طبيعة الوضع وحقائق الاشياء خاصة ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي حول انتهاكات قد وقعت لعدد من رعايا دولة جنوب السودان بكنابي ولاية الجزيرة نتج علي اثرها التعدي علي عدد من المواطنين المقيمين في دولة جنوب السودان وصل الي حد القتل. تحفظ بعض المواطنين علي الخوض في تفاصيل ماحدث لاخرين او وقع علي انفسهم واكتفي بالافصاح عن الاشياء العامة التي قد تشير الي حدة الاعتداء علي الاعراض والاغتصابات. تروي الحكايات واحساس الغبن يصاحب الكلمات التي تخرج من عمق الانفاس وان صاحبها زفير الارتياح نتاج دخول القوات المسلحة الي مدينة ودمدني وانهاء عهد الظلام وتبديد المخاوف. الاوضاع كانت تتفاقم يوما بعد اخر مع بدايات دخول المليشيا الي ودمدني وظلت ممارسات الاستحقار هي السمة البارزة في الحياة اليومية للمواطنين من استطاع الخروج فقد سهل الله له الامر وربما قد عاني ماعاني حتي الخروج من مدني في تفاصيل تنوعت المواقف فيها وكانت الشتم او الضرب من افقر الممارسات التي تتم من افراد المليشيا المتمردة مستقوين بالسلاح فمابالك بمليشي قد تجاوز سن الخامسة عشر بالقليل في استطاعته ان يهيين امراة او رجلا في مقام والد والده. تفاصيل الحياة ضاقت علي الجميع خاصة بعد عمليات الاجتياح المتمعمد لقري الجزيرة وارتكاب المجازر فيها تحت غطاء الديمقراطية ازائفة او الادعاء بانتماء المواطنين الي القوات المسلحة ودولة 56 وماشابه ذلك فالغاية واحدة وان تعددت وسائل الوصول اليها. الاغتصاب كان سلاح التهديد الاقوي سواء كان بالوعيد او ارتكاب الفعل فعلا ويمكن لهذه الوضعية جعلت من كثير من اهالي الجزيرة بمختلف قراها ان يهجروها في موجات للنزوح الكبيرة خوفا من الاعتداء علي اعراض النساء والفتيات. وتستمر المعاناة وفصولها التي سنسردها في كتابات اخري