بابكر حمدين يكتب … فشل مسرحية تقدم بإديس أبابا
متابعات : الجمهورية نيوز
إنتهت مسرحية مؤتمر ماتسمى بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) التي تم تكوينها في آوخر العام المنصرم بإديس ابابا من غير نتيجة رغم إدعائها بأنها أكبر جبهة مدنية ضد الحرب وفي الواقع ماهي إلا نسخة رديئة من تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ، وهذه المره تضم مكونات سياسية ومدنية محدودة للغاية لأنها لم تستطيع إستيعاب كل مكونات قوى الحرية والتغيير في نشئتها الأولي ولا حتي الثانية بعد خروج المكونات السياسية ومكونات حركات الكفاح المسلح المؤسسة والمؤثرة.
وتشهد الآن جميع الأحزاب والقوى المدنية المكونة لتحالف تقدم بشكله الجديد خلافات وإنقسامات حادة نتيجة لتحالفها المعلن مع المليشيا بتوقيعها لإعلان سياسي معه في بداية العام 2024م ويجمعهم الكثير غير المعلن وتفضحهم مواقفهم السياسية الداعمة بقوة للمليشيا وتجمعهم مصادر الرعاية والتمويل الخارجية المشبوهة وتحتضنهم بلدان الجوار الإقليمي المعادية للبلاد، هو تحالف مجهري لا مقارنة بينه والقوى السياسية والإجتماعية الحية من الشعب السوداني التي تتباين معهم في التعاطي مع الشأن الوطني وتقف بجانب القوات المسلحة السودانية ومؤسسات الدولة إزاء المعركة المصيرية (معركة الكرامة) التي تسببوا في إشعالها.
هذه القوى (تقدم) عاجزة عن الحوار وتحقيق الإنفتاح لتوحيد مكونات الشعب السوداني وتدور حول نفسها وتتاجر بأسم الديمقراطية وهي تفتقر لقيم العمل والسلوك الديمقراطي ، والتجربة والممارسة العملية لها في الفترة الإنتقالية في عهد حمدوك أثبتت بأنها غير ديمقراطية وأبعد ماتكون عنها، وكانت تتعامل مع القضايا الوطنية بذهن إقصائي شمولي متحجر فاقد للثقافة السياسية الديمقراطية التي يمكن أن تؤسس لقواعد الديمقراطية الحقيقية وذلك من خلال ممارستها ومنهجيتها في الحكم التي غلب عليها الكيد السياسي الذي أدي الى خلق الصراعات والتوترات وسط المجتمع السوداني.
يتدثرون بالقيم الثورية لكنهم لايتمثلونها في سلوكهم وتحركهم روح العداء والإنتقام والتشفي من الخصوم لايعرفون العدالة ولا التسامح ولا الشفافية ، ساهموا في إنتهاك قيم الحرية وفشلوا في إنتاج أي مقاربات وطنية تمكنهم من الحفاظ علي ثورة ديسمبر كأكبر مكتسب أتيح لهم لغرس الديمقراطية المنشودة التي تؤطر لبيئة الإستقرار السياسي والسلام المجتمعي وتحمي وتصون حقوق المواطنة المتساوية.
هم متورطون في إشعال الحرب من خلال إستثمارهم في خلافات المكون العسكري في الفترة الإنتقالية السابقة وعدم إكتراثهم لحساسية القضايا التي أثاروها قصداً دون حكمة وحصافة مثل قضايا الإصلاح الأمني والعسكري التي تم تضمينها في إتفاق جوبا لسلام السودان ووقوفهم المنحاز بجانب الدعم السريع ومحاولاتهم تشويه صورة القوات المسلحة بالإساءة ووصفها بأوصاف تنال من مهنيتها لخلق قطيعة بينها والشعب في مواقف متعددة حتى إقامتهم للورش الخاصة بإعداد وثيقة الإتفاق الإطاري (المقدسة) والتي قالو عنها (الإطاري او الحرب) وهي الغشة التي قصمت ظهر الدولة وأزكت نار الفتنة في البلاد بغية تفكيك القوات المسلحة وإستبدالها بالمليشيا، لذلك فاقد الشئ لايعطيه والذي أشعل الحرب لا يمكن أن يأتي بالسلام.
وموقف الحياد الذي يتشدقون به كذب بواح أنهم مستمرون في تحالفهم الراسخ مع مليشيا الدعم السريع ويتسترون عليها في جرائمها ويتحاملون علي القوات المسلحة ويتعمدون تزيف وتحريف واقع الحرب في السودان بتحليلات وسرديات تضليلية.
وشاهدنا من خلال فعاليات حشدهم السياسي الذي عقد في إديس ابابا كيف يمارسون الضغط علي أعضاءهم وإلزامهم بعدم تناول حقائق الحرب وعدم ذكر إنتهاكات وجرائم مليشيا الدعم السريع ضد الشعب السوداني وإجبارهم على توجيه إدنات جزافية للقوات المسلحة السودانية في تزوير يؤكد ويفضح طبيعة العلاقة السياسية بينهم والمليشا، لكنهم نسوا بأن الشعب السوداني في هذه المرة لا يمكن تضليليه ولا تغبيش وعيه لأنه الضحية عايش المؤامرات وتجرع المرارات ويعلم من الذي إعتدى عليه ومن الذي شرده من منزله ويعلم أين تتوفر له الحماية هل في مواقع سيطرت القوات المسلحة السودانية ولا الأماكن التي دنستها المليشيا، أنتم آخر من يتحدث عن حماية الشعب السوداني.
المؤتمر لم يأتي بجديد بل أكد على الإستمرار في إرتهان هذه القوى للخارج والسعي لإرضاءه وعلي إنتهاك سيادة الوطن وتأليب المجتمع الدولي عليه ، وفشل في خلق أرضية سياسية مشتركة بين مكوناته ولم يستطيع ردم الهوة بينهم وظهر ذلك في النتاحر والتنابز والشجار داخل قاعة المؤتمر في مشهد منافي للسلوك الديمقراطي ويجسد الإقصاء والنهج الشمولى ، وشاهدنا ردود الفعل بتساقط بعض القيادات وإعلانهم لإستقالتهم.
ان الشعب السوداني أصبح واعي ومدرك لمخططاتهم الخبيثة وتأمرهم على الوطن ولن يسمح لهم بتنفيذها في ارض السودان.