بالأرقام.. أطفال يموتون يوميًا جوعًا تحت حصار الدعم السريع

متابعة - الجمهورية نيوز

بالأرقام.. أطفال يموتون يوميًا جوعًا تحت حصار الدعم السريع

 

 

 

متابعة – الجمهورية نيوز – أطلقت شبكة أطباء السودان تحذيرًا بالغ الخطورة، كاشفة عن مأساة إنسانية غير مسبوقة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث يفقد ثلاثة أطفال على الأقل حياتهم يوميًا نتيجة الجوع وسوء التغذية، في ظل حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

المدينة على شفا الانهيار

وقالت الشبكة في بيان صدر الجمعة، إن الأوضاع داخل الفاشر بلغت مرحلة الكارثة الشاملة، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع الطوق حول المدينة بالكامل، وأغلقت جميع طرق الإمداد منذ أبريل 2024.
وأضاف البيان أن الحصار ازداد قسوة عقب إكمال بناء حاجز ترابي بطول 57 كيلومترًا في نهاية سبتمبر الماضي، مما جعل المدينة معزولة تمامًا عن العالم الخارجي.

 جوع وصمت.. وموت يومي

وأكدت الدكتورة رزان مهدي، المتحدثة باسم شبكة أطباء السودان، أن فرق الرصد الميدانية توثّق وفاة ثلاثة أطفال على الأقل يوميًا بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن معظم المستشفيات خرجت عن الخدمة، فيما تعجز المراكز الصحية عن استقبال الحالات المتزايدةبسبب نقص الغذاء والدواء والوقود لتشغيل المولدات.
وقالت: “الوضع في الفاشر يتدهور بسرعة مرعبة، وسوء التغذية أصبح السبب الأول للوفاة بين الأطفال”.

سكان يعيشون على بقايا الأعلاف

ووفقًا للشبكة، يعيش سكان المدينة البالغ عددهم نحو 260 ألف نسمة، بينهم أكثر من 130 ألف طفل، على بقايا الأعلاف الحيوانية المعروفة بـ”الأمباز”، بعد أن نفدت المواد الغذائية بالكامل.
وأضافت أن الحياة اليومية أصبحت “أقرب إلى الصراع من أجل البقاء”، في ظل غياب المساعدات الإنسانية وانعدام أي ممرات آمنة.

 انهيار كامل في الخدمات الطبية

وأشار البيان إلى أن القطاع الصحي في المدينة انهار تمامًا، حيث خرجت المستشفيات عن الخدمة بسبب نفاد الأدوية وانقطاع الإمدادات.
كما يعمل الأطباء والممرضون دون رواتب أو دعم، وسط انقطاع الكهرباء والمياه، وصعوبة نقل الحالات الحرجة إلى خارج المدينة.

 تصاعد العنف واستهداف المدنيين

وأوضحت الشبكة أن قوات الدعم السريع كثّفت قصفها على الأحياء السكنية، خاصة حي الدرجة الأولى، الذي يؤوي آلاف المدنيين، مما أدى إلى سقوط ضحايا وحدوث دمار واسع.
كما أشارت إلى تنفيذ القوات حملات مداهمة واعتقالات وإعدامات ميدانيةفي الأحياء التي سيطرت عليها مؤخرًا، إلى جانب حوادث اغتصاب وابتزاز وسرقةوثقتها منظمات محلية.

 

 “كارثة تتجاوز حدود الإدراك”

ووصفت الدكتورة رزان مهدي الوضع في الفاشر بأنه يتجاوز حدود الإدراك البشري، مؤكدة أن ما يجري “لم يعد أزمة إنسانية بل جريمة حرب مكتملة الأركان”، في ظل صمت دولي مطبق وعجز المنظمات الإنسانية عن الوصول للمدينة.
وأضافت أن فرق الشبكة تواصل توثيق الانتهاكات ومعدلات الوفيات المرتفعة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك قبل فوات الأوان.

 نداء عاجل للتدخل

وطالبت شبكة أطباء السودان الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الحقوقية بفتح ممرات إنسانية آمنةلإدخال الغذاء والدواء والوقود إلى المدينة، ومحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين وارتكاب انتهاكات جسيمةترقى إلى جرائم حرب.
وأكدت أن استمرار الحصار يعني ببساطة “موتًا بطيئًا لآلاف الأطفال والعائلات داخل المدينة المنكوبة”.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا