تصريحات مثيرة لخالد سلك حول حوار الفريق العطا

رصد : الجمهورية نيوز

نشر القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية تقدم خالد عمر يوسف بوست على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قال فيه : لقاء الجنرال ياسر العطا في تلفزيون السودان كان يصلح أن يكون مادة كوميدية لولا أن البلاد غارقة في تراجيديا الحرب وأحزانها التي لا تنتهي .. لا تملك أثناء مشاهدة اللقاء إلا أن تشعر بالأسى على حال البلاد، وبالقلق العميق طالما كانت هذه هي رؤى وأفكار أحد الذين يتخذون فيها قرارات مصيرية تتعلق بحياة الناس ومعاشهم.

 

ظهر الجنرال مرتبكاً للغاية وظل يرسل رسائل يناقض بعضها بعضاً، فهو تارة يتهم الحرية والتغيير وتقدم بأنهم من اشعلوا الحرب ومن يشكلون غطاءً للدعم السريع، ومن ثم يسارع ليناقض نفسه ويقول أن ٩٥٪؜ من مستشاري الدعم السريع من عناصر المؤتمر الوطني وأن الضباط المنتمين للنظام السابق الذين احيلوا للتقاعد بعد الثورة تم استيعابهم في الدعم السريع، بل يذهب بعيداً ويقول ان الدعم السريع والحركة الاسلامية هما ذات الكيان حين تعليقه على حادثة مسيرة جبيت !! فأي الإدعائين صادق يا سعادة الجنرال؟!

 

حديث العطا يكشف عمق الأزمة التي تعانيها المؤسسة العسكرية وهي تتحدث في السياسة والاقتصاد والمجتمع وتقوم بكل شيء سوى مهامها التي وجدت من أجلها وهي حماية أمن البلاد والعباد. هذه الأزمة منعت الجنرال من الاعتذار عما ذهب له سابقاً حينما كان يروج لقصر أمد هذه الحرب منذ بدايتها، ابتداءً بنظريته الشهيرة حول حرب ال ٦ ساعات، والتي طورها لاحقاً لاسبوع اسبوعين، ومن ثم توكل على الحي الدائم وقال انها قد تستمر ١٠٠ عام. هذه الأعوام المئة يا سعادة الجنرال يدفع ثمنها كل يوم مواطن فقد أمه وابيه واخوته يبكي عليهم دماً ودموعاً ولا شيء يعوضه فقدهم، هذه الأعوام المئة تعيشها كل ساعة مواطنة تقطعت بها السبل في منافي اللجوء والنزوح لا تعلم كيف تحصل على قوت يومها، هذه الأعوام تدفع ثمنها اجيال تحرم من التعليم والعلاج وتقف على شفا حفرة من مجاعة شاملة، لا تحس انت بآلامها بل تستمتع بالضحك أعلى هذا الحطام الذي صنعته بأيديك.

 

اتهم الجنرال قادة الحرية والتغيير وتقدم بالعمالة والخيانة، وهو ذات من خرج للإعلام من قبل وشهد لهم بالنزاهة وعفة اليد واللسان. يعلم العطا تمام العلم أن من يتهمهم هؤلاء لا أرصدة لهم في البنوك ولا منازل ولا عقارات امتلكوها طوال انشغالهم بالهم العام، فلينظر العطا حوله ليرى حلفاء واصدقاء اليوم وهم يرفلون في مال فسادهم الذي تجلى في ارصدة دولارية وشقق وعقارات في عواصم الاقليم والعالم. يعلم العطا ان من تقلدوا المواقع خلال عامي الانتقال دخلوا اليها وخرجوا بأيادي نظيفة لم تمتد على مال أو نفس. هذه حقائق لا يستطيع كائن من كان أن يغيرها بإطلاق الأكاذيب هنا وهناك.

 

لسخرية الأقدار يعاير الجنرال قادة الفترة الانتقالية بالفشل في إدارة البلاد! حين شارك العطا في انقلاب ٢٥ اكتوبر كان السودان ينعم بسلام شامل سكتت فيه أصوات البنادق في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق عبر عمليات سلام شامل جاءت نتاجاً لثورة ديسمبر المجيدة. كان السودان حينها فك حالة عزلته الدولية وخرج من قائمة الدول الراعية للارهاب وتولى رئاسة منظمة الايقاد ومثار احتفاء العالم في محافل عالمية خصصت للاحتفاء بنجاحات سودان الثورة كمؤتمر باريس وبرلين. انهى السودان عقوداً من الديون ليحصل على اعفاء كامل، وتحسنت حالة اقتصاده بصورة مضطردة وازدهرت قطاعاته الانتاجية لا سيما القطاع الزراعي. انتهى كل ذلك بانقلاب ٢٥ اكتوبر الذي شارك فيه العطا ليحيل السودان لخراب شامل .. حرب في جميع ارجاءه .. ذلة ومهانة لشعبه .. لجوء ونزوح .. انهيار اقتصادي .. وتحول السودان لنموذج في الفشل والكوارث بفضل إدارة العطا ورفاقه، فعن أي فشل يحدثنا الجنرال!؟

 

أقوال الجنرال ليست مثار نقدنا نحن فحسب، فخروجه عن النص وتفوهه بكل ما هو خارج أحرج حتى رفاقه، وها هي الحلقة التي تحدث فيها تتعرض لمقص الرقيب لتقطع حديثه عن تسلحهم وتحالفاتهم العالمية وادعاءاته عن محادثات البرهان ورئيس دولة الامارات. من قطع هذا الحديث من الحلقة بعد بثها في الترويج الاعلامي ليس من معسكر اعداء العطا بل من معسكر اصدقائه، فأي شقاء يسببه الجنرال للصديق قبل العدو كلما امسك بيده المايكرفون.

 

ختاماً اتمنى من الجنرال ياسر العطا أن ينظر حواليه ليرى حجم معاناة الشعب السوداني من حربهم هذه، وأن ينأى عن السير في هذا الطريق العدمي. بلادنا تتمزق وتنزف دماً ولا تتحمل هذه الأفعال والأقوال، اقولها له بكل صدق، لا زال بالامكان انقاذ ما تبقى من وطننا المحطم، وذلك باختيار الذهاب للمفاوضات لوقف الحرب الآن قبل الغد .. اصدقك القول يا سعادة الجنرال لا شيء يستحق هذا الدمار .. تحدثت كثيراً عن الحكم والسلطة .. “حريقة في السلطة” التي تدمر أغلى ما نملك وهو الوطن .. اوقف الحرب اليوم واعيد الأمر لشعب السودان فهو أدرى بإدارة شأنه ولا ينتظر وصاية من أي شخص مدني كان أو عسكري.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا