تكتب الجمارك السودانية: بشريات منتظرة رغم الصعاب

*تكتب الجمارك السودانية: بشريات منتظرة رغم الصعاب*

متابعه/ الجمهوريه نيوز:

لاشك ان الادوار التي تقع علي الهيئة السودانية لقوات لجمارك علي امتداد اداراتها علي مستوي الولايات او علي مستوي الرئاسة ـ ادوار عظيمة ومواجهة بجملة من التحديات التي تتطلب ان تعمل الهيئة علي تذليلها من خلال الادوار المنوطة بها او التنسيق والتعاون مع الجهات ذات الصلة وان امتدت الي خارج البلاد في اطار تحقيق المصالح المشتركة وحماية اقتصاد البلاد من اي مهددات .

بطبيعة السودان الجغرافية واراضيه الواسعة الشاسعة وانفتاحه علي عدد من الدول في ظل صعوبة الرقابة والسيطرة علي هذه الحدود وضبطها ـ واجهت الجمارك اشكاليات عدة حتي وصل الامر الي ان تقدم الارواح وتفقد العتاد بسبب هذه الحدود وحمايتها من المخربين خاصة الفئات النشطة في عمليات التهريب بانواعه المختلفة سواء كانوا افرادا او جماعات منظمة لاسيما تلك التي تتخذ من الاراضي االسودانية معبرا لسواءتها.

وفي ظل الاوضاع التي تشهدها البلاد منذ منتصف ابريل من العام الماضي فان رئاسة الجمارك تعتبر من اكبر المؤسسات السودانية التي طالها التخريب ليس علي مستوي بنياتها التحتية وحدها وانما علي مستوي المؤسسات والجهات الاقتصادية الاخري التي كانت تشكل رافدا مهما للايرادات ومن ثم دعم خزينة الدولة اضافة الي ذلك عمليات السلب والنهب وتهريب ممتلكات البلاد الي الخارج في ظل صعوبة توفير الامن والحماية المطلوبة حينها .

هذه الوضعية جعلت من هذه الادارة وماينتظرها ان تعمل فكرها اولا في كيفية الحفاظ علي ماتبقي من ثروات البلاد وحمايتها ومن ثم وضع الاليات المناسبة التي تساعد في عملية ضبط العمل الجمركي وكل مايتعلق بمكافحة التهريب من خلال تفعيل القوانين ووضع الخطط التي تحقق النتائج المرجوة ليس اقتصارا علي الجمارك وحدها وانما الجهات ذات الصلة .

ومع ذلك كان ادراك الدولة ممثلة في وزارة الداخلية ومن ثم مجلس الوزراء ويسبقهم المجلس السيادي منحت بعضا من الصلاحيات لهذه المؤسسة في ان تمضي بخطي متسارعة نحو تحقيق حماية الامن الاقتصادي والوقوف سدا منيعا امام اصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون الاوضاع التي تمر بها البلاد للاصطياد في المياه العكرة.

هذه التحديات ومن بينها ماتم بشان اعادة انظمة العمل اليكترونيا وتحقيق الربط الشبكي مع عدد من الجهات ذات الصلة فان الخطي ماضية اضافة ترتيب البيت من الداخل واجراء بعض التنقلات بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب الذي كانت نتائجه واضحة علي مستوي الاداء فضلا عن توفير بعض معينات العمل اللوجستي التي تسرع من تنفيذ كل ماهو مطلوبا فنيا واداريا وميدانيا رغم ان الجمارك لها سهم واضح في معركة الكرامة وقدمت عددا من الشهداء من منسوبيها من ضباط وافراد.

وللوصول الي هذه الغاية كان لابد من الاهتداء الي ماهو يعين في ان تتفق معظم الجهات ذات العلاقة بعمل الجمارك لوضع خطة شاملة تكون هي السبيل للوصل الي الاهداف المنشودة عبر اقصر الطرق مع( الجودة) ،

فكانت ورشة مكافحة التهريب الجمركي التي نظمتها وزارة الداخلية بولاية البحر الاحمر تحت شعار( التهريب الجمركي خيانة للوطن وتدمير للاقتصاد ) بمثابة الضالة التي يبحث عنها الجميع خاصة وان الجهات التي شاركت في هذه الورشة ،

وماتم التداول فيه خلال يومين مثل(بيت القصيد) فضلا عن الاهتمام والمتابعة التي وجدتها هذه الخطوة من الجهات العليا للدولة ممثلة في مجلسي السيادة والوزراء والاهتمام والمتابعة اللصيقة من السيد المدير العام المكلف لقوات الجمارك اللواء صلاح احمد ابراهيم تحت اشراف السيد وزير الداخلية خليل باشا سايرين. وحتي تتم الاستفادة القصوي من مخرجات الورشة وتوصياتها فالامر يتطلب تشكيل عدد من اللجان الفنية التي ستبحث عن جزئيات هذه التوصيات ،

وتصنيفها حتي يسهل تنفيذها ومتابعتها. ويري مراقبون ومختصون ان الورشة شخصت مهام الجمارك ومهددات التهريب بانواعه واساليبه التقليدية والحديثة مما يعني الاسراع في طرق مداخل العمل لخدمة البلاد وتحقيق المتطلبات مع وجود الكثير من الامال المنتظرة بما سيدعم الاقتصاد السوداني والانفتاح نحو العالم والاستثمارات وتنفيذ المشاريع الحيوية في فترة مابعد الحرب.
عادة ماتكون المناطق الساحلية والبحار مسرحا لكثير من المخالفات القانونية واستخدام الطرق والاساليب المتعددة لتنفيذ عمليات التهريب.

وظلت منطقة الساحل بولاية البحر الاحمر شاهدة علي يقظة مدير إدارة مكافحة البحر الاحمر ممثلة في العميد شرطة عباس دينار واركان سلمه تم احباط عمليات تهريب كثيرة في وقت ظن فيه المهربون بان الدولة واجهزتها منشغلة بمعركة الكرامة ،

فهذا لايمنع بان تقوم كل جهة خاصة قوات الجمارك ومكافحة التهريب بمسئولياتها تجاه هذه الانشطة الهدامة والتي قد تكون سببا في تهديد امن الدولة خاصة تهريب السلاح والعتاد الحربي الي المليشيا المتمردة او تهريب ممتلكات البلاد والمواطنين . فمعركة الكرامة التي ساهمت فيها قوات الجمارك لاتعني المواجهة بالسلاح فقط وانما هنالك ساحات اخري يدخل العمل فيها

في اطار معركة الكرامة. وعلي سبيل المثال لا الحصر جلمة الانجازات التي حققتها قوات الجمارك خاصة خلال الفترة الاخيرة والتي تولي فيها المدير العام للجمارك اللواء صلاح احمد ابراهيم مسئوليات الادارة ،

حيث وقف برفقة والي ولاية البحر الاحمر الفريق مصطفي محمد نور وقائد منطقة البحر الاحمر العسكرية وعدد من القيادات ـ وقفوا علي ضبطية الاسلحة المتنوعة التي احبطتها قوات مكافحة التهريب كاكبر مهدد للدولة وامنها ، فمثل هذه الانجازات ليست مقتصرة علي ولاية البحر الاحمر وانما تمت في معظم الولايات الاخري. وتاتي في اطار رفع الحس الامني والتصدي لكل المهددات الامنية والجرائم التي تهدف الي زعزعة الامن في البلاد.

وفي جانب اخر لايقل اهمية عن سابقه والمتعلق بابادة الممنوعات التي يتم ضبطها خاصة مذهبات العقل حيث تمت ابادة كميات كبيرة من المخدرات المختلفة والتي تم ضبطها بواسطة قوات مكافحة التهريب بالبحر الاحمر بقيادة العميد شرطة عباس دينار وذلك بعد اكتمال كافة الترتيبات والاجراءات القانونية والتي بلغت 678 كيلو جرام من مخدر الايس و33 الف حبة كبتاجون و4 كيلو جرامات هيروين و65 كليوجرام كوكايين و2 كيلو جرام حشيش افغاني وجوال من مخدر الشاشمندي زنة 15 كيلو جرام .

وتعتبر هذه الضبطية من الضبطيات الكبيرة مؤخرا التي يسعي من خلالها المهربين الي تدمير الشباب وتخريب الاقتصاد. وفي ملحمة ابادت الجمارك اكثر من(700) كيلو جرام من المخدرات المتنوعة. وتعتبر هذه الكمية كافية لان تذهب بعقول معظم شباب الوطن اذا عرفت طريقها الي اصحابها دون توقيفها.

ومن هذه الشواهد يتضح لنا ان السودان مستهدف من قبل تامر ومخطط كبير يهدف الي تدمير بنيته الاساسية وهو العنصر البشري وضياع الاجيال ومن ثم امكانية السيطرة عليه من خلال اغراق المجتمع بالمخدرات وكل مايفسد ويذهب بالعقل والعادات المجتمعية السمحة وثوابت الدين. وتحقيقا لمطالب حفظ الامن المجتمعي وحماية البلاد من مختلف المهددات

شرعت قوات الجمارك بقيادة اللواء شرطة صلاح محمد ابراهيم في ترتيب بيتها الداخلي بمايمضي للاحسن واستطاعات وفق خطة مدروسة واحتياجات مطلوبة تعمل علي تامين ساحل البحر الاحمر عبر طائرات الاستطلاع( الدرون) وزيادة المعينات اللوجستية التي تمكن من سرعة الوصول او المتابعة لكل مايحدث ،

وبهذا القدر نستطيع القول بان ادارة الجمارك وعبر وزارة الداخلية تمضي بخطي ثابته رغم التحديات الي غاياتها والتي تمتد ايضا للانفتاح نحو الادارات الاخري والمؤسسات ذات الصلة، فطرقت الجمارك ابواب جهاز تنظيم شئون العاملين بالخارج بهدف تطوير الشراكة بين الجانبين بما ينعكس علي تجويد الاداء وسرعة الاجراءات وخدمة المغتربين والايفاء باستحقاقات المغتربين والدولة فيما يتعلق بالاستثناءات الممنوحة للمغتربين. اضافة الي هذا الانفتاح

وفي اطار تفعيل اوجه التعاون مع المؤسسات الوطنية الاقتصادية كانت التفاهمات مابين قوات الجمارك ومؤسسة جياد للصناعات الهندسية عبر مديرها التنفيذي عبد الله عبد المعروف ومدير هيئة الجمارك اللواء صلاح محمد ابراهيم ـ التي قادت الي كثير من اوجه التعاون خاصة وان جياد تمثل مرتكزا اساسيا للعديد من الاعمال المتعلقة بالجمارك خاصة عبر المدخلات علاوة علي ان جياد رغم تعرضها للتخريب والتدمير الممنهج من قبل مليشيا ال دقلو المتمردة قادرة علي النهوض بعزيمتها الوطنيية وارادتها الحقة لاستكمال مشروع النهضة مع مؤسسات الدولة الاخري.

فالجهود المبذولة هنا وهناك ومتابعة العمل ميدانيا تاكد بان كافة منافذ طالبي الخدمة مستقرة مع الاستمرارية في حماية الاقتصاد عبر مكافحة التهريب والحد منه . ويقع علي منسوبي قوات الجمارك دور متعاظم لتامين هذه الجوانب رغم الظروف المعلومة التي يعملون فيها الا ان واجب الوطنية والمسئولية اكبر لسد الثغرة الاقتصادية مع الاخرين في ميدان الكرامة. واستطاعات الجمارك رغم التعقيدات ان تفي بما عليها من ربط مقرر لهذا العام رغم تقليص مساحات عمل نوافذها في الولايات التي تاثرت بالحرب بل استطاعات ان تسير عددا من القوافل العلاجية الي الولايات.

ومن منطلق اهمية متابعة العمل وفق الخطط الموضوعة ومعرفة سير تنفيذها ظلت قوات الجمارك تعقد اجتماعاتها الراتبة بصورة منتظمة بحضور مختلف مديري الادارات العامة والدوائر. وخص الاجتماع رقم (8) برئاسة مدير عام قوات الجمارك اللواء صلاح محمد ابراهيم جلسته بمناقشة تقارير الاداء المالي والتراكمي والتقرير الاداري الخاص بقوات الجمارك ،

خلال الفترة الماضية حيث وضحت التقارير المجهودات الكبيرة والضبطيات التي تمت في مختلف الولايات خاصة ضبطيتي الذهب والسلاح. كما ناقش الاجتماعى اليات العمل المطلوبة لترقية اداء قوات مكافحة التهريب في الفترة القادمة اضافة الي الاداء بالمحطات الجمركية. ويمكن القول ان الاجتماع اطمان علي الاداء مع الاشادة والتاكيد علي اهمية تضافر الجهود وتجويد الاداء.

مدبر عام قوات الجمارك سجل صوت اشادة باداء جمارك ولاية الخرطوم وذلك من خلال التنوير الشهري الذي يقدمه لقواته مما يعطعي هذا الامر دافعا لمواصلة التطور تحقيقا للاهداف المرجوة من حيث تحقيق الايرادات وحماية الاقتصاد وصيانة المجتمع بالحد من انتشار التهريب.

ويذكر ان ادارة جمارك ولاية الخرطوم قد باشرت تنفيذ مهامها وواجباتها مع القوات المسلحة وقوات الشرطة والقوات النظامية الاخري والتي اسفرت عن ضبط عدد من الضبطيات. وفي الجوانب الانسانية وتقديرا لجهود الذين بذلوا الغالي والنفيس من اجل الوطن واعترافا بادوارهم جاءت زيارة مدير الجمارك لعدد من قدامي الجمركيين من الضباط وضباط الصف بالمعاش منهم اللواء(م) عبد الله عباس رملي والعقيد(م) عبد الله حامد شيكاي والمساعد(م) محمد عبد اللطيف عثمان والمساعد(م) احمد محمد مصطفي.

هذه الزيارة التي رافق فيها المدير العام لقوات الجمارك مدير الادارة العامة للتوجيه والخدمات ودائرة الاعلام والخدمات ودائرة الاستخبارات ـ

اتت في اطارالتواصل الاجتماعي والتواصل بين الاجيال ومن باب رد الجميل والوفاء لمنسوبي الجمارك السابقين الذين بذلوا الغالي والنفيس في خدمة الجمارك. وبكل هذه المعطيات فان قوات الجمارك يقع علي عاتقها مسئولية كبير وتحديات جسام في ظل التعقيدات التي تشهدها البلاد ومافية عصابات التهريب والذي تجاوز التقليدية الي العالمية حتي اصبح معضلة تشتكي منها كبريات الدول ،

وان التحدي الاكبر الذي يمكن ان يواجه هذه القوات التصدي للهجمة الممنهجة التي تستهدف السودان ارضا وشعبا وثروات وليس القضية معنية بها الجمارك وحدها ولكن هي مسئولية تضامنية يمثل فيها المواطن عاملا مهما في التصدي لهذه المؤامرات فالامن مسئولية الجميع وحفظ البلاد البلاد.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا