(جبل الداير) … نزوح وإنتهاكات ومجاعة ..!.

بقلم : إبراهيم عربي

 

 

تلقيت بالأمس صوت لوم وعتاب مقبولين من العمدة عثمان أوجان أبو زايدة والشاب أبوبكر يوسف أودن (فالشبل من ذاك الاسد ..!) إنابة عن أهلنا المنكوبين في وحدة إدارية جبل الداير ( المحمية القومية) المهملة التابعة لمحلية الرهد في شمال كردفان والتي تعاني نزوح ومجاعة حقيقية وصلت فيها ملوة الذرة (6) جنيهات أي تجاوز سعر جوال الذرة (150) ألف جنيه ..!.

 

مع الأسف الشديد سقطت (محمية جبل الداير) القومية مثل الحاجة الشاذة في شمال كردفان ، لم يرمش لها جفن (حكومة وجيشا وشعبا ..!) وقد ظلت تقاوم وتقاوم حتي إجتاحتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية ، ما يؤسف له حقا سقطت ضحية لتقاطعات عسكرية بين الفرقة (الخامسة) مشاة الأبيض (الهجانة) القريبة منها والفرقة (العاشرة) مشاة أبو جببهة التي تتبع لها ولذلك سقطت في حضن المليشيا منذ أبريل الماضي وقدمت أكثر من (150) شهيد معظمهم من المدنيين وعدد من الجرحي والمفقودين ..!.

 

المواطن لا يعرف هذه التقاطعات داخل الجيش وتبعيات وحداته فالجيش عنده جيش قوقو ..!، أينما جاء النداء كانت الإستجابة ..!، غض النظر عن المنطقة إن كانت تتبع للفرقة (الخامسة) أو (العاشرة ..!) ، وقد فشلت توسلات الدكتور يوسف أودون مستشار الوالي لنجدة أهله في جبل الداير تماما كما فشلت محاولات والي شمال كردفان عبد الخالق وداعة الله نفسه وهو رئيس لجنة أمن الولاية ..!، إذا لماذا تقاعست الفرقتان (الخامسة والعاشرة) ولماذا هذا التجاهل ولماذا عدم التنسيق والتعاون بينهما لإنقاذ منسوبيهم وبالتالي أصبح المواطن نفسه ضحية في نفسه وأسرته وممتلكاته بسبب هذه التقاطعات ونتساءل لماذا ..؟!.

 

جبل الداير (المحمية القومية) منطقة إستراتيجية فأصبحت تمثل خط إمداد للمليشيا الإرهابية من غرب وجنوب السودان للمناطق التي تسيطر عليها وهي تتخذ من الرهد وأم روابة المحتلتين مقرا لقياداتها ومنطلقا لتحركاتها وهي

منطقة زراعية خصبة غنية بمحاصيلها وثروتها الحيوانية كانت تمثل مكانا آمنا للناس لجأوا إليها من إنتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة وقوات الحركة الشعبية شمال (الحلو) المتمردة أيضا ..!.

 

أصبحت جبل الداير مكانا لتجمع سكان أكثر من (80) قرية حولها من المناطق الحدودية بين الولايتين (شمال وجنوب كردفان) بسبب الحرب المتطاولة ، نزحوا إليها يلتمسون الأمن والإستقرار ولكن مع الأسف إنتهكت قوات الدعم السريع حرماتهم فنزح معظم هؤلاء ، أكثر من (مائة) ألف نسمة ، نزح 70% منهم لأرياف محليات (أبو كرشولا والعباسية تقلي وغيرها) .

 

فيما نزح آخرون إلى (كرشوم) في الحدود بين الولايتين (شمال وجنوب كردفان) وهي آخر منطقة آمنة في إدارية جبل الداير نزحوا إليها عشما منهم في الأمن والزراعة لهذا الموسم ولكن مع الأسف الشديد هجمت عليهم مليشيا الدعم السريع الإرهابية الجمعة الماضية الخامس من يوليو قتلت منهم (7) من المواطنين وشفشفت آخر ما يملكون من ممتلكات وتراكتورات زراعية هربوا بها لهذه المنطقة ليتمكنوا من الزراعة ، وبل طردتهم المليشيا من المنطقة ليلحقوا بالآخرين في ظروف إنسانية سيئة وصل جوال الذرة فيها أكثر من (150) ألف جنيه بسبب الأمطار وإنقطاع الطرق لوعورة المنطقة ونفاذ ما بيدهم من قوت وفي ظل إنعدام السيولة، جبل الداير منطقة مقفولة طبيعيا في موسم الخريف حالها حال كل المناطق جنوب خور أبوحبل في محليتي شركيلا والرهد ..!..

 

الواقع أن بعض من أهالي جبل الداير نزخوا إلي (تندلتي وكوستي وسنار وسنجة وغيرها) فارين بأنفسهم وقد نهبت المليشيا كل ممتلكاتهم ومدخراتهم من محاصيل زراعية ونقود وذهب وسيارات ومواتر وتكاتك وآليات زراعية حتي مخزونهم الغذائي داخل المطامير والسويبات و(20) ألف رأس من البقر و16) ألف رأس من الضأن والماعز وتركتهم هكذا في حالة نزوح ومجاعة يضربون الأرض من مكان لآخر ..!.

 

وبالتالي لحقت جبل الداير بمصير الرهد وأم روابة وأصبحت مقررات آمنة لقوات الدعم السريع وقد جاءوا بأسرهم إليها وقد نزح منها المواطنين مكرهين فارين بأنفسهم وبالتالي يؤكد ذلك فشل آخرعشم لهم في الزراعة وعليه خرجوا جميعهم من الموسم الزراعي تماما كما خرجت شمال كردفان بكاملها عن الزراعة للعام الجاري 2024 ، وبالتالي تعاني أزمة إنسانية طاحنة بل مجاعة حقيقية بسبب نفاذ المحصول وحصار المليشيات وقفل الطرق بسبب الأمطار.

 

علي كل نناشد مجلس السيادة وقيادة الجيش خاصة ونناشد كل المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية وكل ذو ضمير إنساني بالوقوف مع أهل جبل الداير بسبب تعديات المليشيا ومثلها مناطق شركيلا وكل المناطق جنوب خور أبو حبل ،

وبالتالي نطالب المنظمات الإنسانية والحقوقية بالقيام بدورها وواجبها تجاه هؤلاء

المواطنين بجبل الداير الذين تعرضوا لأسوا أنواع الإنتهاكات من قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية ..!.

الرادار .. الخميس 11 يوليو 2024 .

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا