حصار الفاشر يدخل مرحلة حاسمة
متابعة - الجمهورية نيوز

حصار الفاشر يدخل مرحلة حاسمة
تتواصل مأساة إنسانية غير مسبوقة في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، حيث يعيش أكثر من 260 ألف مدني نصفهم أطفال تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ ما يزيد عن 500 يوم، وسط انقطاع تام للإغاثة والمساعدات الإنسانية منذ عام ونصف.
معركة الفاشر تحولت إلى رمز للصمود في الحرب السودانية، إذ تمكنت قوات الجيش والمتطوعون المدنيون من صد أكثر من 228 هجوماً متتالياً لقوات الدعم السريع، كان آخرها في أغسطس الماضي حين أصيبت المقاتلة العجوز مريم عبدالغفا (75 عاماً) بجراح خطيرة وهي تدافع عن موقعها بسلاح قديم، في مشهد يلخص ملحمة الدفاع عن المدينة.
وتقف إلى جانبها مقاتلات بارزات مثل سارة بخيت (43 عاماً) التي باتت أيقونة للمقاومة بعد مشاركتها في أكثر من 150 معركة، مؤكدة أن ما يدفعهن للقتال هو غريزة البقاء وحماية الأطفال من الاختطاف والقتل على أيدي المهاجمين.
الأوضاع الإنسانية داخل المدينة وصفتها منظمة اليونيسف بأنها “حصار من العصور الوسطى“، حيث لا طعام ولا دواء ولا وقود لسيارات الإسعاف، فيما تتصاعد المخاوف من وقوع كارثة مجاعة كبرى إذا لم يتم كسر الطوق العسكري.
خبراء عسكريون يرون أن سقوط الفاشر سيمنح الدعم السريع سيطرة كاملة على غرب السودان ويمثل تحولاً استراتيجياً في مسار الحرب، بما قد يؤدي فعلياً إلى تقسيم البلاد إلى نصفين.
ورغم التحذيرات الأممية، تكشف وثائق مسرّبة أن فشل المجتمع الدولي في إيصال المساعدات لا يرتبط فقط بالوضع الأمني، بل بتجاذبات سياسية دولية مثيرة للجدل حول أولويات التدخل.
في ظل هذا الوضع، يعيش سكان الفاشر ما بين خيارين أحلاهما مر: الموت جوعاً داخل المدينة أو القتل عند محاولة الهروب، لتظل الفاشر عنواناً للملحمة السودانية ومعركة البقاء الأخيرة في دارفور.
المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية

