حكايات التعديل الحكومي في القضارف .. محمد إدريس

=من أطرف حكايات التشكيل الوزاري بالقضارف التي لاتنسي في عهد أول وآخر والي جاءت به صناديق الانتخابات كرم الله عباس الشيخ قبل عقد من الزمان،وحينما ضنت الخرطوم بدعم الحكومة الولائية ذات المشاركة العريضة وهي بذلك تظن أنهاتقوم بتأديب “والي متفلت”قادثورة ضد المركز،وتحرم أهل الولاية الاغني من التنمية وابسط الحقوق في الحياة كمياه الشرب والمشاركة السياسية، حينها أقال” ابو الطاهر “وزراء حكومته وابقي علي المعتمدين فقط في محليات الشريط الحدودي القريشة والقلابات وباسندا،لاحقا تم استدعاءه عبر لجنة الراحل الشريف بدر بعد فشل مساعيها،ليسدل الستار باعفاء الوالي المنتخب والاتيان بمن يحافظ علي انسجام العلاقة بين الولاية والمركز!

 

 

=أول أمس أجري والي القضارف اللواء محمد أحمد حسن ودالشواك حركة تغييرات في حكومته املتها الظروف الراهنة،بمعطيات مختلفة عن عهد كرم الله عباس فالمركز الآن مشغول بإدارة معركة الكرامة وليس هناك حزب سياسي يمارس ضغوطات علي الوالي،ربما لهذه الأسباب وغيرها،بدت ملامحها تكنوقراطية بحتة دفعت بأصحاب الكفاءة الفنية وابعدت بعض الوجوه التي أطلت في عهد حمدوك وظلت إلي مابعد قرارات أكتوبر والحرب في مواقعها تتنقل بين المحليات والوزارات!

 

 

=وبقراءة سريعة للتشكيلة الحكومية الجديدة، يبدو أن ابرز عناوينها تكليف المهندس الزراعي عمار عبدالله سليمان بوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية باعتباره من الوجوه الجديدة القادمة من سوح المنظمات وعمل لفترة بوزارة الزراعة،مع وجود أصوات تعالت بأن هنالك درجات وظيفية أقدم منه،أما جابر بابكر لوزارة البني التحتية فتكليفه كان متوقعا باعتباره من قيادات الوزارة وعمل بالمحليات وهو ذات المنطق الذي يمكن ان يقال في الفاتح الصافي لوزارة التربية والتوجيه حيث كان مديرا للتعليم بمحلية الفاو وحقق فيها نجاحات يأتي ربما ليدفع بعملية استئناف الدراسة المتوقفة،وقد أسند الوالي بعد تعيينه بأيام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية للدكتور أحمد الأمين آدم الذي أعاده القرار إلي معهده القديم وسط ارتياح القطاع الصحي ..!

 

 

= ولم يكن مستغربا الابقاء في التشكيل الحكومي علي المعز يوسف بالمجلس الأعلي للشباب والرياضة ربما لفترته التي لم تكن طويلة وحفظ التوزان في قطاع كان في السابق ميدانا للصراعات،كذلك تجديد الثقة في الأستاذة نجاة محمد أحمد وبشهادة الجميع التي أبلت بلاءا حسنا في حفظ المال العام وتقييده وصرف مستحقات العاملين مع فتح آفاق الإستثمار لتصبح تجربتها جديرة بأن ترتقي إلي الحكومة الاتحاديةالتي تبحث عن أمثالها من أصحاب الكفاءة والنزاهة المهنيةوكذلك تمثيلا للشرق الغائب أبناءه وبناته عن حكومة تتخذ من بورتسودان عاصمة إدارية وتبخل عليهم بالتمثيل والخدمات الضرورية لأسباب غير معلومة رغم أجواء المصالحات التي تسود بين جميع المكونات الإجتماعية وبمافيها مكونات البجا عقب مؤتمرات كسلا واركويت وسنكات..

 

 

=أما عن حركة المدراء التنفيذيين كانت التنقلات روتنية للضباط الإداريين من محلية إلي أخري،عدا تسمية الجنرال قسم السيد بلة لبلدية القضارف ولاشيء يذكر عن بقية تنقلات الإدارات والمجالس غير اللفتة البارعة في إسناد أمرهيئة الإذاعة والتلفزيون لعبدالباري كافي الذي أنجز مؤخرا رسالة الماجستير في الإعلام وكافح ردحا من الزمان في الهيئة،وتعيين حمد الجزولي مستشارا للوالي لشؤون اللاجئين بتجربته الكبيرة وممايعنيه من إهتمام بهذا الملف المعقد وماتشهده الجارة إثيوبيا من نزاعات ..

 

 

= علي العموم يبدو التشكيل الحكومي خطوة في الإتجاه الصحيح واستجابة لنداءات التغيير

وان نسبها البعض للوبيهات “الملك والجباراب “..أولمجموعات ومطابخ في أماكن أخري،سرعان ماتتكشف الحقائق ويخضع الشارع هذا التعديل الحكومي للتقييم ليثبت القادمون جدارتهم واما سيلفظهم ويغلظ عليهم النقد في غضون أيام معدودة.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا