خارج الصورة  عبدالعظيم صالح  الصحافة والاستقلال..

تحتفل البلاد كما درجت العادة سنويا بالذكري(٦٩)لإعلان الاستقلال من داخل البرلمان..هي ذكري عزيزة وغالية وتأتي هذه المره وسط تحديات الحرب ومهدداتها التي تتوجه مباشرة لذلك الاستقلال المجيد الذي جاء بتراكمات ومجاهدات ودماء دفع ثمنها ذلك الجيل من الأجداد الذين تسلموا الراية من الاستعمار البغيض والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا جري لتلك الراية؟…

رابطة الصحافة الالكترونية حاولت البحث عن الإجابة من خلال تنظيمها لندوة إعتقد إنها جاءت متميزة من بين الاحتفالات التي بدأت أمس وتستمر حتي الأول من يناير يوم رفع راية علم الاستقلال من أعلي سارية بالقصر الجمهوري والتي حتما ستعود إلي مكانها قريبا عالية خفاقة علي مر الدهور والايام..

إحتفلت الرابطة بالذكري علي طريقتها الخاصة فقامت بتكريم الصحفي المخضرم عوض كيال من جيل الاستقلال والذي دخل للصحافة في العام١٩٥٤وعمل في صحف الصراحة ثم السودان الجديد وصحف بورتسودان التي صدرت بعد ذلك وقدم الاستاذ عوض لمحات واشراقات من ملامح تلك الأيام ودور الصحافة السودانية في معركة التحرير حتي تحقق الاستقلال..ثم قدمت الندوة الاستاذ ورئيس التحرير مصطفي ابو العزائم متحدثا عن الاشكاليات التي واجهت الاستقلال وابرزها قضية الوحدة مع مصر وقضية التهميش وقضايا ترسيم الحدود وتوقف عند والده محمود أبو العزائم وهو من الرواد الذين شاركوا في حراك الاستقلال وشهدوا رفع علم الاستقلال مؤكدا علي الدور الذي لعبته الصحافة في تزكية الشعور الوطني وتعميق الانتماء للوطن وهذا ما أشار اليه الأستاذ عبد القادر باكاش نائب رئيس الرابطة وقال قصدنا تسليط الضوء علي الصحافة السودانية ودورها في كشف جرائم الاستعمار وقال الحرب الحالية تعتبر من أسوأ الحروب التي عاشها السودان والخروج منها يعتبر ميلاد جديد للدولة السودانية.

الصحفي صلاح الكامل الذي أدار الندوة مبتدرا للنقاش وصف الحرب الحالية باللعينة وجعلت الاستقلال في المحك وتساءل هل هو استقلال أم إستغلال الآن؟ ووصف الأحزاب بالمعطوبة ودعا لضبط المصنع من جديد والتفريق بين معالم الخيانة والوطنية..

ودارت النقاشات حول ورقة البروفيسور معتصم احمد الحاج مدير جامعة أم درمان الأهلية والذي وصف الازمة السياسية بالعميقة وما يحدث الان من صنع أيدينا وقال نحن أمة لا تزال في طور التكوين ودولة اتفاقيات فكل مفاصلنا السياسية قائمة علي الاتفاقيات وشدد علي الحوار الوطني وقال لا مهرب منه…

وأخلص للقول بأنها ندوة إختارت زاوية مختلفة للنظر لمشكلة الحكم التي إستعصت علي الحل ولا زالت تنتظر…

فشكرا الرابطة وشكرا السر القصاص علي هذه الليلة في حب الوطن

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا