خارج الصورة عبدالعظيم صالح تاركو. صعود البحر..
قصتي مع تاركو قديمة..فقد نشرت قبل أعوام في صحيفة اخر لحظة قصة الرحلة التي أقلعت من مطار الخرطوم في طريقها للقاهرة وعند دخولها الأجواء المصرية ..عادت أدراجها للخرطوم وسط دهشة برج القاهرة..السبب قرار قائد الرحلة الكابتن محمد التلب بالعودة عندما تم إخباره بوفاة راكب مريض بالطائرة وبرفقته إبنته. قدر الطيار حجم المشقة وحالة البنات النفسية في هذا الظرف العصيب فقرر الانحياز للانسان داخله وعاد..
إنتشرت القصة ونالت تاركو والطيار وآخر لحظه حظها من الثناء والتقدير..وكسبت علي المستوي الشخصي صديقا عزيزا الأخ محمد التلب حفيد الفنان أبراهيم الكاشف..
تذكرت تلك القصة وأنا في طريقي لسواكن ملبيا دعوة تاركو لحضور آشراقة جديدة ومنتوج آخر لتاركو المحلقة في الجو حاملة إسم السودان ..
هذه المرة فضلت الشركة الابحار بين الامواج والدخول في عالم البحار من أوسع بوابة وهي تعلن انطلاقة وتدشين الباخرة الملكة ريماس في خطوة نوعية ورؤية متقدمة للانفتاح علي قطاعات النقل المختلفة ..وهي ليست باخره عادية فالبواخر تملأ البحار والمحيطات وأرصفة سودانيه بل هي رمز سوداني في البحر والذي كانت بواخره وأعلامه تجوب البحار قبل (شفشفة)سودان لاين وتصفية وبيع سفنها وإحواضها في جريمة لن تنسي رغم مرور كل تلك الأعوام…
في سواكن تم الاحتفال الأنيق علي ظهر الباخرة وهي إحتفالية كبيرة الحضور الرسمي والشعبي في فرحة تجسد أشواق السودانيين في انتهاء حقبة الحرب وإستشراف مستقبل النماء والسلام والازدهار باستثمارات طموحة وشجاعة تربط الماضي وبالحاضر والمستقبل بأيادي سودانيه تقهر الصعاب وتواجه التحديات بثقة وإيمان كبيرين..
خطوة الباخرة ريماس تعزز من دور وأهمية الناقل الوطني في الاستثمار الازرق الذي بات في عالم اليوم قيمة مضافة لاقتصادات الدول من حولنا وهو مجال سبقنا فيه الإقليم من حولنا وحتما سنعود بقوة رأيناها في عيون من شهد الاحتفال بميناء عثمان دقنة بسواكن التاريخ والحاضر..