دقلو يأمر بنبش قبر ضابط رفيع بالجيش السوداني
متابعة - الجمهورية نيوز

كتب كابتن احمد أرشد حمور.. اغتيال الشهداء مرّتين: حين ينبش الحقد قبور الأبطال قائلا: في مشهدٍ تهتز له الجبال وتبكي له السماوات، وردتنا أنباءٌ مؤلمة عن قيام عبد الرحيم دقلو بنبش قبر الشهيد البطل ياسر فضل الله، في قيادة الفرقة بنيالا. حادثة لا تشبه سوى عصور الظلام، حين كانت الأحقاد تطارد الأحياء وتمتد إلى أجساد الموتى.
إن نبش قبر الشهيد ياسر فضل الله ليس مجرد جريمة في حق فرد، بل هو إعلان حرب على الشرف والكرامة والتاريخ. فالشهيد الذي قدّم روحه فداءً للوطن، لا يُهزم بجريمة قذرة ولا يُمس مقامه بمعاول الغدر.
الشهداء أحياء عند ربهم، أرواحهم تزهر في سماء الخلود، وأسماؤهم تبقى منارات تهدي الأحرار، بينما يسقط الجناة في مستنقع الذل والهوان.
مهما بلغت يد الخيانة من جرأة، فإنها لن تغيّر من حقيقة أن دماء الشهداء تبني الأوطان، وأن قبورهم حكايات عزّ تتناقلها الأجيال. وقد كتبنا في وداع الشهيد ياسر فضل الله هذه الأبيات، لترتفع معه روح القصيدة إلى عليائه:
قصيدة: يا قبرَ ياسر
يا قبرَ ياسرَ، كيفَ تحتكَ مضجعٌ
لفتىً تعلّمُ أن العلا تهواهُ
يا قبرُ صُغ من طينكَ المجدَ الذي
تبكي النجومُ إذا مررتَ بثراهُ
قد جاء ياسرُ لا يهابُ من الردى
كالسيفِ، يشربُ في الوغى يمناهُ
ما خافَ جندَ البغيِ، ما هانتْ لهُ
روحٌ، ولا ذلّتْ لهُ خطواهُ
نامَ الشهيدُ على الترابِ مجندلًا
والأرضُ أزهرتِ الدموعَ بغزراهُ
قد نبشوهُ… ألا قلوبُ مظلمةٌ
غدرتْ، وما رَضيتْ سوى بسفاهُ
ظنوا بجهلٍ أن يذلوه جسدَا
أو أن يواروا المجدَ تحت رُفاهُ
خابوا، فما دفنوا سوى أحقادِهمْ
وتبددتْ آمالُهمْ بسناهُ
يا قبرُ، أخبرني: أما زالتْ يداهُ
تغفو على قسمِ البطولةِ شاهِداهُ؟
أما تزالُ دماؤهُ عند الثرى
تعطي الحياةَ لكلِّ من قد رآهُ؟
أما يزالُ نداءُ عزٍّ في الدُّجى
ينسابُ من صدرِ الشهيدِ نُداهُ؟
يا قبرُ، حدثني، فقلبي قاصرٌ
عن حملِ هذا الصبرِ مذْ أسماهُ
ياسرْ… سلامٌ عاطرٌ ما لاحَ صبحٌ
إلا وأسرجنا الدموعَ دعاهُ
نمْ، يا حبيبَ الأرضِ، فوقَ ترابها
نمْ، في ظلالِ المجدِ، نمْ في علاهُ
لو سارتِ الدنيا تنبشُ رمسكَ
لبقيتَ تاجَ العزِّ فوقَ جُباهُ
تُبعثُ أرواحُ الشهداءِ جميعهمْ
ويداكَ أعظمُ رايةٍ تُغشاهُ
قد علّمتنا كيفَ الطريقُ إلى العُلا
كيفَ الكرامةُ لا تباعُ بثراهُ
أن الشهادةَ رفرفٌ لا ينثني
أن البطولةَ تنبتُ في دماهُ
نمْ، في رضى الرحمنِ، أنقى سيرةٍ
طابتْ، وعطرُ الدهرِ فوقَ ثراهُ
تبقى، ويبقى الحقُّ بعدكَ شامخًا
وتفورُ من جمرِ الجراحِ دِماهُ
وسنمضي خلفكَ لا نُهادنُ خائنًا
نمضي، ونحملُ في الجراحِ لظاهُ
نبكيكَ يا ياسرْ، ولكنْ في الدُّجى
تُزهى دموعُ النصرِ في لقياهُ
يا قبرَ ياسرَ، كن مقامَ قصائدٍ
تحكي لنا أن الشهادةَ منتهاهُ
ختامًا، مهما بلغ الحقد مداه، لن تقدر كل قوى الظلم أن تطمس نور الشهداء. سيظل ياسر فضل الله خالدًا، وستظل ذكراه سيفًا مسلطًا فوق رقاب الخونة.
الخلود للشهداء… والعار للجبناء.
كابتن / احمد أرشد حمور
٢٠ ابريل ٢٠٢٥