د.خضر رمضان .. ما كل هذا النبل يا رجل؟
بقلم احمد جبريل احمد التجاني
دعيت لمرافقة وزير الزراعه بولاية كسلا الي مدينة حلفا الجديدة لتغطية تخريج دفعة اولي من قوات العمل الخاص التي ستؤمن حلفا
دعيت لمرافقة وزير الزراعه بولاية كسلا الي مدينة حلفا الجديدة لتغطية تخريج دفعة اولي من قوات العمل الخاص التي ستؤمن حلفا ومحلية نهر عطبرة وقد كان اداءا عسكريا متميزا ومتقدما نفذت فيه القوة مختلف التدخلات وابرز مافي البرنامج التفخيخ بالمتفجرات التي هزت ارجاء حلفا وقد اشرف عليها مقدم معاش من القوات المساحة وهو رجل يستحق التكريم من والي كسلا.
مادعاني للتحبير ان دعوة حلفا وجدت صدي في نفسي لان المدينة مسقط راس اسرتي كلها وقد ولد بها اشقائي الا انا اذ ولدت بمدينة ربك،اشقائي وشقيقاتي يجيدون (رطانة الحلفاويين) ، تشبع والدي بطباعهم واخلاقهم في هدوءهم وثورتهم لطفهم وظرافتهم ولاذع قولهم وسخريتهم من كل شئ،تربيت في بيت تتحدث فيه الوالدة عن نساء حلفا ، تجتر الذكريات مع شقيقتي عن قرية ١٢ التي كان لنا فيها دار وحياة قررنا ان نواصلها ان مد الله في الاعمار،الوالد لاتبرح حلفا وانسانها مخيلته،كل شي يربطه بها وبذكرياته،سالني د.خضر رمضان صادق وزير الزراعة بولاية كسلا والعربة تنهب بنا اسفلتا مهترئا سيئا تفرع تجاه الغرب من طريق كسلا القضارف تجاه حلفا عندما قلت ان والدي عاش اغلب عمره وانضر ايام صباه وشبابه في حلفا ، ابن من انت ؟ سالني د.خضر قلت ابن جبريل احمد التجاني،استدار الرجل من مقعده الامامي واحتضن يدي بقوة اجفلتني وقال لاحول ولاقوة الابالله انت ود جبريل احمد التجاني وانفتحت طاقة من التداعي الجميل والذكريات التي هيجت فيه شجونا وابهجته كما عبر لاحقا،احري اتصالا بوالدي بمدينة كوستي قال له معك خضر رمضان صادق،صمت الوالد برهة كانه يستجمع شتات الذاكرة ليصيح اوووووووو ود رمضان صادق ناس حلفا ياسلام وكرر ياسلام كثيرا وهي عبارة تخرج منه عندما يلامس الامر شغاف قلبه،هو وفي لحلفا واهلها لم ينسها ولم يصمت لسانه عن ذكرها ومنزله وعربته والحواشات (الحواشات لمن لايعلم هي مزارع القمح والعدسية والذرة وغيرها من المحاصيل) واصدقاءه فيها وكبارها ممن احتضنوه اول قدومه صبيا فتيا يافعا ووفروا له الماوئ والعمل ، تداعي د.خضر بالذكريات فقال ان الوالد جبرة اول من قاد حاصدة زراعية بمشروع حلفا الجديدة وكذلك وابور الحرث وانهم كانوا اطفالا يصعدون الي اعلي الحاصدة ثم ينزلقون عبر مسار جوالات القمح ويبتسم لهم الوالد دون ان (ينهرهم) او يغلظ لهم القول ، امتدح عطاءه ونشاطه واخلاصه في العمل اذ يفرغ من حرث عدة حواشات ويفرغ زملاءه من حراثة نصفها فقط بذات الوقت ، تحدث عن محبة والده الراحل للوالد وقد وثق حديثه الطيب عنه في تسجيل فيديو اختلسه الاحفاد من لحظة تداعي وفيض ذكريات للراحل رمضان صادق.
لقد شعرت بالفخر ووالدي يخلف سيرة عطرة بمدينة انسانها متعلم ومتحضر لايجامل،لقد انغرست حلفا في افئدة الوالد والوالدة وبقية اسرتي لارث منهم هذا الحب عندما رايتها وطوفت بشوارعها وزرت قريتنا قرية ١٢ حيث دلني الوزير خضر علي المنازل التي سكن بها الوالد وعن المكان الذي كان يقف فيه بصه وتراكتوره والدكان الذي كان يجلس به مع رفيق صباه الراحل عمنا عبدو خليل الذي ماتزال اسرته تقطن قرية ١٣ وبعض ابناءه بالولايات المتحدة.
حلفا في اسرتنا هي الاساس وهي الملاذ عندما تدلهم الخطوب تلجا الاسرة لذكرياتها فيها وتتقافز الابتسامات علي ثغورهم كانهم زاروا الجنة وخرجوا منها وحلفا التي رايت هي جنة.
خضر رمضان وزير ناجح ارباب و(هميم) ذو كاريزما يدير وزارة الزراعة بفقه الخبير الزراعي والمحسن الاجتماعي،الرجل يدير عدة وزارات في وزارة واحدة فالي جانب الزراعة لايغلق بابه امام محتاج او معدم لديه حس انساني رفيع رغم الصرامة التي تبدو علي محياه وفوق ذلك هو وزير اللطف والنكتة والمواقف الطريفة والتعليقات اللاذعة لاغرو فهذه طباع اهله وقد عايشتها في بيتنا طوال عمري من الوالد والوالدة مد الله في اعمارهما.
ذهبت الي حلفا كصحفي لتغطية حدث فاذ بي اعود محتشدا بالطاقة الايجابية وبفكرة العودة الي الجذور واستئناف رحلة العيش فيها واعادة الوالد الي ذكرياته وراحته النفسية في طرقات قرية ١٢،لقد وجدت نفسي ابن من ابناء ولاية كسلا بالاصالة ولي فيها ارث ومجد خلفه والدي وسط اهلها.
شكرا د.خضر رمضان علي تلك اللحظات الندية التي بذلتها لنا بسخاء يشابه سخاءك تجاه الفقراء والمساكين فقد صعدت الي سيارتك وانا فقير معدم من المشاعر الايجابية فاذ بي اعود واكاد (اطير في الفضاء محلق) فرحان جزلا.
شكرا للزميلة الاستاذة النبيلة انتصار تقلاوي العاشقة للصحافة،المبذولة لخدمة الزملاء والزميلات بلا من ولا اذي فقد اتحتي لي فرصة لاتقدر بثمن ولنا عودة الي حلفا باذن الله تعالي واي عودة.