عاصم البلال الطيب  .. جلسة العصف مع الفريق أول أمن مفضل

*الفورة

 

*والغضبة المضرية فى أشدها على جهاز الأمن والمخابرات الوطنى فى عام تسعة عشر وألفين ، بعد سقوط الإنقاذ بكل مسمياتها وتقلباتها ، مثلت قضاءً واقفا ، مدافعا عن أهمية الجهاز ، ولاحقا شددت بغير مقال من أزر مديره العام الحالى ، الفريق اول أمن مفضل ، لقيادة جهاز مقصقص الاجنحة منزوع الصلاحيات لبراررٍ آمنة ولعبور أسلاك المرحلة الشائكة ، والدفاع مقرون بدعوة لاتفاق ، على لحمة وسداة الجهاز واحتساب لحملات المناهضة أخذا ببنائها لمحاربة مواطن الخلل واستبدالا لصورة ذهنية تبديه حاميا للأنظمة وليس لأمن الدولة ، وقبول قيادته مهنيا وليس حتى سياسيا فى ظل انتقال ولا أصعب ولا أرجم ، يستدعى دعما وسندا لمن يتولى المنصب المرهق و الحساس ، وغير الجاذب ومخاطره اغرق ، والعين ينبغى تسليطها ، على سوءات تداعيات حل الجهاز بغرفتيه للأمنين الداخلى والخارجى عام خمسة وثمانين وتسعمائة والف ، والإعتراف بخطل وخطأ الخطوة من أبرز عرابى و قيادات إنتفاضة الإطاحة بنظام مايو وحكومتها فى منتصف سنى ثمانين القرن الماضى بعيد إنقلاب على الإسلاميين ومصالحة سبعة وسبعين ، والقرار الثورى الإرتجالى كما قصقصة اجنحة جهاز الامن بعد سقوط نظام الإنقاذ مختلف السحنات ، يفضى مقروءٍ بحالة الخلافات التاريخية الدائمة ، لإختلالات تتجلى فى حربنا الحالية ، و فى ضعف بنية الدولة السودانية ، وسهولة الإختراقات لهشاشة الجبهة الداخلية ، وزد أخطار المؤامرات الخارجية ، ومصيبتنا الأخرى وليدة سياسة الفورة التى ترتبط بسيرة مايو ، تأميم الإقتصاد تحت صرعة إشتراكية غير مناسبة للسودانية ، ونزف التأميم لازال نازفا وجرح الإقتصاد غائرا ، ويزيد من غوره تطبيق سياسة التحرير بلا تهيئة واحتساب ولات حين مناص*

 

*العصف*

 

*إستهللت فرصة مداخلة فى لقاء عصف بالمقترحات ، مع الفريق اول امن مفضل مدير عام جهاز المخابرات العامة ، المبدى منذ توليه المنصب إهتماما بالصحافة والإعلام وحرصا على الإستماع لمنسوبى قبيلته شيبا وشبابا ، ونشهد أن الجهاز حاليا لايمارس أية رقابة على الأداء الإعلامى ولا يفرض قيودا على حرية التعبير ، ويلجأ للقانون فى مواجهة من تتأسس حيثيات للإبلاغ عنهم لجهات الأختصاص ، ولنحو ساعتين إستمر اللقاء مع مدير عام الجهاز ، مقتطعا زمنها من حالة إنكباب يومى على ملفات حتى الساعة الثانية صباحا ، وهذا يشير لمغادرته الرابعة صباح عشية لقاء الملفات المتعددة والتى توازى فى أهميتها كافة الملفات داخل مكتب المدير العام .عند إستقبال مقر اللقاء بالفريق أول امن مفضل ، إجتمعنا خمستنا والليل يمسى ، وسادسنا عادل سنادة عرابا للقاء الدكتور عبدالملك النعيم والأستاذين عبدالعظيم صالح وعابد سيد أحمد وشخصى بمدير عام جهاز المخابرات العامة ، ودفعة أخرى ، وتعقبها دفعات إعلامية وصحفية غير سياسية وإقثصادية وإجتماعية وثقافية ورياضية ومجتمعية ، للقاء مسؤول الأمن والمخابرات الأول ، سيرا على سياسة انفتاح الجهاز على الكل المنتهجة منذ سنوات ، محاولة لتغيير صورة ذهنية ولتعديل طبيعية الأداء بما يواكب المتغيرات*

 

*الإمتصاص*

 

*اللواء أبوعبيدة مديرة إدارة الإعلام ينتظرنا ، وقبل الدخول للمدير العام ، قضينا فى معيته وقتا متسامرين إحساسا بالأريحية حد إطلاق القفشات وسط ضحكات مجلجلات ، صورة أهمية عكسها للمقاربة مع الوضع قبل الإنفتاح ، وحالة من الصمت والوجوم واحساس بالتوجس والترقب يجتاح حتى الزائر المنتظر فما بال المستدعى والمعتقل ، ومرد ذلك الإبقاء على سياسة الأبواب الأمنية مغلقة ردحا من الزمن ، مع تنامى صور لأشباح وكوابيس إثر تمدد لقصص متداولة ، الجهاز قوامه سودانيون فيهم بالضرورة من يصلح ومن يطلح ايا هى السياسات الأمنية المنتهجة ، وتثبت الآن آليات الإنفتاح وبروز إسم الجهاز وراء عدد من الفعاليات والمناشط فوق مهامه الأصيلة ، نجاعة فى تغيير صور ذهنية مرسومة بعناية وإن تقاطعت مع أدوار للجهاز لن ترضى الجميع فى كل الأحوال والأوقات ، وبالطبع بعضها تصاحبها ممارسات وسياسات لتقديرات خاطئة إما من كلية الجهاز او بعض أفراده ، وهذه يحكم فيها ويفصل قانون اردع من السائر على المدنيين ، وسجل الجهاز حافل بمحاكمات بعضها معلن وآخر يلاحق به داخليا كل مخالف ومتقاعس عن أداء الواجب كما هو الحاصل من بعض منسوبى الجهاز أثناء الحرب ، والذين سيجابهون باحكام ضدهم حضوريا وغيابيا وفقا لقوانين الحساب والعقاب الحاكمة ، والمُتشدد فيها بعد إستعادة الصلاحيات المنزوعة سياسيا ، بقانونية مصاحبة صارمة تجعل من التنفيذ بلا احتساب ، مقصلة للممارسات الخاطئة ، فالجهاز مطالب بالتوازن ليسهم فى إستقرار الحكم بعد انتقال صعب لصالح الدولة السودانية ، ولهذا كما يؤكد الفريق اول مفضل ، يسعى الجهاز ، الذى يلعب أدورا كبيرا فى امتصاص تداعيات وآثار الحرب ، ويمدد بأيادى العون للنازحين واللاجئين بسبب الحرب وغيرها من الأسباب ويسهم الآن بالتعاون فى امتحانات الشهادة الثانوية*

 

*الشح*

 

*طائفة من الملفات تنبسط فى طاولة عصف المقترحات امام الفريق مفضل ، تتدافع من قراءات صحفية وأخرى ميدانية فيها السر القابل للطرح فى الدوواين ، والجهر للنشر على رؤوس الأشهاد ، بهدف التشارك لوضع الحلول وتوسيع الدوائر ، وأفضت فى مداخلتى فى هم الإبقاء على الوطن ، وتقديمه على ما سواه ، يشجعنى إصغاء الفريق أول أمن مفضل بإرخاء السمع وتركيز البصر ، إحتراما وتقديرا مطلوبا للإستماع لكل السودانيين من يؤمنون على طرحنا ومن يرفضون وحتى يستنكرون ، ومعتاد عن الرجل التعقيب بكلمات محدودات ، قمتها ومنتهاها الحفاظ على السودان وتوحيد الجهود بغية الوصول لصيغة بالإجماع للإحتكام للشعب فى كيفية إدارة شأنه العام ، تبارينا جميعنا فى هموم العمل الإعلامى الداخلى والخارجى بكل الوانه واشكاله بغية الإصلاح وخدمة المواطن دون إقصائه فى عصر سطوة إعلامية غير مسبوقة ، تستدعى التفكير لتعديل طبيعة العمل الإعلامى برمته وإحداث تغيير شامل فى المفاهيم على غرار ما يجرى فى العالم منذ إجتياح كوفيد كورونا التاسع عشر ، وفرق كبير بين إضاعة الوقت لإستعادة إعلام ما قبل الحرب كما هو و بين التفكير فى تصميم آخر مختلف وفقا لمتطلبات الأزمة الحالية التى لاتحتمل الحديث عن إعلام تقليدى وتقنى عطفا على نواقل ووسائل الخدمة إنما المحتوى صلب المهنة ، إذ ليس مهما الآن نوع وسيلة النقل إنما مدى تأثيره فى الشركاء وأصحاب المصلحة ، وفى جلسة العصف إلى الفريق أول أمن مفضل ، القاسم المشترك الاتفاق على أهمية دعم تعدد الوسائل الناقلة وتنيوع الطرائق والمحتويات ، ويبدى الجهاز إستعدادا كاملا للإسهام فى شراكة قومية لتوسعة مواعين العمل الإعلامى والصحفى ووفقا لمهامه فى تعزيز الأمن القومى والإستقرار ، وتتبدى هذه الشراكة من لواء إدارة الإعلام بكلمات محددات ، جراء رصد للإعلام الفضائى متسيد الموقف ، وعلى حد وصف اللواء ابوعبيدة أصبح كل مواطن منفردا فى عالم اليوم مؤسسة يكتب ويغرد كما يشاء ، ويشير اللواء وعن رصد لما يصفه بشح الإعلاميين السودانيين ، فى البروز المستمر والمنتظم فى منصات أشار إلى بعضها ، ليملأ الفراغ غيرهم بالهوى والغرض ، والإشارة للفت الإنتباه الإعلامى و لم تكن مقابل إتهام ، يثار مثل هذه الجلسات للجهاز بكبت الحريات ، و ابواب التعبير مفتوحة على مصراعها ، إلا لمن يأتى بتكرار باخبار ومعلومات مضللة تمس وتضر بالشأن العام العائر غير الناقص شحطة سوط

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا