عاصم البلال الطيب يكتب .. “الرحمتتات

لقطات

 

المصورون الفوتغرافيون ، يحملون الإنسانية لقطات فى عدسات العيون ، فيرون الآخرين وينسون الأنفس فى غمرة سعادة الدنيا والناس ، لم تحجبنى معاصرة أسماء فخيمة فى عوالمهم ، من الغوص فى اعماقهم والإلتفات لفرادة فى عدسات أعينهم مخبوءة ، على مر أربعة عقود من الزمان ، تعاملت مع جهابذة فن التصوير واساطين تخير إرتكاز اللقطة، نجوم وكواكب منثورة بلا إنتظام ، فى ألبوم ذاكرة تتبعى لحبهم وشغفهم ، لإلتقاط الصور وحرصهم لتكون بكل الابعاد ومن كل الزوايا الأجمل بالضحك والأبتسام ، يوثقون لأوقاتنا الكبيرة والصغيرة ولأحداثنا المثيرة الصرورة العبوسة و لافراحنا واحزاننا ، ونجاحتنا ويخففون علينا من خيباتنا وعثراتنا وحربنا هذه ، وليت بيننا وبينهم ، من يهب موثقا لجاهورى عدسة الكاميرا ، أخير الراحلين الارقام قريبا بنهر النيل لاشك حزينا والسودان محروب ، مصورا مبدعا ومصمما ، وأذكر خطفا ممن مروا على شركة اليوم وصحف أخبار اليوم والدار وقوون والأوائل والدائرة وفنون ومجلة الزمان ، محمد زين ورضا حسن وفضل ومحمد الأمين بخيت ومصطفى حسين ومحمد إسماعيل وسحرى وآخرين جديرين بالتوثيق ، منهم من إرتحل ومن ينتظر مقيما ونازحا ممسكا بكاميراه موثقا ، ودون المصورين الصحفيين والإعلاميين ، مبدعو الإستديوهات ، نواة النقلة الكبيرة فى فن التصوير الثابت والمتحرك لمختلف المناسبات ، تراهم لا حسا ولا خبرا فى نص الدائرة يشقون للتوثيق والصفوف يشاققون ، والتصوير تحفه المخاطر عند الازمات والنكبات والحروبات ، و لطبيعة المهنة المختلفة ، المصور دقيق فى التفاصيل والملاحظات، ينبهك قبل لقط الصورة للإبتسام وللوقوف باستقامة فى مواضع وكما تشاء فى غيرها ، ويلفتك حتى لزرار قصى فى غير موضعه أو مقطوع حرصا على الصورة المثلى ، والمثالية تتبدى فى اتخاذ اللقطات الصعيبة والحزينة وتوخى الدقة و الحذر لتشهد الصورة بالإنابة عن شخص أو حدث ومناسبة وتنطق كأنه ، فتبدد شكا هنا وتعزز حقا هناك، وتنهض دليلا للقطع والحكم أحيانا*

 

 

*رسالية*

 

*ومثالية المصورين هى رسالتهم ، التى يتبادلون حمل تركتها الخفيف باوزان البشر ، الثقيل فى تلك الموازين التى لا يهضم مع حق ولا يعبث فيه بعدل ، فلا فسحة للتطفيف ، مصدق ، مصورى اليوم ومثير محبتى ومهيج ذكراى ، يوثق لأداء وزارة الصحة وهيثمها الأمين عليها وزيرا مختلفا ، يؤدى مهامه بسلاسة إدراكا بمصاعب إفرازات وتداعبات الحرب ، ويعينه مثل مصدق وشباب يعملون لصحة الإنسان مغالبين ظروف اللحظة وعثراتها العاتية ، قبل حلول المساء وإبتداء زمن حظر التجوال بالمدينة الحمراء ، التقى مرات مصدقا لقطات فى شارع ديم النور المعج بالناس والحياة ، فى الحى يقيم جماعيا وبعض أركان الدكتور هيثم محمد إبراهيم ، يقضون ساعات الليل فى مأواهم وسحابة نهارهم وأطراف ليلهم فى الوزارة ، يعملون ديوانيا وميدانيا عسى ولعل يلحقون بصاحب العطاء الوافر ، ألاقى مصدق هاشا باشا مبتسما ، وكأنى الممسك بكاميراه ، لالتقاط صورة تشبهه ومحياه ، ولكن هيهات*

 

*إجتذاب*

 

*حلة عدس ، هى صورة مصدق و عدسة كاميراها لجذب الخير مؤونة ونفرا ، لايكتفى مصور أنشط ومناسبات وزارة الصحة والإندياح بابداعيته مستجيبا مجمّلا لكل منادٍ وموثقا ، يخفف من لوعات الحرب والتداعيات وصروف النزوح بلقطات ، فيطلق مصدق صامتا من نحو شهرين مبادرة حلة عدس تكبر قدورا وقدورا ، يجتذب مصدق نورا فراشات الخير للإغداق سرا وعلانية لإجتذاب المزيد ، يحدثنى مصدق نازحا لنازح فى شارع ديم النور همسا ، بمبادرة حلة عدس والبركة التى تحل عليها كل جمعة عند التوزيع فى دور إيواء النازحين بالمدينة الحمراء المتزينة باحتضان سودانيين قدموا إليها من كل صوب وحدب صحة وعافية إستشعارها لدى الفقدان ، تتسع مبادرة مصدق حلة عدس كفاءً للروح المعطاء ولسخاء الكف بقليل يكثر ، بالتفاف حول الحلة ، عدسة كاميرا مصدق الوحيدة القادرة للإستدارة واخذ صورة سيلفى ليرى كم هى جميلة الروح والنفس بعمل الخير غير المتطلب ألا القليل ، وللتيقين بأن المنفق باقٍ والمستهلك فانِ*

 

 

*الأثر*

 

*خيرون تبلغهم لقطات وصور عدسة كاميرا حلة عدس مصدق ، كأنها هى ، فلا يكتفون بالفرجة ويقيمون جمعاً كانها من تلك الأيام المخصصة للرحمتات بين أهل السودان قبيل وبعيد مناسبات روحية ، الرحمتات ربما هى الرحمة آت ، ومصدق ها هو بيننا آت بحلة عدس و. لايبدو متعجلا لحياة يألفها ما قبل النزوح ، والفرحة فى دور الإيواء ومختلف تجمعات النازحين تغمره وتنسيه وتشده مبادرات ، يتبرع رجل خير بحمل حنيذ تحت مبادرة حلة عدسة ، فيحيل أصحاب مبادرة حلة عدس ، يوم ذبحه لمهرجان وتوسعة يوثقها مصدق بعدسة كاميرا شفافية الأنسانية المتحركة ، ويعدها فلما وثائقيا يحفز أهل الخير ويجتذب المزيد ، حلة عدس مصدق قصتها عجب ، تتطور لبرامج تعليمية وتثقيفية وترفهية للكبار والصغار داخل دور الأيواء وتجمعات النازحين ، قوامها سودانيون على التكاتف والتراحم مجبلوين وبالفطرة مستعدون للقيام بكل جميل ، لا ينقصهم غير مصدق مصورا لبهاء الإنسانية بكاميرا عدستها حلة عدس ، ولكل من أراد الإنضمام للمبادرة صباح كل جمعة ، التحرك لدور ومدارس الإيواء ، فإن صادف فيها مبادرة حلة عدس خير وبركة ، وإن لم فسيجد هنا وهناك اثرا طيبا ، فليتعقبه حاملا كاميراه لإلتقاط الصورة التى لم يسبقه عليها مصدق*

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا