عاصم البلال الطيب يكتب .. القضارف أمطّرت .. بنك الثروة والمك وإبن الشرق أرض المفاجآت

*الجهاز المصرفى يثبت ، والحرب فى عامها الثانى قدرته على الإستمرار فى الأداء وتصريف الأعمال ومقاومة أشباج الإنهيار ، ومواجهة التحديات وصداعها انعدام الكاش مرات واختلال التطبيقات البنكية ، هذا غير الملاحقة بمختلف الإتهامات و بغير إسناد ، بنك السودان ما زال يكدح ويبطل مفاعيل حملات موجهة ، قيادته تملك الجرأة على إتخاذ القرارات ولا تلقى بالا لردود الفعل لقناعة بالصحة وفقا لتقديرات تغيب عن عيون المنظرين والميدان أرض المفاجآت ، لكنها مطالبة بإستصحاب كافة وجهات النظر ولا تعتد ، فتأخذها العزة بالإثم ، و مقبول الإمساك عن الكلام حتى المباح مجاراة لأداء كبريات البنوك والمصارف فى صمت وقياداتها لا تخرج بتصريح إلا ما ندر .

 

ليست سرا

 

وأشهد بعد ممارسة أربعين سنة ، بضعف فى التناول الصحفى والإعلامى للشأن الإقتصادى إلا من حالات فردية لم تستطع إرساء قواعد تجربة جمعية ناضجة ، فالحرب لم تقم فينا بلا أسباب ، وما أبرئ نفسى لوجودى الزمنى الطويل فى المشهد الصحفى متطوعا لا مفوضا . والإقتصاد علم متكامل والغوص فى مجاهليه بلا علمية مضر ، إهتمامنا بخلق حاضنة إعلامية مؤهلة للتعامل مع قضايا الإقتصاد أمر ملح ، فأس الحياة هو وسبب الصراعات والنزاعات والحروبات فى العالم ، وحربنا إقتصادية من ألفها ليائها ، والإستهداف و الضرب على مفاصل الحياة ، لهز عرش الجهاز المصرفى ، عمل مرتب، فلم يسلم البنك المركزى وسائر المصارف من عمليات تخريب ممنهجة ولازالت مستمرة متخذة أوجه متعددة ، وأخطرها التشكيك فى ذمم قيادات مصرفية ومديرى بنوك ، لوجود مسبق مشرعن لصلات ومعاملات وأسماء مساهمين أو عملاء مرتبطة بقوات الدعم السريع قبل تمرده وخروجه عن شرعية القوات المسلحة ، مشاركة الدعم المتمرد ممثلا فى أفراد وشراكات صراحة أو عبر واجهات فى الجهاز المصرفى ليست سرا وبعلم وموافقة السلطات والأجهزة المعنية .

 

الهمس والشك

 

مدراء البنوك تعينهم رهين بموافقة المركزى واستمرارهم ، والهجوم على بعض المصارف و قياداتها عطفا على الهمس والشك ، وصلات ما قبل الحرب غير مبرر بعد إتخاذ الإجراءات المعلنة للسيطرة ، إذ سارع بعض المدراء المعنيين لحماية الجهاز المصرفى بالتعاون مع المركزى ، بالحجز على اموال حسابات الأسماء والشركات ذات الصلة بالدعم فلم تلحق لتستفد ، وتم التجميع فى حساب بشيخ المصارف وسدت السبل أمام أى تحريك ، ولولا تعاون المدراء لما تم الحجز فى الوقت المناسب والسيطرة على الشراكة المؤكدة و المشكوك فيها ، بالوصول لحساباتها بالسرعة المطلوبة ، وليس من بعد الحجز على ارصدة شركات وأفراد ذات صلة أو علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالدعم ، ما يستدعى الهجوم على قيادات المركزى وبعض مدراء المصارف العاملين الآن من داخل العاصمة الإدارية مطمئنين على سلامة الموقف و الأداء وصحة الإجراءات ، وبينهم من غادر بأسرته لخارج البلاد ، شأنه ككل اللأجئين بعد وقوع الحرب وعاد ريثما رتب الأمور ، لمزاولة مهامه من العاصمة الإدارية بورتسودان ومن بينهم الدكتور منتصر العاقب مدير عام بنك الثروة الحيوانية ، أول البنوك التى تطالها الإتهامات ومديرها بالتبعية للدعم السريع المتمرد بتلك الرابطة غير المباشرة والممتدة لكافة فئات وشرائح المجتمع ، من لم يتعاون مع الدعم ، حتى نحن معشر الصحفيين والإعلاميين

 

تلويح وتحريض

 

أدرك دكتور منتصر الحرب بشمبات ولم يتعجل الإجلاء لأسرته إلا بعد إدلهام الأمر وبلوغه مرحلة الجلل ، وبعد الخروج ، لم ينشغل بالإتهامات واتخذ قرار العودة للعاصمة الإدارية إبراء للذمة وتحملا للمسؤولية وبين يديه الملفات المهمة والمعينة للجهاز المصرفى وللبنك المركزى ممثلا للحكومة سهما مقدرا مالا و عينا فى بنك الثروة الحيوانية ، ولم يضعف امام عرض دولارى إطلعت عليه ، تلقاه فى خضم الحرب للعمل خارج الحدود وقد عبرتها سمعته وهو أول دفعته والمتخرج بمرتبة الشرف والمتدرج مهنيا خلال اكثر من عشرين سنة ، متوجا مسيرته بنيل درجات علمية مصرفية عالية الأكاديمية ، واتخاذ قراره بالعودة وبالسرعة المطلوبة أسهم فى الحجز على الأرصدة المرصودة لصالح الحساب التجميعى بالمركزي ، ولإدارة بنك الثروة الحيوانية ، تحت قيادته قدحا معلى فى البقاء والسيطرة بينما تنال الآن غضب وسخط شركات وأسماء الحسابات المحجوزة ، وللمفارقة ، تسلق ومديرها بالسنة حداد مع التلويح بإشارات والتحريض على إبعاده وآخرين ببنك وآخر بدعوى تلك الرابطة وعلاقة مصرفية خارجية لا فكاك للمركزى منها ، نتصور السلطات تتابع وعام كامل ونيف بعد الحرب كفيل للتيقن ، وتعين مدير بنك وإبعاده ليس مطلوقا هكذا ويخضع لإجراءات صارمة تحتسب لمخرجات الجمعيات العمومية وإختيارات مجالس الإدارات ، و ظلم بين شن حملة دون تقص وتثبّت وتحرٍ وإستماع لكافة المعنيين ، لمجرد معلومة من هنا وهناك مصادرها ليست منزهة ، ظلم علان وفلان دون اكتمال المعلومات ، هزم لجهاز حساس ، حتى الآن لم ينهار رغم الصعاب ولم ويتسلل الإحباط للنفوس جراء ثقل الخروج عن النص للتعبير عن مآخذ من خبراء مختصين ومن مجتهدين وآخرين من دونهم دون إلمام بشتى الأبعاد ، النقد دوما للإصلاح منشود بعد الإلمام والإحاطة بكل الجوانب والنواحى

 

التحديد والتحجيم

 

يشغلنى حال جهازنا المصرفى ويجهدنى البحث والإطلاع لأكتب مقالا ، و يرهقنى طريق الجلوس إلى القيادات المصرفية وللخبراء وللأصدقاء منهم ، ألاحق منذ ايام احدهم فاعلا فى المشهد ،لاستطلعه انابة عن الناس حول هدف تحديد السحوبات للمودعين من أمانتهم ، وبالمقابل يقع تحجيم عن الإيداع ، ويسبب أزمة فى الحصول على الكاش لقرار التحديد لصالح التطبيقات البنكية لحد ما وذلك للسقوط دوما فى فخ تذبذب الشبكات وخروجها لساعات ومن قبل اسابيع ، ضعف البنية التقنية القاعدية مصيبتنا ، وددت لو توافرت على إفادات من قيادى بالبنك المركزى لم يستلم حزمة تساؤلات مرسلة من أيام لإجلاء حقيقة أزمة الكاش وعلاقتها بقرار تحديد السحوبات ، والمحصلة شح فى السيولة و تفاقم فى حالة سيولة سعر الصرف ، وخبراء يعتقدون من بين الأسباب ، صرف مرتبات أجهزة ومؤسسات وحركات بعينها من كتلة التجميع إحتياط البنوك ، وتمتد التساؤلات عن تفعيل المقاصة الإلكترونية بالعاصمة الإدارية خدمة للمعاملات المصرفية وسهولتها ولتقليل الطلب على الكاش

 

أزمة وأزمة

 

ولأن الأزمة بالأزمة تذكر ، يقدر خبراء ضرورة اللجوء للطباعة النقدية لأغراض التمويل خاصة بصيغة الشراء المقدم من المنتج (السلم) لامكانية الحصول على تغطيتها الفعلية الإنتاجية وتحسينها لسعر الصرف وكبح جماح التضخم ، قضايا بعضها من بعض ٍ ، وأسئلة حائرة وسط تجادل عقيم بين المعنيين القائمين على أداء الجهاز المصرفى ومهتمين مختصين ، فإفادات من هؤلاء يدحضها أولئك وأخرى مصيرها الإستهزاء والسخرية فتضيع الحقائق والكل يستنكر الإفتاء وهو فى المدينة ليس مالك ، ويضيع المواطن ويتيه ، قيادة البنك المركزى لا تأبه بردود الفعل لسياسات تصدرها وتحظى بتأييد من مدراء مصارف كالدكتور منتصر العاقب ، مدير عام بنك الثروة الحيوانية من جلست إليه مرات ومرات للإطلاع على حال الصيرفة فى بلادنا عبر بنك الثروة الحيوانية المقبلة عاى تغييرات نوعية وإطلاق خدمة يراهن عليها صيحة ، وكما القيادة المركزية المصرفية ، يعمل د منتصر فى ظروف ضاغطة وسط إتهامات وترويج لمعلومات للإذهاب بريحه والإزهاق ، العاقب يثق فى إدارة قيادة بنك السودان للمرحلة المعقدة متحلٍ بانضباط واخلاق المهنة ، يثابر و يفضل المساهمة فى تقوية الجهاز المصرفى وإخراجه من درك الأزمات لرحاب الحلول ويسعى لفتح ابواب ومنافذ جديدة

 

مك البوادرة

 

*فى أخير زياراتى صحفيا وصديقا لبنك الثروة الحيوانية وداعما للجهاز المصرفى لأجل غد أفضل للآتين يوما لتولى إدارة الامر ، سعدت بانعقاد إجتماع تفاكر ، بطلب من مك البوادرة الشاب متوكل ود دكين مع المدير العام لمناقشة فرص الشراكة الممكنة بين زراع الفطرة البوادرة بالقضارف ، وازداد اللقاء أهمية ، بحضور أحد رموز الشرق مجذوب أبوعلى مجذوب الذى يعرف اهمية ولاية البطانة على البحر الأحمر الذين يتسقّطون أخبار الزراعة وأحوالها ويسألون: هل القضارف مطّرت ؟ وينتظرون الإجابة فى تدفق خيراتها ، وبعيدا عن مكاتب التنسيق والمتابعة ، تستحق العلاقة بين البحر الأحمر والقضارف ترفيعا لتقوية الآصرة السكانية بزيادة معدلات تبادل المنافع والمصالح ، و برعاية رمزية مقبولة مجتمعيا وفيها امثال المك ودكين ومجذوب إبن الشرق . لقاء البوادرة ببنك الثروة الحيوانية بحث كل الممكن وبعض المستحيل حتى فى القطاع الرعوى الذى يعنى به البنك و الذى تندرج معاملات الثروة الحيوانية فيه ملفاته كسائر المعاملات الأخرى وما الإسم إلا لرمزية قد تتبدل بتغير فى سياسات البنك الداخلية تطويرا ووفقا لمتطلبات البنك المركزى المشرف والمدقق العام فى أداء البنوك وسير المدراء العامين قبل وبعد الإختيار والتعين من قبل مجلس الإدارة بصلاحيات يصعب معها التتييس، لضمانة الإنسجام فى القطاع الحساس الذى يتمتع بحوكمة عالية ، وينبغى حمايته بحسبان أنه ركيزة الأمن القومى ، ومسؤولية أخلاقية مشتركة ، حماية قطاعى الإقتصاد العام والخاص بالنقد المباشر البناء وبالمراجعات المستمرة وبتشريع قوانين تصعب الخوض بما يضر ويؤذى المصالح الكلية ، ومن ثم فليكن التصدى للتحرش والتغول والإستهداف تناوبا بين الدولة والمجتمع

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا