عاصم البلال يكتب.. فى لقاء الكهف بين الناظر والمك
*النواة*
*أتخذ من شرق السودان ووسادته الرحيبة متكأ للإطلالة مختلفة الأبعاد والزوايا ، والنظر بروية لدروب المخارج من المآذق ، وتجاوز محطة التعامل مع الفعل ورده خيرا وشرا بهتافية إعلامية بغيضة وسياسية مشوهة ، يعيننى على ذلك ، وجود شركاء وأصحاب مصلحة مفطورين على حب السودان ، زعامات وقيادات مجتمعية توائم بين المحافظة على إرث الإدارة الأهلية والمواكبة مع التطورات العصرية ومجريات الأحداث ومستجداتها فى عالم السيبرانية والصرعات التكنولوجية ، الإدارة الأهلية نواة تصلح للحكم وفض النزاع ، من جبل كهف أنكويب باركويت الشرق والسحر ، الناظر سيد محمد الأمين ترك فى وجود مك البوادرة متوكل حسن ودكين ، و ردا على توالى فرض العقوبات الأمريكية والغربية على قيادة الجيش ، يطلق إتهاما للبريطانيين بارتكاب مجزرة وادى القباب فى منتصف ثمانين القرن التاسع عشر ، فى وجه مدنيين عزل سلاحهم للمناهضة القرآن والتقاريب والأباريق من الطين ، صبى بريطانى ، وفقا لرواية الناظر ترك الإبن التاريخية ، وجد ميتا أو مقتولا لسبب وآخر ، ليقوم المستعمر بتنفيذ حملة إبادة جماعية ، و يتوعد بعد مضى قرون عليها برفع دعوى قضائية فى مواجهة مرتكبيها ، والأدلة مطمورة تحت ثرى وادى القباب فى الحفظ والصون ، أباريق العباد الضحايا بين مكتمل البناء ومتضعضع ومتعلقات اخر ، منطقة وادى القباب غير البعيدة عن جبل كهف أنكويب ومنتجع أركويت والطبيعة ، فى بال الناظر ترك الإستفادة من اليونيسكو لتسجيل وحفظ وحماية آثارها واعاجيبها فوق السبع*
*المثلث*
*الباشمهندس زين العابدين محمد أحمد حسن ابن الشرق والدكتور منتصر العاقب إبن الوسط يستثمران صداقتهما فى ما ينفع ، يتجاوزان مرارات الحرب والنزوح بإستئناف السعى لإستمرار الحياة ، ويفهمان أن إستعادة مكتسباتهم و تأمين خاصتهم بالإسهام الإيجابى فى العمل العام ، منتهى الإستفادة والإتعاظ من دروس الحرب المستمرة حتى تتوقف ولو بعد حين وجيل ، وجود الزين ومنتصر فى المدينة الحمراء ساعيين فى سبل الحياة ، يجمعهما بالشيخ مجذوب الشيخ أبوعلى مجذوب ، السودانى الهوى ، قواسم مشتركة بين الثلاثى تثمر عن رؤى وأفكار لتعزيز الوحدة والتلاحم والتوسعة ، والإيمان بأهمية الإدارة الأهلية وقياداتها ودورها فى هذه الحقبة وإزالة الإحتقان ، و تعزيز وحدة مكونات الشرق لخدمة القضية القومية لدرء مخاطر قائمة وأخرى تتشكل ، تشغل بال الثلاثة وتشعل فكرة تنظيم لقاء بين الناظر ترك والمك ود كين بكهف جبل أنكويب بين اركويت وسنكات*
*الروحية*
*الشيخ مجذوب ، لا تستبين علاقته أقوية بالناظر أم بالمك ، يبتسم فى الوجوه والمحيا الطلق يشف عن الحنايا ، داخل كهف أنكويب يفتتح جلستنا مرافقى الناظر والمك ، ويشير أن السيد ترك يستقبل من يعزهم داخل هذا المقر الطبيعى ، المنصوب معجرة تحدث عن قدرة الخالق ، أرواح شهداء ورفاة مجزرة وادى قباب تضفى على نظرة ترك لأنكويب بعدا روحيا يشرح الصدور ، والجلوس هناك على الطبيعة وافتراش الرمل وتوسد الصخور وتناول الطعام على الأرض ، سر تواضع ترك و أهل الشرق والزهد فى الحياة إلا فى حدود ما يسد الرمق ويقيم الأود ، الناظر سيد ابن الناظر محمد الأمين ترك خريج كلية غردون ، من سلالة طيبة ، وتزيد الأزمات عريكته منعة وممارسته الأهلية خبرة ، يسخر قوته الروحية وتأثيرها فى ما يخدم القومية السودانية ، المك متوكل حسن ودكين زعيم اهلى لا يخفى تمردا على كل قوى التأخر ، تشبب بالأحمر وتصبين باليسارية وشعرائها ومغنيها ، و سرعان ما اقتلعته نزعة صوفية وطرب لأماديحها واستغراق فى شاعرية البطانة واقاصيص بين الفشقتين ، المكوكية لم تكن هدفا حتى إشتداد العود ، والتشبع بأدبيات إدارية البوادرة ومفاهيمها المغروسة فسيلات ، جيلا إثر جيل لديمومة النمو الطبيعى و التماشى مع المتغيرات الحتمية*
*التطابق*
*الناظر ترك والمك دكين تتطابق رؤاهما فى سند القوات المسلحة دعما للجيش بالمال والرجال ، وتوحيد الجهود والكلمة لتجاوز الخطر ، يتحدثان بلسان واحد وبذات المفردات وهمهما المشترك الإنطلاق من الشرق متحدين قبالة الرصفاء والنظراء فى شتى الأرجاء ، الناظر ترك يشدد على توخى السودانية فى إختيار وإنتخاب القيادات ، ومن قبل الإتفاق على كيفية الحكم ، وإمعان النظر حتى جد الرابع المولود سودانيا والمدفون كما اباريق عباد و صُلاح وادى القباب الموارين الثرى بلا شواهد ولاقباب ، يتمسك الناظر بأحد أهم مخرجات إعتصامهم الأشهر المثير للجدل والخلاف ، لا لأجنبة المناصب ، ويطلق تحذيرات مبطنة بأهمية التعجل لإنهاء الصراعات لا إدارتها ، لتفادى الدخول فى مرحلة أعمق وأخطر من الحرب تشير إليها بملامحها هنا وهناك ، المك ودكين لايخالف الناظر فى الرؤى والأفكار وينادى بالإنتباه لشباب ترك أحلام وأمانٍ عراض ، ويختار الآن الخنادق لحماية الأرض والعرض غير طامع لا فى منصب ولامال ولاجاه ، المك ودكين يطمع فى تعامل مختلف مع كل مرحلة بعيدا عن الشخصنة والذاتية تغليبا للروح القومية ، وتغيير التكتيات وإجالة البصر كرتين هنا وهناك لتلافى آثار ما كان ولتجنب ذات الكينونة والصيرورة مع إختلاف الأسماء*.
*العنوان*
*لقاء كهف جبل أنكويب بين المك والناظر ، يمثل نقلة نوعية فى مسعى الإدارة الأهلية بالشرق ايقونة الوحدة الشاملة ، والغاية بلوغ القومية وتثبيت أركان الدولة على هدى توافق المجتمع العريض ، وتحت عنوان السودان للسودانيين ، شعار الرعيل الأول من أحفاد شهداء وادى القباب ومعارك ثوارت كفاح المستعمر فى غير ما جهة ، المحترم شريف وكيل الناظر والملم بالتاريخ يتحدث من الكهف عن آثار الثورات والمعارك التاريخية حول الجبل فى نيل الإستقلال ، مشيرا لبقاع وأسماء ملء السمع والبصر كالقائد عثمان دقنة صاحب الخطط العسكرية المزلزلة لأركان ووحدات الجيش البريطانى ، روح الثورية للتغيير الإيجابى يحمل لواءها مك البوادرة ودكين بشبابيته وبوادرته المنفتحين على الجميع ، لتجميع الصفوف الأهلية والمجتمعية ، اتفاق كهف جبل أنكويب بين الناظر والمك يشف عن تطابق الرؤى بين قياديين مؤثرين فى قومهما ، ويرغبان فى فرد مظلة التعاون افقيا ورأسيا لسند ونصرة الدولة السودانية ، وهذا هو عنوان لقاء الكهف الرئيس الذى تتلوه الفرعية واحدة إثر الأخرى ، يتحلى المك والناظر بقيم تفضلية على الأرض ويتوافران على مقدرات حقيقية ، الناظر ترك يثبت غير مرة نجاعة فى تحويل الدفة مضطرا بالسند والضغط الشعبى ، والعرض فى الميدان ، وإسهام قوميته فى معركة البقاء والوجود لايحتاج تبيانا ، المك ودكين يدلل برهانا بالعمل ، على جمع وتدريب وتسليح قوة نوعية ، أسود قضروف ود سعد ، وإخضاعها للتدريب تحت إمرة الجيش إسهاما فى إنهاء الحرب بأى الخيارات وكعب القوات المسلحة الأقوى والأعلى ، ويتبدى نجاح اللقاء ، بعد انفضاض سامر اجتماع الكهف فى تطابق وجهات النظر ، الناظر والمك ، لو تحدثا منفردين لتطابق قولهما كما لو تحدثا على رؤوس أشهاد لقاء كهف انكويب صرة جبال الشرق وأركويت*