عز الهجير رضا حسن باعو الأجسام الصحفية…الرمال تتحرك(١)

ومعركة الكرامة تقترب من عامها الثاني ورغم المعاناة الكبيرة التي عاشها ولازال يعيشها الشعب السوداني إلا أنه أثبت تماسكا منقطع النظير واستطاع امتصاص الصدمة الأولى مثلما فعلت قواتنا المسلحة الباسلة وهي تلقن العدو وأعوانه درساً قاسياً في التضحية والثبات،كيف لا وهذه القوات خرجت من رحم هذا الشعب الصابر المحتسب المغلوب علي أمره.

مياه كثيرة مرت من تحت الجسر ورويدا رويداً بدأت الحكومة في ترتيب حالها بعدما تجاوزت صدمة الخيانة الأولي التي قامت بها قوات المتمرد الهالك حميدتي وأعوانه ويممت وجهها صوب حاضرة ولاية البحر الأحمر بورتسودان لتكون عاصمة إدارية بديلة لخرطوم الجمال التي انتهكت عزريتها من قبل أوباش مليشيا حميدتي المغتصبة فكانت بورتسودان نعم البديل لخرطوم الصمود واللاءات الثلاثة،واستطاعت هذه المدينة الساحلية أن تستوعب كل زخم الخرطوم ومثلت ملاذاً آمنا لحكومتها ومواطنيها الذين نزحوا إليها بحثاً عن امان فقدوه.

في خضم كل ذلك وبعد ترتيب قيادة الدولة في اعلي هرمها وبجميع مؤسساتها لاولويات المرحلة لتستمر الحياة ولا تتوقف جراء هذه الحرب التي فرضت على الشعب السوداني ،في خضم كل ذلك كانت هناك شريحة مهمة لاتقل خطورة عن تلك التي تقاتل بالسلاح وتعيش في الخنادق تحرس البلاد كانت شريحة الصحافيين والإعلاميين بمختلف مؤسساتهم تقاتل بشراسة في ميدان اخر لايقل خطورة عن ميدان المعركة العسكرية وتقدم الصحافيين الصفوف ودافعوا ولازالوا يتصدون للمليشيا المتمردة وداعميها في فضاء الإعلام الكبير داخلياً وخارجياً ورأينا كيف أن الاخ والزميل خالد الاعيسر شكل حائط صد تكسرت أمامه كل محاولات المليشيا وهزمهم إعلامياً بحجة ومنطقة واصبحنا نباهي به نحن معشر الصحفيين وغيره من الزملاء الذين لم يبيعوا أقلامهم ومواقفهم بملايين الدولارات الملطخة بدماء الشرفاء من الشعب السوداني،ولعب الصحافيون دوراً مهماً في معركة الكرامة ولن ينتظروا جزاءا أو شكورا من قيادة الدولة أو غيرها قناعة منهم بأن هذا دورهم.

الآن والبلاد تدخل مرحلة جديدة من معركة الكرامة التي يتقدم فيها جيشنا الباسل علي المليشيا المتمردة في كل المحاور برزت بعض الملاحظات التي ينبغي التداول حولها والنقاش فيها باعتبار أن الحصة وطن والمعركة لم تنقضي بعد وتتطلب المزيد من التماسك والتعاضد من قبيلة الإعلاميين والصحافيين خاصة المكتوين بالنار ويدافعون من داخل الوطن بظروفه وتفاصيله المختلفة،في هذا الوقت بدأ الصحافيين ينظمون أنفسهم بشكل منظم في شكل روابط وجمعيات كل في ولايته التي نزح إليها من أجل إسناد القوات المسلحة والدفاع عن الوطن بسلاح الكلمة التي لاتقل تأثيرا علي السخوي ولا المسيرات.

انتظم الصحافيين في جمعيات وروابط بعدما لاحظوا حالة الفراغ الكبير الذي يعيشونه في ظل وجود نقابة لم تستطع أن تقدم لهم المطلوب بالقدر الكافي ،نعم ربما نحجت نقابة الصحفيين في تقديم بعض الدعم والسند لقلة من منسوبيها لكنها بطبيعة الحال لم تسد رمقهم وفي ذات الوقت شكل غياب الاتحاد العام للصحافيين السودانيين فراغاً وظل الصحافيين يطرحون اسئلة مهمة لماذا نحن ؟ وأين نحن؟ في هذا الوقت ظهر بعض الطفيلين وسماسرة الإعلام الذين استغلوا هذا الفراغ ويمموا وجهتهم صوب العاصمة الإدارية بورتسودان محل الرئيس بنوم والقروش بالكوم مستغلين عدم وجود أقلام حقيقية واستخدموا أساليبهم التي لاتشبه الصحافيين في شيء وتسلقوا حتي وصلوا ابواب اعلي مسؤولي الدولة وظلوا ينالون الحظوة ويتمتعون بمال ليس من حقهم في وقت يعاني بعض زملائهم المسغبة والحاجة لكنهم لا ينظرون إليهم رغم أنهم يتحدثون باسمهم ويتجارون بأقلامهم دون أن يدرك هؤلاء أنهم مستغلون من بعض الطفيلين الذين لايقلون خطورة عن المليشيا المتمردة واعوانها فهم يزينون للمسؤولين الباطل ويستخدمون منابر هشة لتسويق بضاعتهم الرخيصة ليكنزوا ويجنوا منها الاموال الضخمة ثمناً لوضاعتهم ورخصهم.

جاءت الاجسام الصحفية والروابط التي بدأت تتشكل الان حماية للمهنة من تغول هؤلاء الشرزمة الطفيلية التي تقتات باسم اشرف وأنبل مهنة مهنة الصحافة،وحاءت الروابط لإيقاف المتاجرة بقضايا الصحفيين وحماية البلد من ضغاف النفوس من بعض قادة الدولة الذين يسعون للاستمرار في مقاعدهم بأي ثمن حتي وإن كان ذلك المزيد من دماء أبناء الشعب السوداني.

في تقديري أن هذه الأجسام الصحفية التي تشكلت في الآونة الأخيرة جاءت لإيصال عدة رسائل مفادها أنهم موجودين في ميدان معركة الكرامة ويتقدمون الصفوف برغم معاناتهم وتشتت أسرهم في مناطق النزوح المختلفة في ظل هذا الظرف الاقتصادي الصعب،كما أنهم يعملون لاعدال الحال المائل وإعادة الامور الي نصابها الصحيح.

علي قيادة الدولة في اعلي هرمها وأجهزتها المختلفة طرح اسئلة علي أنفسهم لماذا هذه الأجسام في هذا التوقيت؟ عندها سيجدون الإجابة الشافية الكافية والتي في مضمونها أن هناك قلة تتحاوم وتتسول مكاتب مسؤولي الدولة باسم هذه المهنة الشريفة ويلعبون دور المستشارين وهم لايفكون الخط ولايفهمون الواو الضكر،ومع ذلك ينالون مليارات الجنيهات التي تنتفخ بها كروشهم بينما يعاني أصحاب المهنة الاصيلين أشد معاناة في ظل غياب كامل لأجهزة الدولة من أداء دورها تجاه الصحافيين.

عدة مشكلات تعاني منها بعض أجهزة الدولة التي تتعامل بأساليب تؤكد عدم خبرة ودراية من يتنسمون بعض المواقع الحساسة في ظل أزمة حقيقية وكبيرة جداً تعيشها البلاد بسبب بعض من ثلة قليلة تسعي لتحقيق اجنداتها ومصالحها الشخصية علي حساب اصحاب الجلد والرأس من حملة الأقلام الصحفية الشريفة التي ظلت تدافع عن تراب هذا الوطن في كل الظروف لاتريد جزاءا أو شكورا من أحد.

أواصل

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا