“عسكوري” يرد على “عرمان” عبر مقال ساحن .. ربع “مثقف” وبلا “تأهيل”
بنادق عرمان
على عسكوري
٨ يونيو ٢٠٢٣
كتب عرمان (مقالا) طويلا مملا اسماه (بنادق أبريل)… هكذا…! في استخفاف واستفزاز صارخ للشعب السودانى ومعاناته من فظائع وجرائم حلفاء عرمان من تتار متمردى ومليشيا الدعم السريع. وكما يقال، الخطاب من عنوانه، ولذلك فعند عرمان ان ما حصل ويحصل للشعب السودانى هو من مجموعة (بنادق) لا تأثير لها اغلب زخيرتها فشنك فلا (تقدونا) بالشكوى لان مجموعة (بنادق) اطلقت بعض الطلقات في عاصمتكم…! ذلك هو المعنى الضمنى للمقال البليد الذى كتبه الرجل، رغم انى اجد حرجا شديدا في تسميته(مقال)، وكما نعلم فإن (المقال) له مقومات اساسية يعلمها كتاب المقالات لا تتوفر فيما كتب الرجل، ولذلك فما كتب اقرب (للشخبطه) ومواضيع الانشاء التى يكتبها طلاب السنة الثالثة في المرحلة الابتدائية.
بذلك (المقال) حاول عرمان الحط من تضحيات الشعب السودانى وقواته المسلحة ودفاعهم المستميت عن بلادهم ضد غزاة مرتزقين استباحوها امام العالم… هذه الملحمة التاريخية من شعب وجيش وطني التى اذهلت العالم من اقصاه لاقصاه التى استخدمت فيها كل انواع الاسلحة الثقيلة لا يراها عرمان الا انها معركة في لا معترك لانها زوبعة فارغة ضد (بنادق) محدودة!
عقدة عرمان الاساسية هو انه ربع مثقف، بلا تأهيل اكاديمي من اى نوع، وبلا مهنة محددة (هل يعرف احدكم مهنة للرجل..!)، ولذلك اصبحت مهنته الارتزاق من الحروب، و مصدر معيشته هو تأجيج الحروب والفتن، لانها ان توقفت انقطع عيشه تماما.
في احد خطرفاته الصحفية قال ان (الدعم السريع سيكون نواة الجيش الجديد)…! ثم تكرم حواره طه عثمان ليشرح لنا ذلك بأنه (يجب دمج القوات المسلحة في الدعم السريع)… هكذا…! بل ذهب عرمان أكثر من ذلك فى دفاع صريح عن مليشياته الجديدة قائلا: “ان الدعم السريع اصبح قوة كبيرة ولها مصالح سياسية واقتصادية وعلاقات اقليمية الخ”… كل ذلك … ثم يأت ليحدثنا عن (القوى الديمقراطية وقوى الثورة) ومثلها من المصطلحات والمسميات التى ما انزل الله بها من سلطان والتى هو نفسه لا يعرف معناها.
عرمان – كدأبه- اكد مرة اخري افتقاده لامانة الكلمة والصدق و الشجاعة ورجولة القتال…! فاى من هؤلاء المرتزقة الذين يموتون من اجل السلب والنهب اشجع منه بمراحل…! على الاقل هولاء مجرمون ينهبون ويقتلون ويرتكبون كل الموبقات أمام العالم معرضين نفسهم للموت الزؤام… الاجرام والقتل والفوضي والدمار وطريقة التتار هى اسلوب حياتهم يحاولون فرضها على الاخرين بالقتال، ولذلك فهم افضل بكثير من عرمان الذي يؤيد طريقتهم ولكنه يجبن ان يشاركهم القتل والموت..! ترى هل تبقي في السودان مواطن لا يعلم ان عرمان هو ناسج خيوط الفتنة ومتلهف لانتصار المليشيا ليأتى ليحدث الشعب السودانى عن ( حق الاخرين في ان يكونوا آخرين) وعن (عملية سياسية) تعيد الحياة للمليشيات المدحوره حتى يعود هو و الخونة الارزقية من رهطه معه للسلطة… (من حق الاخرين ان يكونوا اخرين) تعبير التقطه عرمان من جون قرانج وصك به اذان السودانين رغم انه لا يستوعب معناه…اذ لو كان يستوعبه لما حدثنا عن ما اسماه الفلول وعن الاسلاميين…! ترى اليس من حق الفلول والاسلاميين ان يكونوا (آخرين) ام أنه لا يرى ان الاسلاميين وما يسميهم بالفلول بشر ومن حقهم ان يكونوا آخرين…! في متاهاته الايدلوجيه وفقدان المبدئية هو دائما في تناقض فاضح، فهو الشىء وضده في ذات الوقت، وكل ذلك ناتج من الضعف المعرفي الشديد و طبيعة شخصيته اللزجة التى تتشكل مع كل جديد حتى ان تناقض مع المواقف السابقه، فهو شخص بلا مبادىء ولا قيم وضوابط راسخة.
في (مقاله) المذكور، لم يبدء عرمان اى أسف على ما حاق بآلاف الاسر في العاصمة من قتل ونهب واغتصاب، بل اشار لذلك اشارة عابرة لا تستوقف القارىء لان معاناة الاسر وانتهاك اعراضها ونهب منازلها وتشريدها لا تهمه ابتداء، فهو لا يراهم الا نازحين وقفوا في طريق طموحات قائده المتمرد الجديد فقط، يتوجب على العالم تقديم الاغاثة لهم. ذلك هو منتهي دعمه للضحايا، اما من ارتكب ذلك فغير مهم عنده.
الرجل مصاب بنرجسية مضخمة، انظر كيف حول (مقاله) للزج بواقعة (لا ندرى صحتها) مع الفريق هاشم رئيس هيئة الاركان وقتها الذى كما زعم حذره من السفر للخرطوم، ولكن (البطل)، الذى لا يهاب الموت ما زادته رسالة الفريق هاشم وتحذيره الا (تصميما). ترى ما هو تأثيره ان حضر للخرطوم او لم يحضر…! نعلم من تجارب شخصيات كثيره مثلهةان تضخيم الذات مرض عضال ليس له علاج.
عرمان اصبح يري في نفسه مركز السودان والقائم بأمره الذى تدور كل الاحداث حوله، فلا شىء يحدث بدونه ولا تقوم قيادة الجيش بشىء الا هو المستهدف، ولا تجتمع او تنفض القوى السياسية الا ليخاطبها موجها لها ماذا تفعل. انظر كيف حدد الاسئلة وطرحها، ثم اجاب عليها..! فهو الوحيد القادر على طرح الاسئلة والاجابة عليها. هو وحده الملم بكل شىء عن السودان وصراعاته وهو الذي يمتلك الاجوبة الشافية لاسباب الصراعات… ولديه حل واجابة لكل مشكلة او صراع. رجل مدعي المعرفة لن يقل لك مطلقا انه لا يعلم او لا يفهم في هذا الموضوع.. فهو العالم النحرير..ما قامت مشكلة الا و لديه لها حلوهو ملم بكامل تفاصيلها…! تلك صفة المدعي الجاهل… فالراسخون في العلم يقولون ان سنام العلم (لا ادرى)، او من قال لا ادري فقد افتى.
اما هو فيزعم انه قد حلب اشطر الدهر تجاربا واصبح فطحلا لا يشق له غبار وعلى السودانيين الاستماع لما يقول و ترك سذاجتهم وفهم (افكاره) وتبنيها والزود عنها بل الموت دونها.
انظر لسذاجة الاسئلة التى طرحها والاجوبة عليها ورميه لاسباب الحرب على المؤتمر الوطنى..! والكل يعلم من هدد بالحرب وعمل لها ومن بدأها ومن أيدها بالتواطوء بالصمت، او مساويا للجيش بمليشيا مجرمة كما اثبت في (مقاله).
ففى نظره ما الجيش الوطنى الا مليشيا ثانية تحارب مليشيا متمردة ترتكب مثلها من الحماقات ضد المواطنين، هكذا يكتب الرجل عن قواتنا المسلحة التى يضحى ضباطها وجنودها بأرواحهم في حرب وطنية مقدسة من اجل بقاء الدولة. فعند الرجل ما القوات المسلحة سوي قوة منفلته مثلها مثل الدعم السريع تقتل المواطنين وتقتحم منازلهم وتغتصب بناتهم، نقول هذا ونعلم ان المؤتمر السودانى في بيان منشور اتهم صراحة الجيش بممارسة الاغتصاب. وهل المؤتمر السودانى شيئا آخر غير عرمان..!
لضعف اطلاعه، يلاحظ من يتابع تصريحات وكتابات الرجل، انه يدور في حلقة مفرغة يعيد ذات المفردات ونفس الاراجيف، في عجز واضح عن تحليل الواقع المتغير، لقد كان الرجل سابقا يعتمد على تحليلات قرنق ويلتقط منها ما يلتقط ثم يخرج على الناس مرددا لها كالببغاء وان كان قد عفي عليها الزمن. لقد توقفت تحليلات الرجل وقدرته على التحليل للواقع الجديد بمجرد سقوط طائرة قرانق، فاصبح محللا يتيما يكرر تحليلات انتهت صلاحيتها في نهاية يوليو ٢٠٠٥.
هل هناك من يتبرع لى (يلكز) الرجل بأن تحليلاته اصبحت خارج سياغ التاريخ و irrelevant، ولسوء حظه فان قائده الجديد المتمرد حميدتى لا قدر له على التحليل لانه نفسه يحتاج لمن يحلل له هذا اذا استوعبه ابتداء، كما ان ولي نعمتهم فولكر متواضع القدرات وغير ملم بتفاصيل وتضاريس وفسيفساء المجتمع السودانى، ولذلك لم يقدم لعرمان تحليلا جديدا يمكن ان يبيعه للشعب السودانى. لقد أصبح الرجل كاليتيم في مائدة اللئام ولذلك يخرج علينا كل مرة بكتابة تثير الشفقة والضحك معا، ويشعر القارىء كأن الكاتب يكتب عن احداث وقعت في عام ٢٠٠٥ او ما قبله.
شخصيات مثل عرمان كثيرة في التاريخ، طريقتهم الاستفادة من الفوضي، وان لم يجدوها اخترعوها، ولذلك فهو مخرب بإمتياز لأن حياته قائمة ومعتمدة على الفوضي والتخريب، فعرمان هو اكثر شخص ليست لها مصلحة في استقرار السودان، ببساطه لانه يفقد دوره مباشرة، فان استقر السودان فماذا يفعل وهو رجل بلا تأهيل مهنى وبلا حرفة معلومة.
يعلمنا التاريخ ان نهاية الشخصيات مثل عرمان كانت دائما مأساوية، ادناها انهم ينتهون منبوذين من مجتمعاتهم تلاحقهم اللعانات يموتون وحدهم منسيين لا يأبه ولا يهتم بهم احد، يلعنهم الناس متى ما جأءت سيرتهم.
بالطبع ليس بوسع عرمان تغيير تأريخه ولا تغيير كراهيةالشعب السودانى له، ولكن بوسعه ان يصمت ويصمت بنادق ابريل معه فالكل يعلم ان غماز اطلاق الرصاص تحت امره، حتى لا يغور جروح ومعاناة الشعب السودانى! ختاما لقد اطال الشعب السودانى الحبل بما يكفي…!