عشرات المهاجرين السودانيين يفقدون حياتهم قرب سواحل اليونان

متابعة - الجمهورية نيوز

عشرات المهاجرين السودانيين يفقدون حياتهم قرب سواحل اليونان

عشرات المهاجرين السودانيين يفقدون حياتهم قرب سواحل اليونان

 

متابعة – الجمهورية نيوز – أعلنت السلطات اليونانية أن سبعة عشر مهاجراً لقوا مصرعهم فيما فُقد خمسة عشر آخرون بعد غرق قارب كان يقل أربعة وثلاثين شخصاً قرب جزيرة كريت، معظمهم من السودانيين والمصريين. الحادث وقع عقب تعطل محرك القارب وتعرضه لأحوال جوية قاسية أثناء رحلته التي انطلقت الأربعاء الماضي من مدينة طبرق شرق ليبيا باتجاه السواحل الأوروبية. هذه المأساة تسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها المهاجرون في محاولاتهم للوصول إلى أوروبا عبر طرق بحرية محفوفة بالمخاطر.

تزايدت محاولات الشباب السوداني للهجرة غير النظامية إلى أوروبا منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، وهو ما دفع المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي للتحذير من موجة هجرة جديدة إلى أوروبا نتيجة استمرار النزاع. هذه التحذيرات تأتي في ظل تصاعد الضغوط الإنسانية التي تدفع آلاف السودانيين إلى البحث عن طرق خطرة للوصول إلى القارة الأوروبية، رغم المخاطر الكبيرة المرتبطة بهذه الرحلات.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أكدت مسؤولة في المكتب الإعلامي لخفر السواحل اليوناني أن الناجيين الوحيدين من الحادث أوضحا سقوط خمسة عشر شخصاً في البحر، فيما عُثر على جثث سبعة عشر ضحية داخل القارب الذي كان يتسرب إليه الماء على بعد ستة وعشرين ميلاً بحرياً جنوب غرب كريت. وأضافت أن عمليات البحث لا تزال مستمرة بإشراف شرطة الموانئ، في محاولة للعثور على المفقودين.

المسؤولة الإعلامية أوضحت أن المحرك توقف يوم الخميس، ما جعل القارب عرضة لأمطار غزيرة وعواصف ضربت كريت وبقية أنحاء اليونان على مدى يومين. وأكد الناجيان أن القارب لم يكن مزوداً بأغطية أو غذاء أو مياه للشرب، وأن اضطراب البحر أفقده توازنه بشكل كامل. هذه الظروف القاسية ساهمت في تفاقم مأساة المهاجرين الذين كانوا على متن القارب.

وبحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون اليونانية، يخضع الضحايا للتشريح لتحديد أسباب الوفاة، بينما يُرجح أن يكون انخفاض الحرارة أو الجفاف وراء مصرعهم. هذه الإجراءات تأتي ضمن التحقيقات الجارية لتوضيح ملابسات الحادث وتحديد العوامل التي أدت إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا.

القارب تم رصده لأول مرة بعد ظهر السبت الماضي بواسطة سفينة شحن ترفع العلم التركي، ما استدعى تدخل سفينتين من خفر السواحل وثالثة تابعة لوكالة فرونتكس، إضافة إلى مروحية “سوبر بوما” وطائرة أوروبية، إلى جانب ثلاث سفن عابرة شاركت في عمليات الإنقاذ. هذه الجهود تعكس حجم الاستنفار الذي رافق الحادث في محاولة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الركاب.

وذكر مسؤول يوناني لصحيفة محلية أن الضحايا جميعهم من الشباب، وأن القارب كان مفرغاً من الهواء في جانبيه، ما أجبر الركاب على التكدس في مساحة ضيقة. هذه الشهادة تكشف عن الظروف الصعبة التي واجهها المهاجرون خلال رحلتهم البحرية، والتي ساهمت في تفاقم حجم الكارثة.

الحادث يأتي في ظل تزايد محاولات المهاجرين، بما في ذلك السودانيون، للوصول إلى جزيرة كريت باعتبارها بوابة إلى الاتحاد الأوروبي عبر مسار بحري خطير ينطلق من السواحل الليبية. في الوقت نفسه، تظل مدينة صفاقس التونسية نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، ما يعكس اتساع نطاق هذه الظاهرة في المنطقة.

تسببت الحرب الدائرة في السودان في نزوح نحو خمسة عشر مليون شخص، بينهم أربعة ملايين فروا إلى دول الجوار. وتستمر موجات النزوح جراء الحرب والكوارث البيئية والصحية التي تضرب البلاد، إضافة إلى تفشي البطالة والأوضاع الاقتصادية السيئة، ما يدفع المزيد من السودانيين إلى البحث عن طرق للهجرة.

المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي تحدث عن زيادة حادة في أعداد اللاجئين السودانيين في أوغندا وليبيا، مشيراً إلى أن شبكات الاتجار بالبشر والقرب من أوروبا قد تدفع العديد منهم إلى ركوب القوارب نحو إيطاليا ودول أوروبية أخرى. وفي العام الماضي، حذر غراندي الأوروبيين من موجة هجرة جديدة للسودانيين نحو الشواطئ الأوروبية، مؤكداً أن قلة المساعدات الإنسانية بدأت تؤثر على المنطقة بأكملها بطرق محفوفة بالمخاطر.

أقرأ أيضًا
أكتب تعليقك هنا