على كل / محمد عبدالقادر / الهند.. اختراقات معاوية التوم ومناشدة دينكاوي
بورتسودان :الجمهورية نيوز
كنت قد سعدت جدا بتعيين الدكتور السفير معاوية التوم قائما باعمال سفارتنا فى الهند بالرغم من تحفظي على نقله من نيويورك فى اعقاب خلافات بينه ورئيس البعثة هناك، ظلم فيها معاوية ظلم الحسن والحسين.
مازلت اعتقد ان بعثتنا فى نيويورك، خسرت كثيرا جراء ابعاد معاوية الدبلوماسي الحاذق والوطني الهميم ، وكم كان السودان يحتاج لامثاله وهو يدير معارك الكرامة الدبلوماسية فى نيويورك برفقة مندوب السودان هناك السفير الحارث ادريس..
لكن معاوية التوم وكعهدنا مثل الغيث اينما وقع نفع، اذ ذهب الى الهند التى درس بها وخبر دروبها منذ ان كان طالبا، لذا فلايستغرب نجاحه فى المهمة وفتحه لكثير مما استعصى على سابقيه ، وعز تحقيقه قبل وصوله الى نيودلهي.
الهند دولة تحتضن اعدادا كبيرة من السودانيين وبها جالية لايستهان بها ، وقد عانى كل هؤلاء من مشكلات وازمات متطاولة استطاع معاوية التوم رغم حداثة عهده ان يحيلها الى الارشيف ويحعلها ماض فى ذاكرة السودانيين بالهند.
حدثتني العديد من المراسلات عن استحسان الجالية لصنيع القائم بالاعمال خلال فترة وجوده القصيرة، فقد اعاد الرجل اصدار التاشيرة من بورتسودان بعد ان كان المواطن السوداني يتكلف تذكرة سفر الى جوبا واديس ابابا وكمبالا، ويصرف الاف الدولارات فى سبيل الحصول علىها بغرض العلاج، وقد تمكن معاوية بعلاقاته المميزة مع الجانب الهندي من اسقاط غرامات مخالفي الاقامة بعد ان تم تمديدها كذلك وتجديدها لمدة تصل الى ستة اشهر، الامر الذى اوقف مضايقات الطلاب وغير كثيرا من مفاهيم ابناء الجالية عن البعثة السودانية التى كانت توصم بكثير من الاتهامات بالتقصير ، هذا بالاضافة الى التفاعل الايجابي مع الغرفة التجارية والدواوين الرسمية.
ويظل الانجاز الابرز للقائم بالاعمال حسب اولياء امور هو التخفيضات فى رسوم الطلاب والتى وصلت الى 75% مع زيادة عدد المنح من الحكومة الهندية لاكثر من 100 طالب وكان هذا الحق قد ضاع فى وقت سابق بسبب الحرب الى جانب فتح نوافذ كذلك للدراسات العليا بكافة الجامعات السودانية، وبرسوم التسجيل فقط، هذا بالاضافة للموافقة على قبول الطلاب الذين اتموا مدة عامين فى الجامعات لتكملة دراستهم بالهند وبقيمة اسمية ومساعدة فى السكن والاعاشة تقديرا لظروف الحرب ومعاناة الشعب السوداني.
خلال الاشهر الماضية حصل السودان على موافقات عدد من المشافي الهندية لتشكيل فرق طبية عل نفقتها لإجراء علاجات وجراحات ميدانية لجرحى الكرامة دعما للجهد الوطني الذي يقوم به الجنود والمستنفرين وللاسهام فى خفض نفقات العلاج نظرا للظروف المالية التي تمر بها بلادنا.
القضية التى مازالت تشكل هاجسا للسودانيين الاخ معاوية هى قضية الجوازات ، فقد تواصل معي طلاب ومرضى ظلوا عالقين فى الهند يبثون شكواهم لعدم التفات الدولة لمعاناتهم فى الحصول على الوثائق الهجرية.
يحدث ذلك ووفود الجوازات تجوب العالم لاعداد لاتتجاوز العشرين شخصا، والهند بها الاف المواطنين، فمن المسؤول عن هذا ومن الذى يعرقل وصول وفد الجوازات لدولة مهمة مثل الهند يعاني فيها السودانيون من مشكلات عدة مرتبطة بادارة الجوازات..
عدد من الرسائل وفدت الى بريدى تستحسن صنيع معاوية، وتسأل عن بعثة الجوازات الى الهند، وقد ابلغوني ان السفارة خاطبت الجهات المختصة حول هذا الغياب غير المبرر مرارا وتكرارا ، وها انذا احول الرسالة بدوري الى بريد سعادة اللواء محمد عثمان دينكاوي المدير العام لادارة الجوازات.. فالرجل مهموم بالسودانيين فى كل مكان وهو قائد معركة تحرير السجلات والوثائق، ونثق انه سيولى امر السودانيين بالهند الاهتمام اللازم..
ننتظر دينكاوي، ونشكر القائم بالاعمال فى الهند الدكتور معاوية التوم على حسن صنيعه رغم الفترة القصيرة التى قضاها منذ وصوله الى الهند.