عودة الذهب إلى قلب الخرطوم.. أول محل يفتح أبوابه في عمارة الذهب منذ الحرب

عودة الذهب إلى قلب الخرطوم.. أول محل يفتح أبوابه في عمارة الذهب منذ الحرب

شهدت عمارة الذهب الشهيرة بوسط الخرطوم افتتاح أول محل مجوهرات منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع، ما يمثل بارقة أمل في قلب العاصمة التي تعرضت لدمار واسع ونزوح جماعي.

وتُعد عمارة الذهب، التي لطالما كانت القلب النابض لتجارة الذهب والمجوهرات في السودان، من أبرز المعالم الاقتصادية في الخرطوم، لكنها أُغلقت بالكامل لأكثر من عامين بسبب النزاع. ويمثل هذا الافتتاح الجريء أول مؤشر عملي على إمكانية عودة الأسواق المركزية للعمل، رغم الأوضاع الأمنية المعقدة وتدهور البنية التحتية.

عودة الذهب إلى الواجهة الاقتصادية

أكد شهود عيان وتجار سابقون في المنطقة أن استئناف النشاط التجاري داخل عمارة الذهب يحمل رسالة رمزية قوية، تفيد بأن “الذهب” يمكن أن يقود طريق التعافي من قلب الخراب. وقال أحد التجار العائدين إلى العمل: “قد تكون الخطوة محدودة، لكنها تحمل بريق الأمل في استعادة الحياة، وهي دليل على أن الأسواق السودانية لم تمت”.

تحديات أمنية واقتصادية لا تزال قائمة

رغم هذه العودة المحدودة، لا تزال غالبية أسواق الخرطوم تعاني من ركود شبه تام نتيجة الانفلات الأمني، وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى الخوف الدائم من أعمال النهب.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن التاجر الذي افتتح محل المجوهرات داخل العمارة اتخذ تدابير أمنية صارمة، شملت تركيب كاميرات مراقبة حديثة، والعمل في أوقات محددة تفاديًا للمخاطر.

الذهب كمؤشر للتعافي

يرى اقتصاديون أن عودة “الذهب” إلى التداول في قلب العاصمة ليست مجرد عملية تجارية، بل تمثل بداية رمزية لتعافي الاقتصاد السوداني تدريجيًا. وقال الخبير الاقتصادي د. حسن خليل: “السوق هو المرآة الحقيقية للحياة، وإذا بدأت عمارة الذهب في استقبال الزبائن، فذلك يعني أن الثقة بدأت تعود، وهو مؤشر حيوي ومُحفّز للتجار والمستثمرين”.

وأضاف: “الذهب لطالما ارتبط بالاستقرار، وعودته اليوم في ظل الظروف الصعبة تعكس رغبة صادقة لدى قطاعات من الشعب في تجاوز المحنة، واستعادة عجلة الاقتصاد”.

رغم بساطة الحدث، فإن افتتاح أول محل مجوهرات في عمارة الذهب يمثل لحظة فارقة، تضيء شمعة في نفق الخرطوم، وتعيد البريق إلى رمز من رموز السوق السودانية العريقة.