اندلعت موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار مقطع مصور يظهر مواطنًا جنوبيًا متسللًا إلى إحدى مزارع المواطنين الشماليين بهدف سرقة محصوله. وقد ألقي القبض عليه من قبل صاحب المزرعة ومجموعة أخرى كانوا على متن عربة، حيث أشهروا السلاح في وجهه. هذا التصرف الفردي وغير الرسمي أثار غضب بعض أبناء الجنوب على مواقع التواصل، مما أدى إلى تداول المقطع بشكل واسع، مستغلًا من قبل جهات تسعى لإثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار.
ورغم الأحداث المؤسفة التي طالت السودانيين المقيمين في جنوب السودان، من اعتداءات وأضرار جسيمة وإحراق ونهب لمتاجرهم، إلا أن الموقف الذي اتخذته حكومة جنوب السودان، عبر استنفار أجهزتها الأمنية وفرض حماية مشددة لرعايا السودان، يؤكد أن تلك الحوادث ناتجة عن تصرفات فردية وليست موقفًا رسميًا يعبر عن شعب أو حكومة الجنوب.
إن ما حدث يدعونا جميعًا إلى التمسك بصوت العقل والحكمة، وتجنب الانجرار خلف المؤامرات التي تحاك في الخفاء والعلن لإشعال نار الفتنة بين الشعبين. ويجب علينا احترام أبناء دولة جنوب السودان المقيمين في السودان، مع التفريق بين الأفراد الذين ينخرطون في النزاعات المسلحة والموقف العام لحكومة وشعب الجنوب، الذي يرفض مثل هذه التصرفات.
إن الروابط الاجتماعية والوجدانية التي جمعت الشعبين لعقود طويلة يجب أن تكون أساسًا للحوار والتفاهم، بعيدًا عن الأزمات السياسية والخلافات العابرة.
