قصة واقعية.. فيلم سوداني جديد ”اخر حنة“ يحصد جائزة دولية
متابعة - الجمهورية نيوز
قصة واقعية.. فيلم سوداني جديد ”اخر حنة“ يحصد جائزة دولية

قصة واقعية.. فيلم سوداني جديد ”اخر حنة“ يحصد جائزة دولية
المخرج السوداني مهند بلال يضع معاناة النساء في صدارة السرد السينمائي بفيلمه القصير “آخر حِنّة”
في قراءة سينمائية تعكس أبعاد الحرب السودانية، قدّم المخرج مهند بلال عمله القصير “آخر حِنّة” ليضع معاناة النساء في قلب السرد، مستلهماً قصته من واقع الصراع الذي اندلع منتصف أبريل. الفيلم، الذي حصد جائزة “الأفلام المؤثرة” في مهرجان Films That Move لعام 2025، يروي تجربة فقدان امرأة لزوجها في الساعات الأولى للحرب، مقدماً سرداً إنسانياً يبرز قسوة الحرب وقوة النساء في مواجهتها. بلال قال في مقابلة مع راديو دبنقا إنه تلقى خبر الفوز بالجائزة الشرفية بفرح كبير، معتبراً أن هذا التقدير يعكس وصول الفيلم إلى الجمهور وقدرته على تحريك مشاعرهم، مشيراً إلى أنه تولى بنفسه مهمة توزيع العمل بعد تعذر التواصل مع شركة التوزيع، مؤكداً أن الفيلم سيواصل مشواره في مهرجانات جديدة خلال الفترة المقبلة.
قصة واقعية
أُنتج “آخر حِنّة” في عام 2024 عقب خروج بلال من الخرطوم، وهو عمل مدته عشر دقائق يروي حكاية امرأة سودانية تقيم في دولة عربية وتتهيأ لعملية طفل أنابيب، قبل أن تتلقى خبر استشهاد زوجها الطيار في اليوم الأول للحرب. بلال أوضح أن القصة مستوحاة من واقعة حقيقية مع تعديلات سينمائية بسيطة، مؤكداً أنها تعكس معاناة نساء كثيرات فقدن أزواجهن أو اضطررن للنزوح القسري بحثاً عن الأمان.
وأضاف أن حرب منتصف أبريل ألقت بثقلها الأكبر على النساء، سواء بفقدان المعيل أو التعرض لانتهاكات أو خوض رحلة نزوح مرهقة نحو مصائر مجهولة. وأكد أن الرسالة الأساسية للفيلم هي إبراز صمود المرأة السودانية رغم الألم والفقد والصدمة، مشيراً إلى أن تركيز العمل على موضوع الحرب والنساء كان من أبرز العوامل التي لفتت اهتمام لجان التحكيم، في وقت يشهد اهتماماً عالمياً متزايداً بقضايا النساء في مناطق النزاع. وبرغم محدودية الإمكانات، استطاع الفيلم أن يمضي بثبات نحو المهرجانات بفضل صدقه وملامسته للواقع.
تصوير في القاهرة
خلال تصوير الفيلم في العاصمة المصرية القاهرة، واجه بلال صعوبات كبيرة بسبب الظروف النفسية واللوجستية التي صاحبت خروج السودانيين من مناطق القتال. وأوضح أن معظم طاقم العمل كان في حالة عدم استقرار نفسي نتيجة الصدمة والتروما، ما جعل عملية التصوير أكثر تعقيداً. ومع ذلك، شكّل الإصرار على إيصال القصة دافعاً أساسياً لإكمال العمل، ليخرج الفيلم في صورته النهائية رغم التحديات التي واجهت فريقه.
مشروع جديد
يعمل بلال حالياً على فيلم جديد بعنوان “سوف ننجو”، يصفه بأنه رحلة ذاتية تعكس مشاهداته الشخصية خلال الحرب، متوقعاً أن يشارك في عدة مهرجانات عالمية نظراً لطابعه الإنساني. وأشاد بالحراك المتصاعد في السينما السودانية، مشيراً إلى أن عدداً من المخرجين الشباب وصلوا إلى العالمية في فترة وجيزة، وذكر منهم أمجد أبو العلى، محمد كردفاني، سنوبي، طلال عفيفي، راوية، سارة، وسوزان مرغني، مؤكداً أن إسهاماتهم أسهمت في إلهام جيل جديد من صناع الأفلام. وفي ختام حديثه مع راديو دبنقا، شدد بلال على ضرورة تأسيس نقابة سينمائية قوية وتوفير دعم مالي وفني لصناعة الأفلام، باعتبارها إحدى أهم الوسائل لنقل حكايات السودانيين إلى العالم، خاصة أن المنصات التلفزيونية لم تستطع أن تعكس التجربة السودانية بالشكل المطلوب.

