كسلا : حامد ابراهيم
لا يختلف اثنان أن مدينة كسلا تعيش واقعا مزريا في كثير من أوجه الحياة بيئيا, صحيا , تدهورا في المستوى المعيشي للإنسان وفقرا الخدمات المقدمة له .. وأسباب ذلك كثيرة ومتعددة ولا نعفي السلطات الولائية والمحلية من التقصير ولكنها ناتجة في كثير من جوانبها من تداعيات الحرب وقلة الموارد بالإضافة لاكتظاظ المدينة بالمواطنين القادمين من الخرطوم وغيرها من الأسباب ولكن في النهاية فإن الأوضاع بالمدينة هذه الأيام أصبحت لا تطاق وأصبح أمر التصدي لتحسين بيئة مدينة كسلا أمر يفوق كثيرا امكانيات محلية كسلا الرسمية ولكنه بالتأكيد لا يفوق إمكانيات إنسان كسلا المعطاء إذا من وجد من يفجر طاقاته الكامنة ويزرع في نفسه الأمل ويعبئ دواخله بالطاقة بالإيجابية ويطرد منها السلبية المفرطة وهذا ما فكرت له أخيرا حكومة الولاية الجديدة بقيادة الوالي محمد موسى عبد الرحمن في عهد المدير التنفيذي الجديد للمحلية سيف عبد الناصر فأعلنت عن حملة كبرى لنظافة المدينة والتصدي لجبال النفايات المتراكمة
فانطلقت صباح السبت الحملة بقيادة والي الولاية الذي أمسك بنفسه بالمكنسة وشرع في تكويم النفايات وكذا فعل المدير التنفيذي وتفاعل المواطنين مع الحملة والتزموا بنسبة 100% باغلاق محالهم التجارية
صحيح قد تكون نتائج الحملة في يومها الأول ليست بالمستوى المأمول ولكن باستمرار الحملات وديمومتها وبتقديم القيادات التنفيذية القدوة والمثال المطلوب وقبل ذلك بالتوجه إلى إشراك المواطن وتعبئته بقيم الإيجابية والوطنية تحمل المسؤولية حتما ستزيد وتيرة الإنجاز يوما بعد آخر وما هي إلا بضع أسابيع ونجد مدينتنا الجميلة وقد استعادت نضارها وخضرتها التي جعلت منها جنة العشاق وملهمة الشعراء
