كوفيد 20 : السلالة الجديدة من الوباء تهدد بنشوء جيل جديد
كوفيد 20 : سيطر موضوع السلالة الجديدة من فيروس كورونا على اهتمامات الصحف البريطانية.
ونبدأ من صحيفة الأوبزرفر التي نشرت تقريرا لأيان سامبل محرر الشؤون العلمية بعنوان “السلالة الجديدة من كورونا تدفع بريطانيا نحو إغلاق كامل وموجة ثالثة من الوباء”.
ويقول سامبل إن السلالة الجديدة من الفيروس التي تنتشر في جنوب شرقي انجلترا تسببت في نحو 1200 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية محاولا تقديم بعض المعلومات للقاريء بهذا الصدد من خلال طرح بعض الأسئلة والإجابة عليها.
السؤال الأول الذي يطرحه هو “هل هذا أمر يجب أن نقلق بشأنه؟.
يجيب سامبل قائلا إنه من المبكر لأوانه تقديم أي نظريات حول مدى فتك السلالة الجديدة التي نتجت عن طفرة في الفيروس لكن لو صحت نظرية أنها تنتشر بشكل أسرع فسيكون من الصعب السيطرة عليها لكن يجب منح الباحثين بعض الوقت لتقديم إجابات دقيقة.
ثانيا، لماذا جنوب شرقي انجلترا تحديدا؟
ويجيب: ربما بسبب السلالة الجديدة التي أظهر التحليل الجينومي أنها تحتوى على طفرات تم رصدها في جنوب وشرقي انجلترا وهي أبرز مناطق تسارع العدوى وتسجيل الحالات الجديدة مؤخرا.
ثالثا، هل السلالة الجديدة أكثر خطورة؟
يقول سامبل إنه ليس هناك دليل حتى الآن على ذلك لكن نحتاج أيضا لبعض الوقت لمتابعة آثارها وأعراضها بدقة على المصابين سواء وجود أعراض جديدة أو حدة الأعراض المعتادة وهذا الأمر يعكف عليه العلماء والباحثون ويتتبعون السلالة الجديدة بشكل دقيق.
ويضيف أن السلالة الجديدة شهدت طفرات كثيرة أبرزها طفرة علىى مستقبلات الخلايا البشرية التي تؤدي لارتباط الفيروس بالخلايا ولذلك أصبحت أكثر قابلية للعدوى وأنها بدأت الظهور تدريجيا في دول عدة لكن بشكل أقل.
رابعا، ماذا يعني ذلك بالنسبة للقاح الجديد؟
يشير سامبل إلى أن الطفرات أمر معتاد بالنسبة للفيروسات لذلك من المحتمل أن تكون السلالة الجديدة مقاومة للقاحات التي بدأ توزيعها مؤخرا حيث تعمل على توفير أجسام مضادة للفيروس في الجسم تمنع ارتباطه بالخلايا وبالتالي تمنع تكاثره ولكن لو دخلت طفرة على مستقبلات الفيروس كما حدث في السلالة الجديدة سيكون اللقاح غير قادر على تأدية مهمته.
الإندبندنت أونلاين نشرت مقالا للمحلل الاقتصادي جيمس مور بعنوان “فيروس كورونا يمكنه أن يصنع جيلا كاملا من الانعزاليين”.
يقول مور إن اليابانيين عرفوا منذ القدم طائفة من الناس باسم (هيكيموري) وهم مجموعة من الانعزاليين الذين ينسحبون من الحياة المجتمعية بشكل كامل بل وحتى من الحياة الأسرية ليعيشوا أغلب حياتهم في غرفة واحدة فقط في المنزل وهؤلاء يشبهون الشباب في عصرنا الحديث الذين يرتبطون بشدة بالألعاب الإلكترونية ويبقون أغلب الوقت أمام شاشات الحواسيب لممارسة هذه الألعاب.
ويرى مور أن تفشي فيروس كورونا ربما يساهم في نشر هذه الظاهرة سواء في بريطانيا أو بقية أنحاء العالم وهو الأمر الذي يساهم فيه أيضا الفشل التام في جوانب الرعاية الاجتماعية والنفسية كما أن الخوف من العدوى ومن الآخرين يدفع البعض إلى البقاء في المنزل رغم قدرتهم على الاختلاط المجتمعي لكنهم يختارون الانعزال.
ويقول “كانت الحياة المجتمعية معتادة قبل أن يحل الوباء وتدفعنا إجراءات الإغلاق إلى الاعتياد علي العزلة قبل الأوان فالبقاء في المنزل كان أمرا محبذا إن لم يكن خيارا وحيدا دون بديل بالنسبة للغالبية خاصة المعرضين لمضاعفات حادة جراء الإصابة”.
ويضيف أن الوباء دفع باتجاه خطوة إضافية ذات تبعات اقتصادية كإغلاق المطاعم والمتاجر والحانات والمراكز التجارية ولم تثبت برامج الدعم الحكومية أي نجاعة في مساندة أصحاب هذه المتاجر من الإفلاس كما أغلقت دور السينما وأصبح منتجو الأفلام يقدمونها مباشرة لقنوات العرض المتلفزة أو على الإنترنت.
ويخلص مور إلى أن كل تبعات الوباء تؤدي لخلق جيل جديد ليس فقط معتادا على الانعزال بل يفضله وهو ما سيؤدي لآثار وتغييرات اجتماعية شاملة.